إليكم … الطاهر ساتي

مؤامرات!

شارك الخبر

:: ويُحكى أن امرأة وقعت في حب الفيلسوف ايمانويل كانط، ولكن كانط لم يكن يبادلها ذات الحب، إذ كان يتحدث معها في المواضيع، ما عدا الحب والزواج.. لم تصبر، صارحته بالحب ثم تجرأت وطلبت للزواج، فأجابها كانط: (أعطيني وقتا لأفكر).. وشرع في التفكير عاما وآخر وثالث و.. بعد سبع سنوات من التفكير، لم ير خلالها المرأة، قرر أن يتزوجها.. ثم ذهب إلى منزلها، فوجد معها زوجها وطفلهما المشاغب!!
:: وعندما تنتهي الفترة الانتقالية، نخشى لقوى الحرية والتغيير من مصير الفيلسوف كانط، بحيث يُفاجأ زعماء تلك القوى بالسلطة وقد استولى عليها حاكم عسكري وأنجبا نظاماً مشاغباً.. نعم، لقد مضى شهر من الفترة الانتقالية المحددة من قبل المجلس العسكري بعامين، ولا تزال قوى الحرية والتغيير في محطة المؤامرات و(الخلافات القديمة)، والتي كانت من أسباب انقلاب يونيو 1989.. والمؤسف أن قوى المعارضة لم تتعظ بعد، ولم تتعلم من دروس الإنقاذ المؤلمة والمأساوية، بدليل عجزهم عن الاتفاق في أولى مراحلة التحول إلى السلطة المدنية، وهي وثيقة الإعلان الدستورية!!
:: وكأن من كتبها – وقدمها للمجلس العسكري – هو رئيس حزب المؤتمر الوطني، تبرأ زعماء قوى الحرية والتغيير من وثيقة الإعلان الدستورية.. كتبها أحدهم باسمهم جميعا، ثم قدمها باسمهم جميعا، ولكن بغير علمهم جميعا، حسب رفضهم وتنكرهم وتحفظهم.. رفضها حزب الأمة، أكبر أحزاب قوى الحرية والتغيير، وقال زعيمه بوضوح (هذه الوثيقة لا تمثلنا).. ثم المؤتمر السوداني تحفَّظ على الوثيقة أيضا، وقال رئيسه: (كُتِبَتْ على عجل).. والحزب الشيوعي أيضا وكذلك الحركات المسلحة.. و.. لم يوافق على وثيقة الإعلان الدستورية غير كاتبها المجهول!
:: وهكذا حال هذه القوى السياسية عندما ظهرت المسماة بلجنة الوساطة.. وافق بها حزب الأمة، ليرفضها الحزب الشيوعي و.. و.. اختلفوا كالعادة القديمة.. كنت من الذين أحسنوا الظن في هذه القوى المعارضة، باعتبار أن التجارب القاسية (تُعلم وتربي)، أي تكسب الأحزاب وعيا ونضجا.. ولكن للأسف خاب الظن، وكما يبدو بوضوح في الدقيقة الأولى من عُمر التغيير المنشود، وبعد ثلاثين عاما من كبتهم وحبسهم وتعذيبهم وتشريدهم وتمزيق أحزابهم، لا جديد في زعماء أحزاب المعارضة السودانية غير تنمية المؤامرات وتطوير الخلافات فيما بينهم!!
:: ربما غاب على زعماء الأحزاب أن السواد الأعظم من شباب الثورة لا ينتمي إلى أحزابهم، وأنهم ينتمون – وجداناً وروحاً – إلى قيادتهم الملهمة (تجمع المهنيين)، ويبدو أن التجمع قد أخطأ حين أوكل الأمور لأحزاب لم تنضج بعد.. والتجمع يعلم بأن الباسلين الذين استشهدوا ورفاقهم الذين تعاهدوا بألا يبارحوا ميدان المعركة ما لم يكتمل سقوط النظام المخلوع، يعلم بأن هؤلاء كما كفروا بالنظام المخلوع، كفروا بالأحزاب أيضا.. نعم، فالجيل الصانع للثورة والمستقبل لا يقدس حزباً ليكون (تابعاً وإمعة)، كما الأجيال السابقة.. وما لم تتغير طرائق تفكير زعماء الأحزاب، بحيث تعلو مصالح الوطن والشعب على الأجندة الحزبية والذاتية، فان هذا الجيل (ح يسقطهم أيضا)!!إليكم … الطاهر ساتي
