رئيس حزب الأمة الوطني المهندس عبد الله مسار لـ(السوداني): لست مستشاراً لحميدتي ولا أدّعى القرب أو البعد من أحد

حوار: مشاعر أحمد
تصوير: سعيد عباس

رئيس حزب الأمة الوطني، المنشق عن حزب الأمة القومي، عبد الله علي مسار، عرف بمواقفه المثيرة للجدل، التزم الصمت أثناء اندلاع ثورة ديسمبر وبدأ الحديث عقب تكوينه لتحالف نهضة السودان، كان داعماً للنظام السابق حتى آخر أنفاسه، كما أنه يولي دعمه الآن للمجلس العسكري ولا يخفي تمجيده ودفاعه عن حميدتي وقواته.

•   كثيرون يقولون إنك أبرز مستشاري حميديتي وأكثر المقربين منه.. ما حقيقة ذلك؟

أنا لست مستشارا، أنا رجل سياسي، أمارس السياسة لخدمة الوطن والشعب ولديّ حزب سياسي.
• لكنك الأقرب إليه؟
لست الأقرب، أنا رجل سياسي أعمل في العمل العام، لا (أقرب لفلان ولا علان) ولا أدّعي القرب ولا البعد من شخص.
• لكنك دوماً في موقع المدافع عن حميدتي؟
أنا لست مدافعاً عن شخص، ولكنني دافعت عن قوات الدعم السريع لأنها أُنشئت بقانون، وهي قوات خاصة شبيهة بقوات مماثلة في كثير من دول العالم، وعملت عملا كبيرا لصالح البلد، وانحازت للثورة حتى لا يحدث لها نوع من الضرر من جهات ثانية، وحاربت في كل مناطق التمرد، ورفعت الحظر عن السودان بقواتها التي تحارب في اليمن وما تزال تحافظ على أمن وسلام الوطن وحفظ أمن الخرطوم بعد الثورة التي نتج عنها انكفاء الشرطة والأمن لموقف الثوار منهم.
وكذلك رفعت اسم السودان من الحظر الاقتصادي، وساعدت في حفظ الأمن الإقليمي بمنع الهجرة والحركات الإرهابية.
• بيد أن حديثك دوماً عن قائدها (حميدتي) في شخصه وليس قواته؟
أنا في رأيي أنه رجلٌ أدى رسالة كبيرة ويستحق الإشادة والتقدير وليس النقد، (مش الثوار سموه الراجل الضكران الخوّف الكيزان).. فما الذي حدث؟
• حديثك عن أنه ينبغي للشعب السوداني أن يصنع لحميدتي تمثالاً أثار غضب البعض، وانتقدوك في مبالغتك في تمجيد الرجل؟
حميدتي أدى دورا كبيرا في حفظ أمن البلاد، وحافظ على عدم تشتتها وانقسامها، لأن السودان دولة هشة وفيه صراعات كثيرة جدا، لذلك كان هو قوة حاكمة منتشرة في كل البلاد.. وأرى أنه أدى دورا وطنيا كبيرا يحسب لصالح حميدتي ويجعله في مصاف الوطنيين الكبار، ويستحق الإشادة والتقدير من الشعب السوداني له ولقواته أكثر من الإساءة إليهم.
• ألا ترى أن أساليب التمجيد هذه تصنع ديكتاتوريين.. خاصة أن ما يقوم به الحكام من خدمة للشعب هو واجب وليس عطية أو منحة، سواء انحازوا للثورة أو كانوا في مناصب عليا؟
هذا تقييمي حسب العطاء، لأنه قام بعمل كبير يستحق الإشادة عليه.. وما قام به ليس دوره الطبيعي، ماذا لو كان انحاز للبشير؟ ولِمَ لم نقل إن ما قام به المهدي أو عبد الفضيل الماظ طبيعي.
• وصفك للمجلس العسكري بأنه صمام الأمان، ألا تعتقد أن فيه استفزازا للشعب الذي ينادي برحيله ويطالب بالحكومة المدنية؟
ليس فيه، لأن حكومة مدنية تعني حكومة منتخبة من الشعب وليست حكومة في فترة انتقالية لتصريف المهام وليست بالضرورة من الأحزاب، وهي عبارة عن مجلس الوزراء.. العسكري هو الضامن للحكومة المدنية لأنها الجهة المؤتمنة والمحايدة، وجوده ضامن لكل العملية السياسية، انسحابها سيحدث صراعا حادا على السلطة من اليمين والشمال، واختراقا من الخارج.
