والي القضارف اللواء ركن محيي الدين أحمد الهادي لــ (السوداني)استقدمنا قوات من كسلا والفاو لاحتواء الاشتباكات القبلية

 

حوار: عبد القادر باكاش

نقاش عادي بين بائع مياه وسيدة (زبونة)، تطور لملاسنات ثم اشتباك أسفر عن إصابة السيدة ومن ثم وفاتها لاحقاً بالمستشفى ظهر أول أمس السبت أدى إلى مواجهات قبلية كادت أن تتسبب في انفراط عقد الأمن وضرب السلم الاجتماعي بين أعرق قبيلتين متجاورتين في حيين متجاورين لكن عزيمة حكومة الولاية ورجال الإدارة الأهلية والعلماء ووجهاء قضروف سعد أقوى وأمضى وأكثر وعياً من أن تضع الولاية تنزلق في أتون حرب أهلية فكانت المبادرات الأهلية التي توجت منتصف ليلة أمس بمصالحة أهلية وقعها أعيان القبيلتين. (السوداني) هاتفت والي القضارف المكلف اللواء الركن محيي الدين أحمد الهادي للوقوف على آخر تطورات الأحداث.

. السيد الوالي كيف تطورت الأحداث من مشكلة شخصين إلى فتنة قبلية؟
بالفعل المشكلة بدأت بنقاش وخلاف حول بائع مياه (سقّا) وسيدة مستفيدة من خدمته (زبونة) حدثت الفتنة رغم أن القبيلتين في حيين متجاورين وكانتا تعيشان في أمن وأمان حتى حدثت هذه المشكلة. نحن فور سماعنا باحتشاد الطرفين بعثنا بقوات من الجيش وعززناها لاحقاً بقوات إضافية وتمكنا من الفصل بين القبيلتين وإجلاء الجرحى للمستشفيات والقبض على كل من ثبت اشتراكه في جريمة الاعتداء وقامت اللجنة الأمنية بزيارة موقع الاشتباك بحي الموردة ومن ثم عقد اجتماع طارئ للجنة أمن الولاية والجلوس مع القيادات الأهلية من الطرفين لحثهم على ضرورة تهدئة النفوس وامتصاص المشكلة لرتق النسيج الاجتماعي. وتمكنت قيادات البني عامر من السيطرة على منسوبيهم ولكن النوبة ونسبة لأن الخسائر عندهم في اليوم الأول أكبر وكانوا مغبونين لم يلتزموا بالعهد بعض شبانهم بإشعال الحرائق في المحال التجارية الخاصة بتجار من البني عامر في السوق، قوبل ذلك برد فعل موازٍ من البني عامر وكان أن ينفرط عقد الأمن مساء أول أمس، وكنا وقوفا في ميدان الاشتباك حتى الثالثة من فجر أمس الأحد واستقدمنا قوات من المحليات منها محلية الفاو كما استعنا بقوات من ولاية كسلا رابطت القوات بين الطرفين تستخدم الغاز المسيل للدموع وتجنبت القوات استخدام السلاح تفادياً لوقوع خسائر أكبر رغم أن الحشود من الطرفين كبيرة وتم تراشق بالحجارة وبالأسلحة البيضاء, واتسمت قواتنا بضبط النفس رغم أنه تمت إصابة عدد من الأفراد وضابط برتبة عقيد من القوات المسلحة وضابط برتبة ملازم من قوات الشرطة.

. وماذا عن الاعتداء على مسافرين عزل بالسوق الشعبي في القضارف؟
هذا حادث وقع خارج نطاق منطقة الاشتباك إذ أن مجموعة من أبناء النوبة كانوا متحركين التقوا بثلاثة من البني عامر فاعتدوا عليهم وقتلوا منهم اثنين واصابة الثالث فور سماعنا بالحادث هرعنا للموقع وقمنا بتمشيط وتأمين المنطقة.
& إذن كيف تجددت الاشتباكات بين المجموعات القبلية من جهة وبين بعض المجموعات وقواتكم؟
في الحقيقة قواتنا كانت مرابطة في موقع الحادث بين المجموعتين واعتدى عليها بعض المتفلتين مما اضطرها لاستخدام القوة وإطلاق أعيرة نارية أصابت بعض المواطنين توفي منهم شخصان في وقت لاحق.
& لماذا انسحبت قواتكم من موقع الحادث؟
بعد الاشتباك مع قواتنا وجدنا أننا أمام أمرين: إما أن نفض التجمعات بالقوة الجبرية، ونبقي على القوات، وهذا قد يتسبب في خسائر أكبر، أو أن ننسحب القوات حتى لا تحدث مواجهات معها فرأينا أن نتحلى بالحنكة والحكمة ونسحب القوة.

.ماذا بعد؟
ركزنا جهودنا في التواصل مع الإدارة الأهلية والأعيان والعلماء وقادة المجتمع خاصة أن هناك مبادرات كبيرة ومساعي حميمة من مختلف فئات المجتمع ومن قادة قبائل الولاية وقد وصل خصيصاً لحل المشكلة إلى القضارف مساعد رئيس الجمهورية السابق رئيس مؤتمر البجا موسى محمد أحمد كما وصل الأخ اللواء ركن عبد الخير عبد الله ناصر أحد قيادات قبائل النوبة بالإضافة إلى قيادات ونظار ومكوك الطرفين توجت تلك الجهود بالتوفيق على وثيقة معاهدة على التزام الطرفين بإيقاف العدائيات والعمل على احتواء الأمر للمساهمة في تهدئة النفوس وامتصاص آثار ما حدث واجتماعاتنا ماتزال متواصلة ونتمنى أن نوفق في وأد الفتنة واستعادة الأمن والاستقرار.
. السيد الوالي كم عدد المتوفين والجرحى والمقبوض عليهم؟ وهل هناك إحصاءات عن الخسائر؟
حتى الآن توفي (9) وأصيب (22) والمقبوض عليهم (24) متهما ويجري حصر الخسائر من المنازل والمحال التجارية المتأثرة.
.ما هي خطتكم لجبر الأضرار؟
نحن مجتهدون في توفير المأوى للذين أحرقت منازلهم وسنعمل على إيوائهم بالتنسيق والتعاون مع الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية وبجهود أجهزتنا الولائية والقومية وسنوفر لهم المياه وكل الخدمات بإذن الله.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.