لأجل الكلمة || لينا يعقوب

روايات السقوط

شارك الخبر

كتب رئيس تحرير (السوداني) الأستاذ ضياء الدين بلال رأياً اتفق معه كثيرون، بأن الوقت لم يحن لـ”ادعاءات” بعض المسؤولين وتباهيهم بتصريحات وأفعال تغلب عليها “الأنا”، – كما أشار في عمود -.
لاحظت أن هذا الرأي برز لدى بعض الكُتّاب بعد حديث أدلى به نائب مدير جهاز الأمن السابق، جلال الدين الشيخ أنه مع آخرين من قادوا التغيير، حيث وُجّهت إليه انتقادات لاذعة.
تصريحات الفريق جلال قبل شهرين، وما ذكره عضو المجلس العسكري الانتقالي الفريق ياسر العطا، أنه من قيّد البشير بالأغلال، خيوط يمكن التقاطها والتحقق منها وهي إثراء لرواية مهمة مازالت مخفية، حتى إن أحاطتها بعض “الأنا” كما ذكر الأستاذ ضياء.
هذه اللحظات مهمة في تاريخ السودان وللناس عموماً، وعلى أي من كان في موقع مسؤولية أن يتحدث عنها ويقدمها من وجهة نظره للتاريخ.
في السودان ظلت الأحداث تتحول إلى “تاريخ” تُعرض في الكتب أو شاشات التلفزيون لأنه يتم تقديمها بصورة حقيقية بعد عشرات السنوات.
في الماضي القريب، نجحت الإنقاذ في كتم الأسرار، وفي عرض روايات متضاربة من أصحاب الشأن، غلبت عليها الأجندة والتسييس وليس تقديم روايات دقيقة وحقيقية للتاريخ.
الآن حان الوقت، فلا يجب أن ينتظر الناس مرور 30 عاماً لمعرفة ليلة سقوط البشير أو كيف دُبر الانقلاب بعد اشتعال الثورة؟
الرواية الأكثر تماسكاً ستصمد، والضعيفة ستتلاشى، لكنها تبقى مهمة إن صدرت من أصحاب الشأن.
في هذه الحالات سنجد من يفند ويكذب ويشكك، ومن يُؤمّن على الرواية أو يكملها أو يفتح باباً آخر لمتابعتها..
بعض القنوات الفضائية العالمية، مستعدة لدفع مبالغ باهظة فقط لمعرفة آخر ساعات سقوط البشير.
وأخرى مستعدة لدفع الغالي والنفيس لكتابة حلقات ما بعد السقوط، من الذي خان، وكيف انقسم المتفقون على الإطاحة بالبشير بعد انتهاء المهمة..
ومواقع وجهات تعرض ذات الأمر، للإجابة على تساؤلات: أين صلاح عبد الله قوش؟ وما هو مصيره وما هو دوره؟ ومن الذي سمح للعباس شقيق البشير بالهرب إلى تركيا؟ وكيف كان التواصل مع دول الإقليم؟
مازالت الروايات تتوالى وهذا هو المهم، إلى أن تظهر الحقيقة، طال غيابها أم قصر.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.