حين نلتقي أميمة عبدالله

المرأة السودانية خطوات نحو المعرفة

شارك الخبر

إن التحولات الكبيرة على مستوى المشهد السوداني الآن للمرأة فيه الدور الأبرز والأكثر وضوحا وتأثيراً
ولا أعني بالضرورة حضورها السياسي فذلك جزء صغير بل أعني الحضور الكامل ومراجعة حساباتها القديمة مع المجتمع.
أعني وعيهن الكبير بالحقوق المهدرة وحقها في الرأي والقول والحوارات التي أتابعها عبر مواقع التواصل والإذاعات والتي تدور حول القوانين المجحفة في قانون الأحوال الشخصية بخصوص قضايا المرأة، أعني بحضورها الصوت الواضح العالي وعدم الخوف .
أول رواية لملكة الدار كانت في مشاكل المرأة وضرورة مواجهتها للمجتمع حيث كانت كتاباتها الروائية تتحدث عما يحدث للمرأة خلف الأبواب من سطوة غير مبررة واستهزأ بحقوقها لقد استطاعت بقلمها الروائي لفت انتباه المجتمع لما يحدث.
الآن الكثيرات هن ملكة الدار لكن الأدوات متنوعة والوسائل مختلفة، وتبقى المرأة هي حارس السلام والمستقبل وصانعة أجيال النور القادمة.

الآن حق لهن أن يحتفلن بالوعي الكبير الذي تمثل في المشاركة الحقيقة على مستوى الشارع السوداني فظهرت أصوات وأسماء ستمثل بداية لتاريخ جديد.
مع العلم أن القضايا مازالت كثيرة، السياسة لا تهم المرأة بقدر ما يعنيها السلام الحقيقي والذي نعني به استقرار الحكومة لأنه ذلك يعني استقرار التعليم والصحة وإيجاد فرصة عمل صالحة ومناسبة واستقرار أسري حتى في حالة عدم وجود الزوج وقانون يُحترم ويحمي تلك الحقوق، لقد استطاعت المرأة في بلدان مظلمة انتزاع حقها كما أفغانستان بعد سنين مضنية من وأد المراة الأفغانية الآن هي تذهب إلى المدرسة وتدير مؤسسة إذاعية وتلفزيونية. نحن في السودان متقدمون نوعا ما، لكن مازالت هناك مجتمعات صغيرة تضع حول المرأة طوقا عصيا يحول دون المعرفة والحياة ويقيدها بالظلام لذلك مازالت الهوة كبيرة بين ما نسعى إليه وما نزل على أرض النساء وعيا ومعرفة لوجود مقاومة تعمل على أحكام إغلاق عقل وقلبها وتحولها إلى لا شيء.
ما تزال قضايا زواج القاصرات، العنف اللفظي والجسدي، إضعاف المرا ة بذريعة نقصان العقل، عدم السماح للصغيرات بالذهاب إلى المدرسة، حق المرأة المنفصلة عن زوجها في النفقة ورعاية أبنائها والكثير من القضايا لذلك نتحدث عن وعى وإدراك للمرأة بدورها العظيم في مجتمع يعاني من جهل بالحقوق وفقر وعدم استقرار ونسبة طلاق عالية ونزوح داخلي ونقص في العناية الصحية وفوق ذاك مناطق مازالت متأخرة تماما، نحتاج إلى نقل المعرفة وتدريب المجتمع المدني لأنه الأكثر إسناداً للمجتمعات المهزومة بفعل القهر.
ذلك سيتحقق برفع القدرات والتدريب المستمر ومساعدة كل الفتيات والأولاد على التعليم، نحتاج إلى منظمات مجتمع مدني وقانونيات ومتطوعات ومصلحات.
تحتاج المرأة إلى إسناد حقيقي من المجتمع لتعبر نفق الحياة المظلم.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.