همس الكلام حسين الخليفة الحسن

شباب الدويم الثائر يتألق

شارك الخبر

همسة خافتة رقيقة اخترقت إذن جوالي بغتة ودون استئذان صباح الأمس: إنه صوت ابني الشاب النضر الخلوق نعيم عبد الرحيم أحمد عبد الرحيم أحد نشطاء شباب مدينة الدويم “مسقط الرأس” وقلعة العلم والمعرفة والإبداع، راجيا مني وفي حياء، وبأسلوب ندي عذب أن أشارك شباب الدويم إفطار رمضان بمعسكرهم بالقيادة العامة: مقر الاعتصام. سعدت أيما سعادة عندما حللت أهلا ومعي رفيقة دربي زوجي المصون “إنصاف” أرض القيادة. وجدت استقبالا حارا وترحيبا فائقا من أبنائي شباب ثوار الدويم. جلست في ركن قصي هادئ مزهوا، منشرح الصدر، فخورا، معتزا، هائما حائرا ومحدقا في ذلك الحراك والزخم الشبابي الثائر. أذهلني روعة المشهد النابض المتدفق حماسة ووطنية، وكان لوحة ذهبية زاهية خطت في صدرها قيم values… وفضائل الشعب السوداني السمحة التي تبدو جلية علي المسرح الشبابي الماثل أمام بصري من تراحم، تكافل، سخاء، ود، حميمية وثغور باسمة مستبشرة. ثلاثة عقود عجاف كللت خلالها أفواه شبابنا. ثلاثون عاما وقد طوقت فيها أعناقهم بأغلال الذل، العذاب، المهانة، التحجر الفكري والإقصاء المهني.
وانفجر اليوم بالون الغبن والغضب فتولدت منه هذه الثورة الجامحة العارمة. في تلك الأمسية الوسيمة المحضورة كنت مصاحبا لعنقود شبابي مترعا بالطموحambition ووجداته ينبض صدقا عفة وتجردا وجسده أصابه هزال وكأنه قد غادر للتو غرفة العناية المكثفة؛intensive care room… أرى أمامي في تلك الليلة الباسمة حشدا هائلا من الشباب الثائر يجوبون أرجاء الساحة الفسيحة وحناجرهم البضة المرهقة تدوي بالهتاف الثوري الغاضب الصاخب. أيقنت أن ما أراه أمامي حزمة من ثقافة نادرة غير مسبوقة، ربما تغزو عالم العولمة globalization غدا.. وتصبح ملء السمع والبصر، وستجد بمشيئة الله هذه الثقافة المبتكرة مساحة بمقرر التربية الوطنية المرتقب civics…. هزت مشاعري تلك المؤانسة الفكرية الثورية التوثيقية الممتعة التي طرحها ابني محمد حسين محمد حسن علي الثوار. وسررت للخطب البليغة الثائرة التي انطلقت من السنة أبنائي شباب الدويم: نعيم عبد الرحيم، زاهر الشيخ محمود، دكتور الرشيد عامر بابكر، طارق عبد الله كريم الدين، بكري الوسيلة السماني والأخت الثائرة نادية دوشي. أثلج صدري أن أبنائي المتحدثين قد طبقوا ما علمته لهم بخت الرضا من فكر ثاقب ورأي صائب وأسلوب سلس، وقيم سامية وتجربة ثرة فهنيئا لهم. فهذا النضوج الثوري الباذخ الذي اعترى أبنائي الثوار في كلماتهم هو إرث مكتسب من سلفهم الصالح؛ رجال الدويم الأفذاذ، فمنهم من ناهض المستعمر البغيض أمثال العمدة إبراهيم ود حسن، عثمان عمار جلال عبد الرحيم، حسين عبد العزيز ومبارك الحاج. ومنهم من شارك في تفجير ثورتي أكتوبر وأبريل أمثال؛ أحمد فضيل حسن عبد المنعم، مصطفى برجاس وحسن سيد قطان. ومعذرة لمن غيبتهم الذاكرة الهرمة. كما ألهبت حماسي الوطني تلك الأناشيد الوطنية الصاخبة التي حفظها الثوار عن ظهر قلب وتغني بها أحد رصفائهم امام الحشد فاسكرت الجميع.. لماذا لا يشكل الثوار حزبا لهم قائما بذاته؟ حزب الشباب السوداني القومي “مثلا.. أملي أن ينضوي أبنائي ثوار الدويم بولاية الخرطوم تحت مظلة واحدة تحمل اسمهم، وسنناصرهم ونشد من أزرهم رغم سونامي الكهولة وعاصفة الشيب. شكري الجزيل لأبنائي ثوار الدويم بالقيادة على الاحترام وكرم الضيافة. كل عام وأنتم بخير وفقكم الله.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.