ما بين مطالبة ” مادبو” .. تدخل ” قريش” وعتاب ” ود الشيخ”” السوداني” تورد تفاصيل الخطاب الذي أدى لانهيار مجلس المريخ

الخرطوم : السوداني
كان لافتاً في الخطوة التي أدت إلى انهيار مجلس الوفاق المريخي، منتصف الأسبوع الماضي، أن هناك بعض الأشياء التي جرت خلف الكواليس، قليل من الأحاديث، وبعض المطالبات والتحركات، ومن ثم التلويح بـ(خطاب) ما أدى إلى افتعال الخلافات داخل المجلس الوفاقي قبل أن تحدث الطامة بانهياره بعد أن دفعت مجموعة الرئيس المستقيل محمد الشيخ مدني، باستقالات جماعية عقب ذلك..
” السوداني” وكعادتها غاصت في التفاصيل، وتحرت عما جرى داخل قروب المجلس الوفاقي وخرجت بالتفاصيل التالية..
وبالعودة إلى خلفيات الأزمة الإدارية بالمريخ، فإنها بالأساس تعود إلى المطالبة المفاجئة التي دفع بها مساعد رئيس النادي الصادق مادبو الذي فجر أزمة كبيرة عقب عودته من مقر إقامته خلال الأشهر الماضية بفرنسا، حيث زاول عمله بصورة طبيعية وشارك في إحدى جلسات المجلس، وطلب فرصة للحديث وحصل عليها بالفعل، إلا أن المفاجأة كانت في مطالبته العودة إلى منصبه كأمين للمال لجهة أنه في الأصل غير راضٍ عن اتفاق الوفاق الذي حدث العام الماضي..
حديث مساعد الرئيس مادبو، الشجاع حسب وصف مقربين إليه قوبل بردة فعل هادئة من قبل رئيس النادي محمد الشيخ مدني الذي وبحسب مقربين إليه لم ينفعل، وأكد لمادبو مناقشة طلبه ووضع التكييف القانوني له ومن ثم إصدار قرار نهائي في ذلك..
وتكمن المفاجأة في أن الصادق مادبو، لم يكتفِ بالحديث الذي ذكره داخل اجتماع المجلس، بل بادر بإرسال خطاب صادر من الاتحاد العام بتاريخ “4” يوليو 2018  أشار من خلاله إلى شرعية المجلس المنتخب وهو الأمر الذي أثار الخلاف داخل ” قروب المجلس الوفاقي”  بالوتساب عقب ذلك.
وحصلت “السوداني” على الخطاب الذي أرسله مادبو داخل قروب المجلس الوفاقي ويعود تاريخه إلى يوليو من العام الماضي وهو صادر بالفعل من الاتحاد العام حيث أشار من خلاله الاتحاد إلى شرعية المجلس المنتخب بناءٍ على توصية لجنة تقصي الحقائق التي ضمت عدداً من الشخصيات وقادها عضو مجلس إدارة الاتحاد معتصم عبد السلام آنذاك ..
وقال مصدر رفيع بالمجلس إنه وفور إرسال الصادق مادبو للخطاب الذي أكد من خلاله شرعية المجلس المنتخب، وسلامة موقفه القاضي بعودته من جديد أميناً للمال انخرط عدد من الأعضاء في نقاش حول هذه التداعيات ..

وأشار المصدر إلى أن الأمين العام محمد جعفر قريش لم يجد حرجاً في التداخل والتأكيد على صحة الخطاب الذي بعث به مادبو ولكن سكرتير الأحمر لم يتوانَ في التوضيح بقوله إن الخطاب صدر بالفعل ولكن قبل تكوين المجلس الوفاقي، ومصادقة الاتحاد  على الاتفاقية التي أبرمت آنذاك ..
وعلمت ” السوداني” أن رئيس النادي المستقيل، محمد الشيخ مدني تداخل كذلك وأرسل رسالة في اليوم التالي تعقيباً على حديث قريش فحواها ” سلام في حديثك بالأمس المنطق الوحيد الذي قبلته هو أن شهادة الاتحاد العام المعنونة ” لمن يهمه الأمر” حسب قولك إنها صدرت قبل قرار تكوين مجلس الوفاق وهذه الحالة كان ممكن تبريرك يكون منطقياً وهيأت نفسي لمراجعة موقفي من المذكرة الخبيثة ولكن وبكل أسف إفادتك طلعت خطأ .. قرار مجلس الوفاق صدر بتاريخ 11 يونيو أكرر يونيو 2018 وشهادة الاتحاد العام بتاريخ 6 يوليو 2018 يعني بعد أكثر من ثلاثة أسابيع وواضح أنه ليس هناك أي سيناريو يثبت حسن النية في هذا المستند .. لقد اجتهدنا بأقصى ما نملك لنمد يد العون .. ولكن .. تحياتي ”
ومثلت الرسالة أو التعقيب الصادر من الرئيس محمد الشيخ مدني، تأكيداً واضحاً على موقف مجموعته التي لم تحتمل خطاب ” مادبو” ورأت بأنه يمثل ” انقلاباً” صريحاً على اتفاق ” الوفاق” الذي أبرم برضاء من كل الأطراف آنذاك ..
ويقول مساعد رئيس المريخ المستقيل، عبد المنعم النذير إن موقف الاتحاد العام بالنسبة لهم لم يكن مهضوماً وتفاجأوا به، متسائلاً لماذا أصلاً يصدر اتحاد الكرة خطاباً مثل هذا؟ وهو نفسه الذي صدق على مجلس الوفاق آنذاك ..
وأبان النذير أن اتحاد الكرة الذي أكد شرعية المجلس المنتخب، كان في نفس الوقت عليه كذلك أن يصدر خطاباً ويؤكد شرعية مجلس الوفاق لكنه عاد وأشار إلى أن الإجراء من أساسه غير سليم ويكشف عن الكذب والخداع الذي تعرضوا له وهو ما دعاهم إلى الوقفة واتخاذ قرار الاستقالة مباشرة دون أي نقاش أو تراجع حسب قوله ..