• الشعب السوداني ثار على نظام عسكري.. فكيف تصف العسكري بأنه صمام أمان؟
الشعب ثار لأنه جاع أي أن ثورته كانت بفعل ضائقة معيشية، وثار ضد النظام الذي جوعه، ولولا الجوع لما ثار.. ولم يكن ضد العساكر لأنه يحترمهم.
• هل ترى أن حميدتي هو رجل المرحلة القادمة بإمكانياته غير الأمنية لقيادة دولة كالسودان بكل الأطياف السياسية؟
بالطبع، هو أحد القيادات الوطنية السودانية التي يجب أن تتقدم الصفوف ويكون له دور ريادي في إدارة شأن السودان.. لأنه مواطن سوداني يتمتع بكافة الحقوق، يقود قوة كان لها عطاء كبير وماتزال في حفظ أمن البلاد.. وله كاريزما قيادية عالية، وقبول كبير عند الشعب لمواقفه الوطنية، وليس متهما في أخلاقه ولا ذمته.. كما يتمتع بعلاقات خارجية ممتازة، ومواطن سوداني بسيط وعادي مما يجعله يتقدم الصفوف، والمواطنون السودانيون يمكن أن يولوه أمرهم عبر النظام الانتخابي إن شاء.. وحتى الآن يقوم بدور العسكري المنضبط الذي يحفظ أمن وسلام البلاد، فلا مانع أن يكون له دور في المستقبل والتقييم يرجع لأهل السودان.
• هل ترى أن تلك المواصفات تجعله قائداً.. والشعب يطالب بالمدنية؟
أي مواطن سوداني يمتلك الإمكانيات، لأن الشروط للترشح لأي موقع سياسي تطلب، أن يكون سوداني الجنسية وعمره 18 فما فوق ويعرف القراءة والكتابة، وحميدتي يمتلك مؤهلا للقيادة.
• البعض يرى أنك كنت داعماً للنظام السابق حتى آخر أنفاسه، بل إنك من تقدمت بمبادرة لتعديل الدستور من أجل بقاء الرئيس المخلوع.. ورغم ذلك اتهمت قوى الحرية والتغيير بالإقصائية؟
أنا شاركت في النظام السابق عبر اتفاقية جيبوتي واتفاقات بين حزبي والمؤتمر الوطني.. وأنا قائد حزب سياسي لا يستطيع أن يحرمني أي حزب من المشاركة في السلطة ومن يقرر عدم التصويت لي هو المواطن، لأنني آخذ شرعيتي من المواطن.. ما يحرمني فقط أن أحاكم في قضية أمانة وشرف وقضية جنائية، بدون ذلك لا يستطيع أن يحجر على أحد أو يمنعني المشاركة في أي موقع، وسوف أتقدم للقيادة في أي ظرف وأي وقت، وإذا جاء أي نظام وأنا موجود سأُشارك فيه.. بعض الأحزاب في إعلان الحرية ارتكبت جرائم في حق المواطن والوطن بما ذلك المشاركة في انقلاب عسكري ولم يحاسبوا بالعزل ولا جنائياً وليس في السودان قانون للعزل العام وليس هناك جهة تمتلك هذا الحق.
• مواقفك بحسب الكثيرين ليس فيها مبادئ، ولكنك تلعب لمصالحك الشخصية؟
المبادئ لا تعني المشاركة في نظام محدد إنما قيم وسلوك إنساني يمارسه الإنسان في حياته، وأنا في تقديري أتمتع بذلك.. إنما المشاركة في نظام محدد فهذا تقدير سياسي قد تمليه ظروف محددة في ذات وقت محدد، ربما لا تكون متاحة في وقت آخر، وقد يكون التقدير في ذلك الوقت مناسبا وفي وقت أخر غير مناسب والمعطيات في ذلك الوقت مطلوبة والمشاركة أيضاً، وتأتي ظروف أخرى تنفي المشاركة بما فيها الظروف.
• طبقاً لحديثك فإنك ترى أن قوى الحرية والتغيير لا تفقه في السياسة شيئا، ألا ترى أن في حديثك إجحافا في حقها خاصة وأنها قادت الثورة وحققت إنجازا؟
نحترم القوى لأنها خلصت الانتفاضة السودانية، إلا أن الثورة تراكمية منذ 1989م ولم تبدأ بقوى الحرية والتغيير، وكل الفصائل شاركت في الثورة.. لكن النتيجة النهائية أن القوى اعتبرت المجلس خصم بدلاً عن شريك، وتعاملت معه تعامل الخصوم وليس الشركاء، وأرادت أن تبعده عن الموقف السياسي وتشارك وتنفرد بالسلطة، وعزلت كل القوى السياسية وهذا حق لا تمتلكه.. وهي في ذاتها مجموعة غير متجانسة ومختلفة الأهداف والمشارب، التقت في تغيير النظام ولم تلتق في كيف يحكم السودان؟ وبها قوى غير متساوية في العضوية والتمثيل الشعبي ولا الأفكار ولا التجارب.
