من داخل خيمة (ثوار المطبخ):بدأت الفكرة بـ(كفتيرة) شاي وتطورت إلى 12 ألف سندوتش في اليوم..

حوار: محاسن أحمد عبد الله

حركة وحيوية ونشاط فوق العادة، تعاضد وتكافل مليء بالقيم والعادات السودانية الأصيلة، جميعهم يعمل بلا كلل أو ملل وهم يسارعون لتقديم الخدمة مرفقة معها ابتسامة رضا، لا يتلقون أي مقابل مادي نظير ما يقدمونه إنما يقصدون من ورائه خدمة جليلة للثوار وكسب الأجر والثواب خاصة أن الجميع يتنسمون نفحات شهر رمضان الكريم.
(1)
منذ سقوط النظام واعتصام الآلاف بميدان القيادة العامة، ظلت تلك المجموعة التي تضم شبابا من الجنسين؛ تقدم خدمات الأكل والشرب المجانية داخل إحدى الخيام الكبيرة التي نصبت في ميدان الاعتصام، بعد أن تم توزيع الأدوار بينهم دعما للثورة والثوار وهم يعملون ليلا ونهارا بلا ضجر.
(كوكتيل) ولجت إلى داخل خيمة (ثوار المطبخ) والتقت بمجموعة من الشباب المتحمسين والمشتعلين بالعزيمة وهم يقومون بإعداد وجبة العشاء بهمة ونشاط وذلك لمعرفة المزيد من التفاصيل عن المطبخ وفكرته.. تابعوا ما جاء في الحوار.
(2)
ابتدر الشاب محمد حديثه لـ(كوكتيل) عن بداية فكرة المطبخ قائلا: (بدأت الفكرة منذ يوم 6 أبريل وكان وقتها الثوار يملأون المكان وشعاراتهم وهتافاتهم تشق عنان السماء وجميعهم كانوا يشعرون بالعطش والجوع نسبة للساعات الطويلة التي يقضونها في الميدان، ومن بينهم من يقضي ليله حتى الصباح، وعلى الرغم من أن هناك عددا من الجهات قامت بتوزيع الوجبات، إلا أننا رأينا أن هذا وحده لا يكفي فاتفقنا وزميلتي يسرا بأن نقوم بعمل (سندات) سندوتشات سريعة ولكن في صباح اليوم التالي شاءت الأقدار أن يستشهد صديقنا (مآب) داخل ميدان الاعتصام بعد أن قدم روحه فداء للثورة، لذلك رجعنا صباح اليوم الثاني بعد دفن الجثمان ونحن أكثر عزيمة على الرغم من الحزن الذي سكن قلوبنا لخدمة الثوار وبالفعل وجدنا أعدادا كبيرة من الثوار في الميدان يبحثون عن القهوة والشاي ومنها بدأت الفكرة بالدعم الكبير من الأسرة والأصدقاء.
(2)
واصل الشاب محمد حديثه قائلا: (الفكرة بدأت بـ(كفتيرة) شاي وقهوة بعدها بدأ الأصدقاء في إعداد السندوتشات والموضوع بدأ يتطور إلى أكثر من ذلك بعد أن تزايدت الطلبات وأصبحنا نوزع في اليوم أكثر من 7 آلاف كباية شاي وقهوة وبالنسبة للسندوتشات الخفيفة نوزع ما يقارب 12 ألف عيشة، وتطور الموضوع وأصبحنا نطبخ (دمعة الفراخ والتقلية) ونقوم بعمل القراصة بجانب قدرة الفول الكبيرة التي تساعدنا في الإفطار كثيرا وبقية الوجبات المختلفة)، موضحا أن كل ما يقومون به عبارة عن (شير) وعون ذاتي ولا توجد أي جهة تقوم بدعمهم ماديا، وأضاف: (نعمل جميعنا بتكاتف ومعنا عدد من الشابات والأطفال ولا نذهب إلى منازلنا لأن خيمة مطبخنا هي مكان نومنا و”صابّنّها”).
(3)
من جانبه تحدث الشاب عمار فياض أحد أعضاء المجموعة لـ(كوكتيل) قائلا: (غلى الرغم من الجهد الكبير الذي نقوم به إلا أننا في حاجة إلى مزيد من الأيادي العاملة لأن الضغط على المطبخ أصبح عاليا، خاصة أن الدنيا رمضان، وأصبحنا نشتغل ثلاث ورديات (إفطار، عشاء، سحور)، لذا نتمنى من أي شخص موجود في منزله أن يأتي إلى هنا ويساعد إخوته لأن الهدف والغاية واحدة من أجل الثورة والسودان ودماء شهدائنا الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.