عضو فريق وساطة جنوب السودان وزير مكتب الرئيس ماييك دينق لـ(السوداني): نحمل رسالة السلام من الرئيس سلفا للقيادات السياسية والعسكرية السودانية

الخرطوم: القسم السياسي

في خطوة متوقعة وذات تأثير وجداني عميق ابتعث رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت وفداً رئاسياً رفيع المستوى لاقتحام الأزمة السودانية ومحاولة إنتاج حل.. الوفد ترأسه المستشار الأمني للرئيس توت قلواك وضم وزير مكتب رئيس الجمهورية ماييك دينق، ووزير الطاقة والكهرباء د.ضيو مطوك، وسفير جنوب السودان في الخرطوم ميان دوت..
(السوداني) التقت بوزير مكتب الرئيس ماييك دينق حول تفاصيل الوساطة..

•   ماذا تحملون في حقيبة وساطتكم لحل أزمة السودان؟

نحمل رسالة السلام من رئيس الجمهورية لكل القيادات السياسية والعسكرية في السودان لإيجاد حل سلمي للأزمة السودانية في أقرب وقت ممكن..
• وهل لمستم ترحيباً بالمبادرة واستعداداً للحل؟
خلال سلسلة اجتماعاتنا مع مختلف القوى السياسية السودانية بما في ذلك المجلس العسكري الانتقالي، جميعهم عبروا عن استعدادهم للتفاوض والتوصل إلى تسوية سياسية سريعة في البلاد.
• وهل يستطيع جنوب السودان تقديم مقترحات لحل الأزمة؟
أعتقد أن جنوب السودان قادر على أن يساعد القوى السياسية السودانية للوصول إلى حل سياسي سلمي في هذه المرحلة الحرجة.
• لماذا؟
لأننا أقرب الناس إلى السودانيين مقارنة بأي بلد آخر بل وأكثر من الإثيوبيين.. لأننا نتفهم مجتمعهم ونعرف منازلهم ونعرف المكان الذي يعيشون فيه.. نحن نتحدث بنفس اللغة، ولا نحتاج إلى مترجمين، ونفهم تركيبة المجتمع السوداني، لذلك يمكننا أن نكون قادرين على تقديم حل عملي لهم.
• وما الدافع وراء حماسكم للتوسط في المشكلة السودانية؟
(نريد أن نرد الجميل فقط وليس أكثر).. كما أن كل القطاعات السياسية عبرت عن ارتياحها بمبادرة جنوب السودان، وأقرت باستعدادها للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع كل ألوان الطيف السياسي السوداني بما في ذلك الحركات المسلحة.. حقيقة.. السودانيون سعيدون جداً باتخاذ الرئيس سلفا كير ميارديت هذه المبادرة.
• ألا ترى أن مبادرتكم تمضي بعيداً عن الطرفين الرئيسيين في الأزمة؟
بالفعل لأن هنالك بعض القوى السياسية السودانية التي عبرت عن قلقها إزاء ما وصفوها بسياسة “الاستبعاد” من قبل المجلس العسكري السوداني وقوى الحرية والتغيير من العملية السياسية في البلاد..
ويأتي دورنا في أن نلعب دوراً ملموساً في هذا الشأن لنتأكد أن العملية تشمل كل القوى السياسية السودانية لمناقشة مستقبل بلادهم، لأننا نحرص على أن يتشارك الجميع بما في ذلك الأحزاب السياسية التقليدية والأحزاب السياسية الجديدة والمجموعات الأخرى التي وقعت على اتفاق سلام مع الحكومة السابقة مثل بعض الحركات المسلحة من دارفور.
• ولكن هل تحدثتم مع أي من الحركات حول ذلك؟
نعم تحدثنا معهم وهم الآن في تواصل مع المجلس العسكري لضمان مشاركتهم في العملية السياسية في السودان.
• ماذا عن الحركة الشعبية – شمال بجناحيها (الحلو وعقار)؟
سنسعى في إلحاق كل الجماعات السودانية المسلحة مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان للانضمام إلى العملية قريبًا. فكما تعلم أن حدودنا مع دولة السودان أطول من حيث المسافة وتنشط فيها الحركات المسلحة بشكل ملحوظ، خصوصاً وأن لدينا حدوداً مع منطقة كردفان ودارفور وجنوب النيل الأزرق، وهي المناطق التي تنشط فيها الحركات المسلحة أو حاملو السلاح.. لكننا على اقتناع تام بأن لدينا دور مهم في إلحاق هذه المجموعات لتتفاوض مع المجلس العسكري والقوى السياسية الأخرى لكي يصلوا إلى حل جذري للمشكلة السودانية.
• ولكن هل لمستم جدية من الأطراف إزاء البحث عن حلول؟
لدينا قناعة بأن المجلس العسكري في السودان وكل القوى السياسية جادة في عملية السلام للوصول إلى حل جذري، وكلهم يريد أن يرى السودان آمناً وسالماً.
• قبل إطلاق مبادرتكم في التوسط هل قمتم باتصالات مع الأطراف؟
حقيقة المجلس العسكري الانتقالي في السودان أعطى الرئيس كير الضوء الأخضر للجلوس مع الحركات المسلحة في جوبا، وبذلك نقول إن الحركات في أتم الجاهزية للجلوس معهم في أي وقت وفي أي مكان.
• هل سيتم تغيير مقر التفاوض إلى جوبا؟
هذا يتوقف على قرارهم لأن هذا موضوع فني، لكنني لا أرى أي فرق ما إذا كان مقر التفاوض في جوبا أو أي مكان آخر.
• هل ما يزال السودان يدعم تنفيذ اتفاقية السلام في جنوب السودان في ظل غياب البشير؟
نعم، السودان ما يزال يدعم تنفيذ السلام وكل الاتفاقات السابقة. وأكد لنا رئيس المجلس العسكري الفريق أول عبدالفتاح البرهان أنهم سيظلون يدعمون العملية السلمية في جنوب السودان.
عمر البشير لم يوقع على هذه الاتفاقيات باسمه الشخصي لكن باسم السودان كدولة، وقد ساعدنا السودان في الوصول إلى السلام، لذلك نريد أن نرد الجميل بدعمهم للوصول إلى السلام في السودان. نحن شعب واحد في بلدين بالرغم من أننا منقسمون سياسياً ولكننا في الأساس شعب واحد. نظل حريصين على الأوضاع في السودان لأن سلم السودان يعني سلم جنوب السودان والمنطقة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.