• هل تعتقد أن ذلك ما جعل العسكري غير متوافق معها حتى الآن؟
غياب تجمع المهنيين عن الحقيقة وعدم النظرة للسودان كدولة فيها 40 مليونا إنما دولة يريد منها مواقع ولم يهتم بالنظام الفيدرالي ولا معاش الناس ولا مستقبل السودان إنما اهتم بوظائف المجلس السيادي ومجلس الوزراء دون النظرة الكلية، وأبعد الأمن المن والشرطة والدعم السريع وقرر قبل الوصول للسلطة ماذا ستعمل بهم؟ وأوجد لها خصوما كانوا مؤيدين لها ومناصرين.. وكذلك عدم الخبرة جعلهم يستولون على كل المواقع القيادية ونسوا الشريك المجلس العسكري والقوى السياسية الأخرى واعتمدوا على الخارج وعلاقاتهم به رغم الأجندات، كما أن القوى استبعدت الهامش وأهله حتى في داخله، وجعلهم يحرسون المتاريس.. والذين يقودون المفاوضات من أحياء محددة في الخرطوم، مما جعل الآخرين يكونون أجساما مشابهة للتحدث باسمهم وظهر أثر اليسار المتشدد الذي جاء بروح الانتقام من اليمين وجعل كثيرا من الخطوات انتقامية أكثر من أنها لصالح البلاد.
• في خطاب قري ألمح حميدتي إلى أن لديهم تفويضا شعبيا لتكوين الحكومة الانتقالية، فهل إذا لجأ لذلك سيجد التأييد الشعبي، وما تأثير ذلك على المستوى السياسي الداخلي والدولي؟
بالطبع سيجد، ولكن حميدتي يتحدث نيابة عن المجلس العسكري والقرار للمجلس وليس لحميدتي.. وإذا وصل إلى طريق مسدود مع قوى الحرية والقوى السياسية سيضطر أن يتخذ قرار لصالح البلد لاختيار حكومة كفاءات وتكنوقراط لتسيير أعمال البلاد وفق المعايير التي قدمتها القوى السياسية لتسيير مرحلة سياسية قصيرة لا تتجاوز السنة وبعدها الفيصل الانتخابات والقرار للشعب حتى لا يترك فراغا في البلاد.
• تحالفك الجديد الذي كونته إلى ماذا يهدف؟ وكم يضم من الأحزاب؟
نعم، تحالف نهضة السودان مكون من ثمانية أحزاب سياسية سودانية من شرق السودان إلى غربه ومن شماله إلى وسطه وفي طريقه لتكوين حزب موحد لا يمين متطرف ولا يسار متشدد، ويعتمد على المواطن السوداني العادي ويعمل لإزالة الغبن والظلم عن كل أهل السودان ويوفر العدل في الممارسة السياسية في الحكم ويسعى إلى النهضة المتوازنة لكل السودان التوزيع العادل للخدمات والثروة والسلطة، ويهتم بكل أهل السودان والهامش والريف ومفتوح لكل الأحزاب والعلاقات الخارجية التي تخدم قضية البلاد.
• هل إنشاؤك لتحالف جديد يعني أنك تنوي أن تترشح لرئاسة الجمهورية؟
أي موقع قيادي في الدولة متاح لأي سوداني يتمتع بشروط الترشيح.. أما أمر ترشيحي لرئاسة البلاد يقرره التنظيم السياسي الذي أنتمي إليه والظروف التي تمر بها البلاد، ومبدأ المشاركة في موقع قيادي في السودان يأتي بالانتخابات الحرة، ولكني حتى الآن لا أعرف ما إذا كنت سأنزل مرشحاً للرئاسة أم لا، حسب الظروف ولكل حدث حديث.
ما يهم أن التحالف يسعى للسلام ودخول حملة السلاح والنظر إلى المناطق المهمشة، لأن التنمية غير متوازنة والحكم ليس فيه عدل والوظيفة غير عادلة وتسيطر عليها العوائل ومنطقة محددة.
• لكن هذا ما أسسته الإنقاذ؟
هذه لم تؤسسها الإنقاذ بل موجودة منذ الاستقلال في 1956م، إنه العمل (بقريبي وقريبك).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.