إليكم…. الطاهر ساتي

(عربون السلام)

شارك الخبر

:: (مرحباً بهم)، فمن بشريات الثورة أن أبناء السودان بالحركات المسلحة يضعون السلاح ويقبلون على خطى السلام والحرية والعدالة، لبناء دولة المؤسسات التي تقف على مسافة واحدة من كل الأديان والأعراق والأحزاب.. مرحبا بهم، استقبلت الخرطوم ظهر الأمس وفد المقدمة للحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة مبارك أردول الناطق الرسمي للحركة وعضو مجلسها القيادي وآخرين.. وعلى أن يصل الوفد القيادي، بقيادة ياسر عرمان وخميس جلاب وآخرين ، خلال (10 أيام).
:: (جئنا لنقدم عربوناً للسلام، وأن الثورة نجحت وأدت نتائجها، وأتينا لنفتح صفحة جديدة بأن زمن الحرب قد انتهى، ونحن نمضى نحو مرحلة السلام)، مبارك أردول مخاطبا الرأي العام بمطار الخرطوم.. ومثل هذا الطرح هو ما يُطمئن الناس، أي وصول الجميع إلى قناعة مفادها أن الحرب لم تعد هي الآلية المثلى لحل أزمة الحكم في السودان، وأن التنافس الحر – في مضمار الحكم – يجب أن يبقى بالأفكار والبرامج.
:: ثم أن نائب رئيس الحركة، عرمان، بخبرته السياسية وحنكته في التفاوض، مكسب للثورة وإضافة نوعية لقوى الحرية والتغيير وهي تفاوض المجلس العسكري.. لعرمان تعريف واضح للثورة وكذلك تعريف أوضح للتغيير، إذ يقول: (قوة الثورة يمتد تاريخها لثلاثين عاما تغير فيها جلد الإنقاذ وتغيرت فيها مكونات قوى الثورة وهي التي قامت بثورة ديسمبر.. أما التغيير فهو يضم قوى جديدة أعرض من قوى الثورة، مثلا: القوات المسلحة والدعم السريع ساهموا في تغيير النظام القديم واعتقلوا رأس النظام وأتباعه وبذا أصبحوا جزءا من قوى التغيير).
:: وهذا يعني أن المجلس العسكري – والذي يمثل الجيش والدعم السريع – ليس عدوا للثورة والتغيير، أو كما يتوهم البعض ويشتهي البعض الآخر (الفلول).. ويمضي ياسر موضحا رؤية الحركة في قضية الساعة، بالنص: (قوى الثورة والتغيير يمتد تاريخها إلى ثلاثين عاما، وتمكنت قوى الثورة من هزيمة نظام الإنقاذ بانحياز من الجيش ومن الدعم السريع، وبذلك شارك الجيش والدعم السريع في خواتيم التغيير واستبعاد قوى الثورة وإقامة حكم عسكري غير ممكن، واستبعاد الجيش والدعم السريع من المعادلة السياسية غير ممكن أيضا).
:: ولكن دائما هناك طريق ثالث كما يقول: (يوجد طريق ثالث لتحقيق الانتقال من الحرب السلام، ومن الشمولية للديمقراطية، ومن الدولة الأحادية إلى دولة المواطنة بلا تمييز، وهذا يتطلب التفكير خارج الصندوق، وإيجاد شراكة منتجة قوامها بناء نظام جديد يحظى بدعم شعبي توفره قوى الثورة، وعلى قاعدة التداول السلمي للسلطة، والاحتكام للشعب – في نهاية الفترة الانتقالية – بعقد مؤتمر دستوري وانتخابات حرة ونزيهة، علينا أن لا نسمح لقوى الثورة المضادة بإعادة تنظيم نفسها).. فهل ينتبهون للتحذير قبل ضحى الغد، بحيث لا ينفع الندم؟
:: والمهم.. تستلهم من تصريحات ياسر، والتي تعبر عن رؤية الحركة، أن السياسة هي (فن الممكن) أي أن تأخذ المكاسب المتاحة ثم تحاور وتعمل من أجل المزيد بحكمة وذكاء، ولذلك يرى أن المجلس العسكري – الممثل للجيش والدعم السريع والنظامية الأخرى – يجب أن يكون شريكا في الثورة والتغيير، وليس عدوا للثورة والتغيير، وهذا الموقف ليس بغريب على رجل عركته معارك السياسة والحرب.. نعم، لقد صدق ياسر، ليس من الذكاء السياسي أن يتخذ البعض أحد حماة الثورة والتغيير (عدوا)، أو كما تشتهي الدولة العميقة والثورة المضادة!!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.