العين الثالثة || ضياء الدين بلال

ثلاث رصاصات!!

شارك الخبر

-1-
يستخدمون ذات الأدوات دون غسلها من آثار السابقين.. لغة وأساليب قديمة تنتمي لحقب السبعينيات، لجيل جديد ومُستنير و(مُفتِّح)، مولود في عنبر العيون، على قول أولاد أم درمان .
للأسف، إنهم يقرأون من ذات الكتاب الأصفر.
ما بين التثاؤب والترقُّب، انتظر الكثيرون اعترافات قتلة المُعتصمين على متاريس الثامن من رمضان.
لم تكن هناك اعترافات، بل شهادات هزيلة ومُهتزَّة، لم تجدْ من يشتريها، ولم تسلم من الشكِّ وسوء الظن!
-2-
لو أن من أشرفوا على بثِّها تريَّثوا قليلاً، وتمهلوا رويداً قبل عرضها على الجمهور، لأدركوا أنها بدلاً عن أن تقوم بإدانة الفاعلين ستُلحِقُ بهم تهمة الكذب والتَّحايل!

في كُلِّ البوستات التي اطَّلعت عليها، على شبكة وسائل التواصل الاجتماعي، لم أجد مُصدِّقاً لما قيل؛ بل كانت السخرية الحارقة والاستهزاء العريض.
نعم، قليلٌ من التريُّث كان يكفي لمعرفة أن الجمهور السوداني أصبح يملك مقدرةً فائقةً على الفحص والتمحيص في التحقُّق من الروايات.
-3-
واحدٌ من أهمِّ أسباب سقوط النظام السابق، قبل اعتصام القيادة العامة، وانحياز الأجهزة الأمنية والعسكرية، نفاد رصيده من المصداقية والثقة في أقواله وأفعاله معاً.
إلى آخر يومٍ في حياته السياسية، لم يستطع النظام السابق أن يتجاوز عقدة (اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيسا) .
في عالم ثورة المعلومات والاتصال، واتساع دائرة الوعي السياسي، لم تعد الأكاذيب قابلةً للتسويق أو الصمود أمام الحقائق.
كثيرٌ من الأفراد والكيانات ظلَّوا معتقلين في أكاذيبهم اعتقالاً أبديًا.
رأس مال السياسي والإعلامي، ليس ما يملك من معلومات، ولكن ما لديه من مصداقية لدى مُتلقّي الرسالة.
حينما يُشتبَه في مصداقية السياسي والإعلامي، أو يُعهَد عنه الكذب والتضليل؛ فلن يستطيع تسويق معلوماته، حتى ولو كانت صادقة وصحيحة.
يقولون إن الإعلامي الذي يكذب، مثل بائع اللبن المغشوش، لن يخدع المشترين سوى مرَّةٍ واحدةٍ فقط.
بعض خبراء الإعلام، يُقدِّمون للسياسيين نصيحة ماكرة (المصداقية هي شبكة اصطياد المُتلقِّي، دعه يثق في ما تقول، وستستطيع أن تتحكَّم في ما يفعل)!!
-4-
الفريق شمس الدين الكباشي، منذ أوَّل ظهورٍ له، نال بأدائه الإعلامي استحسان الكثيرين وإعجابهم، فكانت لإطلالاته الإعلامية جاذبية، ولإفادته مصداقية عالية.
فقد الرجل كثيراً من كُلِّ ذلك، حينما اكتشف الجمهور أن ما قاله عن اعتقال العباس البشير بسجن كوبر، لم يكن حقيقة، وأن العباس ظلَّ طليق السراح حتى مغادرته إلى تركيا.
أمس، نشرت صحيفة (مصادر)، أن الفريق أول صلاح قوش يتنقَّل بين المطارات من دولة إلى أخرى، ومن اجتماع إلى اجتماع؛ فبذلك ثبت أن ما قيل عن احتجازه قيد الإقامة الجبرية غير صحيح.
وربما يمضي السؤال لأبعد من إن كان قوش تحت الإقامة الجبرية أو مُحلِّقاً في الأجواء الدولية؛ فما هي الصِّفة التي تمنحه حقَّ الاجتماع بجهات رسمية؟ ومن يُمثِّلُ في تلك الاجتماعات؟ وباسم من يتحدث؟!!
مثل تلك المعلومات، إذا صحَّت، فإنها تُعيد مرَّة أُخرى احتمال وجود مسرحيَّة جديدة على نسق حبيس السجن ورئيس القصر!!
-أخيراً –
مُغادرة العباس ورحلات قوش الخارجية، والإفادات المُتلفزة عن قتلة شهداء الثامن من رمضان، هي بمثابة ثلاث رصاصات على مصداقية السلطات الجديدة !

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.