تراسيم ||عبدالباقي الظافر

!! علينا الا نخاف من الانتخابات المبكرة

شارك الخبر

 

لم يتوقع الإعلامي مزمل حمد سليمان أن يقترن اسمه بمرسوم دستوري.. لكن فعلها الفريق البرهان والذي أصدر بالأمس قرارا أطاح بزميلنا من منصبه كمدير لإدارة الأخبار بالتلفزيون القومي.. في الأحوال العادية لم يكن الأمر يحتاج غير قرار إداري من مدير التلفزيون.. لكن في موسم التعسف في استخدام القوانين الاستثنائية ليس هناك ما يستدعي العجب.. ذات القرارات الاستثنائية شملت عددا كبيرا من شاغلي المناصب الصغيرة.. كان من الأفضل التمهل في الإصلاح الإداري وانتظار السلطة المدنية.
أمس الأول لوح الفريق شمس الدين كباشي الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري بإمكانية إقامة انتخابات مبكرة، إن فشلت مفاوضاتهم مع تحالف قوى الحرية والتغيير.. التلويح يأتي كبطاقة ضغط في وجه القوة التي تطالب بفترة انتقالية طويلة تزيد على الأربعة أعوام.. إصرار العسكر على فترة انتقالية تمتد فقط لعامين ليس سوى محاولة لكسب الرأي العام الدولي.. فقد ألمح الفريق البرهان في لقائه مع قناة العربية إلى إمكانية التوافق على فترة انتقالية أطول من العامين إن كان ذلك ضروريا.
لا أرى مشاحة في إجراء انتخابات مبكرة إن كان ذلك يقضي بانسحاب العسكر من المشهد السياسي.. بل ربما يكون الأمر مرغوبا فيه بشدة.. ربما مهلة ستة أشهر أقل من اللازم لتنظيم انتخابات تكون معبرة عن إرادة جموع السودانيين.. بمعنى من الأفضل النظر للانتخابات عبر منظار مرحلي.. حيث من الممكن إجراء انتخابات رئاسية في ظرف عام عبر دائرة جغرافية واحدة.. فيما تواصل الهياكل الانتقالية المؤقتة مهامها في رسم ملامح الساحة الانتقالية بما فيها من تعافٍ سياسي وعدالة انتقالية.
بالطبع هناك من يرفض طرح الانتخابات الجزئية المبكرة بحجة أن الدولة العميقة يمكن أن تؤثر على نتائج الانتخابات.. لكن الحقيقة أن هذا أفضل وقت لإلحاق هزيمة نكراء برموز النظام السابق إن تجرّأوا في خوض المنازلة الانتخابية.. كما أن مناخ الثورة جعل معظم الثوار على قلب رجل واحد.. بحيث من السهولة التوافق على تقديم رمز يحظى باحترام قوى الثورة.. بل في الحقيقة من الصعب الاحتفاظ بحيوية ووحدة هذا التحالف الثوري العريض لمدة أربع سنوات قادمة.
في تقديري من المهم التعامل بحذر مع تكتيكات المجلس العسكري.. حتى هذه اللحظة يمارس المجلس العسكري استراتيجية تبديد الطاقة الثورية للشارع السوداني عبر إغراق المفاوضات بتفاصيل الشولة والنقطة والمصطلح الصحيح.. لهذا على الجماهير ألا تخاف من شرعية الشارع.. النظام القديم مات وأكل الدهر عليه وشرب.. علينا الترحيب بالانتخابات باعتبارها المُعبّر عن إرادة الناس متى توافرت شروط صحتها.
بصراحة.. يخطئ من يظن أن إدارة الفترة الانتقالية ستكون مجرد نزهة أصعب ما فيها تصفية جيوب الدولة العميقة.. في مثل هذه المرحلة الحرجة والظروف الضاغطة والآمال العظام يحدث تآكل سريع للشعبية ومقارنة غير منصفة مع النظام السابق.. ألم يهتف السودانيون في وجه عبود بعد عام من الإطاحة به (ضيعناك وضعنا معاك يا عبود)؟.. لا تخافوا من الانتخابات المبكرة إن ردت العسكر للثكنات.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.