مشاهدات وقصص من ساحة الاعتصام

الخرطوم  (سونا)- مما لاشك فيه أن ساحة الاعتصام بالقيادة العامة افرزت كثيرا من الابداعات واظهار المواهب لدى الجيل الحالي، فأين ما ذهبت على طول مساحة ساحة الاعتصام تجد ابداعا بنوع جديد فهناك المبدعون التشكيليون والخطاطون ومن له ابداع في الرسم والخطابة والتقليد وغيرها من الابداعات.

واثناء تجوالنا داخل ساحة الاعتصام وجدنا شبابا يشيدون منازل تعبر عنهم عن طريق (الانترلوك) وهو الطوب الصغير الذي يستعمل في الشوارع العامه فاكتشفنا أن هولاء هم الاطفال فاقدو السند وليس لهم مأوى فاتخذوا من ساحة الاعتصام مكانا يأويهم فتجدهم عندما تصير الشمس في منتصف النهار يلجأون الى هذه المنازل التي شيدوها ليحسوا بالامان .

وقال لنا احد الاطفال انه يبلغ من العمر 11 عاما وليس لديه منزل يقيم فيه وعندما قال لي اصحابي هنالك في القيادة “سنجد الاهتمام ويمكن أن نعيش بسلام” جئت الى هنا فانا اقيم هنا منذ 35 يوما وشيدت هذا المنزل حتى اشعر بأني مثل بقية الناس لدي منزل ، واتمني أن اجد منزلا اعيش فيه مستقبلا .

ومن المشاهدات الاخرى حوالى الساعة الحادية عشرة والنصف ليل امس ونحن في ساحة الاعتصام وجدنا كنداكات في مقتبل العمر يقمن بتدريس بنات من فاقدي السند

وعندما سألنا احداهن ما مصير هولاء عقب الوصول الى الحكومة المدنية وتحقيق اهداف الثورة، قالت (سوف نواصل معهن ولن ننساهم حتى ولو دعت الضرورة ليقيموا معنا بمنازلنا فنحن بدأنا رسالة الآن واذا لم نكملها نكون ضيعنا هولاء البنات) ، فمن الملاحظ أن البنات الصغار لهن الرغبة الاكيدة في التعلم فهن يساهرن ويسمعن ما يتلقينه من دروس واحسسنا برغبة التواصل، فالآن من داخل الفصل تجد الماء والاكل والشرب وادوات التعليم وكل ما من شأنه أن يسهم في بلوغهن لغاياتهن فلهن منا مليون تحية .

ايضا من المشاهد العجيبة والجميلة اطفال في مقتبل العمر من الجنسين يقومون برسم علم السودان على وجوههم واياديهم وعندما اقتربنا منهم احسسنا انهم يرغبون في رسم لوحة السودان حبا له وتجد من يقوم بالرسم ايضا من الواعدين فيرسم لك ما ترغب فيه بدون اي مقابل رغم غلاء ادوات الرسم .

فقال لنا ايمن طاهر اننا ندفع (الشير) وهو تعبير عن المساهمة والتعاون والتكاتف لتوفير هذه الادوات فكل من طلب الرسم نرسم له واذا عنده (يدفع ما عنده يشيل) بمعنى لو زول مقتدر يساهم ما مقتدر نرسم له ، وقال إننا احيانا من بعض الناس الذين يدفعون لنا نوفر كل شيء ونعطي الباقي مساهمة للثورة .

فأيضا هنالك من الخطاطين هولاء يقومون بكتابة الذي ترغب فيه ويعبر عن حاجات فعند ذهابك لساحة الاعتصام تجد كل شخص له مطلبته ومظلمته فمنهم من ينادي بالقصاص ومنهم من ينادي بالحكومة المدنية وثالث يطالب بإحلال السلام بدارفور ومن يطلب بإحضار من قتل الطلاب اما الشعار الاساسي فهو (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب) وسلمية وتجمع المهنيين يمثلني، وكثير جدا فهولاء الذين يحملون هذه الشعارات تجدهم في كل مكان .

مشهد آخر القنوات الفضائية توجد بكثرة وعدد كبير من الصحفيين يقومون بالتغطية للاحداث على مدار الساعة فلأول مرة يكون بالسودان حوالي 500 قناة وصحفي من مختلف انحاء العالم منهم من مكث اكثر من شهر ومنهم يأتي ويغادر .

اخيرا نأمل من الجميع زيارة ساحة الاعتصام فهي تمثل السودان بتسامحه وتكاتفه وتكافله وتعاضدة فتجد كل الخدمات متاحة خاصة الافطار فكل خيمة لها افطارها وكذلك سحورها

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.