مؤامرات!!
:: ويُحكى أن امرأة وقعت في حب الفيلسوف ايمانويل كانط، ولكن كانط لم يكن يبادلها ذات الحب، إذ كان يتحدث معها في المواضيع، ما عدا الحب والزواج.. لم تصبر، صارحته بالحب ثم تجرأت وطلبت للزواج، فأجابها كانط: (أعطيني وقتا لأفكر).. وشرع في التفكير عاما وآخر وثالث و.. بعد سبع سنوات من التفكير، لم ير خلالها المرأة، قرر أن يتزوجها.. ثم ذهب إلى منزلها، فوجد معها زوجها وطفلهما المشاغب!!
:: وعندما تنتهي الفترة الانتقالية، نخشى لقوى الحرية والتغيير من مصير الفيلسوف كانط، بحيث يُفاجأ زعماء تلك القوى بالسلطة وقد استولى عليها حاكم عسكري وأنجبا نظاماً مشاغباً.. نعم، لقد مضى شهر من الفترة الانتقالية المحددة من قبل المجلس العسكري بعامين، ولا تزال قوى الحرية والتغيير في محطة المؤامرات و(الخلافات القديمة)، والتي كانت من أسباب انقلاب يونيو 1989.. والمؤسف أن قوى المعارضة لم تتعظ بعد، ولم تتعلم من دروس الإنقاذ المؤلمة والمأساوية، بدليل عجزهم عن الاتفاق في أولى مراحلة التحول إلى السلطة المدنية، وهي وثيقة الإعلان الدستورية!!
:: وكأن من كتبها – وقدمها للمجلس العسكري – هو رئيس حزب المؤتمر الوطني، تبرأ زعماء قوى الحرية والتغيير من وثيقة الإعلان الدستورية.. كتبها أحدهم باسمهم جميعا، ثم قدمها باسمهم جميعا، ولكن بغير علمهم جميعا، حسب رفضهم وتنكرهم وتحفظهم.. رفضها حزب الأمة، أكبر أحزاب قوى الحرية والتغيير، وقال زعيمه بوضوح (هذه الوثيقة لا تمثلنا).. ثم المؤتمر السوداني تحفَّظ على الوثيقة أيضا، وقال رئيسه: (كُتِبَتْ على عجل).. والحزب الشيوعي أيضا وكذلك الحركات المسلحة.. و.. لم يوافق على وثيقة الإعلان الدستورية غير كاتبها المجهول!
:: وهكذا حال هذه القوى السياسية عندما ظهرت المسماة بلجنة الوساطة.. وافق بها حزب الأمة، ليرفضها الحزب الشيوعي و.. و.. اختلفوا كالعادة القديمة.. كنت من الذين أحسنوا الظن في هذه القوى المعارضة، باعتبار أن التجارب القاسية (تُعلم وتربي)، أي تكسب الأحزاب وعيا ونضجا.. ولكن للأسف خاب الظن، وكما يبدو بوضوح في الدقيقة الأولى من عُمر التغيير المنشود، وبعد ثلاثين عاما من كبتهم وحبسهم وتعذيبهم وتشريدهم وتمزيق أحزابهم، لا جديد في زعماء أحزاب المعارضة السودانية غير تنمية المؤامرات وتطوير الخلافات فيما بينهم!!
:: ربما غاب على زعماء الأحزاب أن السواد الأعظم من شباب الثورة لا ينتمي إلى أحزابهم، وأنهم ينتمون – وجداناً وروحاً – إلى قيادتهم الملهمة (تجمع المهنيين)، ويبدو أن التجمع قد أخطأ حين أوكل الأمور لأحزاب لم تنضج بعد.. والتجمع يعلم بأن الباسلين الذين استشهدوا ورفاقهم الذين تعاهدوا بألا يبارحوا ميدان المعركة ما لم يكتمل سقوط النظام المخلوع، يعلم بأن هؤلاء كما كفروا بالنظام المخلوع، كفروا بالأحزاب أيضا.. نعم، فالجيل الصانع للثورة والمستقبل لا يقدس حزباً ليكون (تابعاً وإمعة)، كما الأجيال السابقة.. وما لم تتغير طرائق تفكير زعماء الأحزاب، بحيث تعلو مصالح الوطن والشعب على الأجندة الحزبية والذاتية، فان هذا الجيل (ح يسقطهم أيضا)!!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.