(العبارات) و(الشعارات) على جدران ساحة الاعتصام…من تماسيح الكلاكلة إلى أسود البراري.. (حول)!

تقرير: نزار عباس

ثقافات وفنون عديدة تشهدها ساحة الاعتصام بالقيادة العامة تمثل خلاصة ثقافة المجتمع السوداني، مثل فن الغناء والموسيقى والشعارات والهتافات الثورية، ومن ضمن تلك الفنون والثقافات، كان لفن الرسومات والكتابة على الحائط ما يُعرف بـ(الجداريات)، دورٌ كبيرٌ في الحراك الثوري، ويظهر ذلك في جدران ساحة القيادة العامّة لتوصيل رسالتهم الثورية عبر الرسومات والكتابات.. (كوكتيل) تجوّلت في ساحة الاعتصام لتقف على تلك الكتابات التي تُسمّى جداريات ومدى تأثيرها على الثوار…

 (1)

فن الجداريات يُعد من أقدم الفنون على مَرّ التاريخ، وترجع أصوله إلى (قدماء المصريين والإغريق والرومان الذين كانوا يتواصلون عبر تلك الكتابات، ومازالت كتاباتهم موجودةً في المتحف حول العالم، وتطوّرت هذه الفنون وتُعرف اليوم بفن الجداريات، ويكتب ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺑﺨﺎﺥ ﺩﻫﺎﻥ ﺃﻭ ﻗﻠﻢ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﻭ ﺃﻱِّ ﻣﻮﺍﺩ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻧﺸﺄ ﻓﻦ الجداريات ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ بإلهام من الموسيقي الهيب هوب في نيويورك.

(2)

لعب فن الجداريات في الحراك الثوري دوراً كبيراً منذ بدايات الثورة بالكتابة على جدران الأحياء في الشوارع بتذكير الثوار بمواعيد مواكب التظاهرات وتحفيزهم للمشاركة في المواكب بعبارات (تسقط بس.. وسقطت سقطت يا كيزان وغيرها من الكتابات).. ونشط هذا الفن في التذكير بموكب (6) أبريل بالقيادة العامة، هذا الموكب الذي تحوّل إلى اعتصام بميدان القيادة العامة، ومنها سقط النظام السابق بفضل هذا الاعتصام.. ولم يتوقف فن الجداريات عند هذا الحد، بل استمر في دعم الثورة بساحة الاعتصام، حيث لا يخلو جدار في ساحة الاعتصام من كتابات تدعم الثورة وتلهب حماس الثُّوّار.

(3)

تماسيح الكلاكلة وأسود البراري وشفّاتة الحاج يوسف وود نوباوي والعباسية وأولاد ربك وعطبرة وغيرها من الكتابات التي تُمجِّد الأحياء والمناطق المُشاركة في الثورة والحراك الشبابي منذ مواكب الأحياء وحتى الاعتصام، كانت من أبرز الكتابات في ساحة الاعتصام، إضافةً لكتابات تُمجِّد شهداء الثورة والتضامُن مع أُسرهم، وكتابات أُخرى تُمجِّد دور الطيور المُهاجرة “المُغتربين” في دعم الحراك الثوري.

(4)

من جانبه، قال الفنان التشكيلي أحمد مصطفى، إنّ فن الجداريات في ساحة الاعتصام كانت فُرصة مُناسبة لإبراز قُدرات الفنانين للتّعبير بحُرية وإرسال رسائل عبر الرسم والكتابة على الجدران، وأضاف: من الأشياء المُحافظة لتلك الكتابات التفاعُل الكَبير الذي وجده من قِبل الثُّوّار وفي وسائل التواصل الاجتماعي، مُضيفاً أنه لا أحدٌ ينكر الدور الكبير الذي لعبته تلك الفُنون في الحِراك الثوري والتّأثير الكَبير الذي ساهم في إسقاط النظام السَّابق، واختتم حديثه قائلاً: إنّ الأيقونة الحَقيقيّة لتلك الثورة الشبابية هي تلك الفنون التي استطاعت أن تلفت الأنظار بشكلٍ كبيرٍ.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.