إليكم… الطاهر ساتي

احترسوا!!

شارك الخبر

:: أما وقد وافقت قوى الحرية والتغيير على الجلوس مع المجلس العسكري حول مائدة التفاوض المباشر، فإن هذا هو الموقف السياسي الحكيم والمطلوب من ساسة قاب قوسين أو أدنى من أن يصبحوا (رجال دولة)، بعد أن كانوا ثوارا ونشطاء.. وكما تعلمون فإن مرحلة الثورة (شيء) ومرحلة الدولة (شيء آخر)، وكذلك أن يكون المرء ناشطا ثوريا في الشارع العام (شيء) وأن يكون سياسيا يروض الخصوم ويصنع الحلول في دهاليز المفاوضات (شيء آخر).
:: ويبدو أن قوى الحرية والتغيير كانت عاجزة عن تحويل روح الثورية إلى عقول سياسية، وكان طبيعياً أن تخسر المكاسب الضخمة التي نالتها قبل فض الاعتصام، وهي مجلس الوزراء بنسبة (100%) والبرلمان بنسبة (67%)، ثم تمثيل الثورة والثوار وكل الشعب.. خسرت قوى الحرية والتغيير كل تلك المكاسب التي تعادل (95%) من المكاسب الكلية، وما خسرتها إلا حين استخدمت الروح الثورية – بدلاً الفطنة السياسية – في غير مقامها، رغم نصائح حكيم الأمة الإمام الصادق المهدي.
:: والمهم.. خيراً فعلت قوى الحرية والتغيير بالعودة إلى طاولة المفاوضات.. وبالمناسبة، نتائج المبادرة الإفريقية المشتركة تذكرنا بنتائج البحث العلمي لبعض ذوي الخيال الواسع؛ إذ بحثوا ميدانياً ودرسوا الحالات وفحصوا العينات ثم قدموا بحثهم العلمي لأساتذتهم بنتيجة مفادها: (هذا وقد أثبت بحثنا أن أكثر النساء عرضة للولادة هن النساء الحوامل).. أي تلاميذ الأساس وأطفال الرياض، وناهيك عن أولياء أمورهم، يعلمون بأن العقبة التي عجز طرفا المفاوضات تجاوزها قبل فض الاعتصام هي (المجلس السيادي).. ولا تزال!!
:: نعم، كما انتهت المفاوضات السابقة بالخلاف حول المجلس السيادي، بدأت بالتفاوض حول المجلس السيادي، وكأن المبادرة الإفريقية لم تفعل شيئا غير إرجاع الطرفين إلى طاولة المفاوضات (بدون شروط ).. وحسب تصريح الوسيط الإفريقي، فإن مواقف الطرفين – نسب التمثيل ورئاسة المجلس السيادي – لم تبارح مكانها.. والأدهى والأمر – حسب التسريبات – ربما يكون للمجلس العسكري موقف آخر حول نسب التمثيل في الجهازين التشريعي والتنفيذي (المتفق عليهما سابقا)، وهذا قد يُعقد مسار المفاوضات ويمده!!
:: وعليه، بعد عجز الوسطاء عن تقريب المسافة ما بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، يبقى الرهان على الإرادة السياسية للطرفين في تقريب مواقفها، ثم تجاوز العقبات إلى حيث شراكة مثالية يتطلع إليها الجميع.. رحمة بالشعب والبلد، فالمطلوب من الطرفين التفاوض الجاد، ليس من أجل (قسمة الكراسي)، ولكن لتأسيس لشراكة مثالية، وليست كتلك التي كانت بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في حكومة نيفاشا التي ساهمت في انفصال الجنوب وتردي الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية!!
:: والفترة القادمة محفوفة بمخاطر الثورة المضادة التي تضج بها مؤسسات الدولة والأجندة الخارجية والأفكار المتطرفة وكتائب الظل وغيرها من (الألغام المزروعة).. وإن كانت مواكب اليوم تُناصر قوى الحرية والتغيير ضد المجلس العسكري فإن مواكب الغد هي مواكب (الثورة المضادة) التي تستهدف قوى الحرية والتغيير قبل المجلس العسكري.. أي مصيرهما مشترك، ومن الأفضل لكل طرف أن يحمي ظهر الآخر طوال المرحلة الانتقالية، فالحركة الإسلامية لا تنسى ولا تسامح ولا تستسلم!!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.