إليكم… الطاهر ساتي

الأجراس!!

شارك الخبر

:: لا يكتمل نجاح الثورات إلا بالعلم والعمل.. وبالتوفيق لصغارنا وهم يتأهبون لرحلة التعليم.. فاليوم، بمدرسة الدقير الثانوية – بأم درمان – التي أحرزت المركز الأول في امتحانات الشهادة للعام الدراسي (2018/ 2019)، يقرع والي الخرطوم الفريق الركن أحمد عابدون حماد، وبعض المسؤولين بوزارة التربية والتعليم، يقرعون الجرس إيذاناً ببداية العام الدراسي (2019/2020).. وكان يجب أن يبدأ العام الدراسي بالخرطوم (16 يونيو)، ولكن للظروف السياسية التي مرت بها البلاد، تم التأجيل إلى (30 يونيو)، ثم إلى اليوم (7 يوليو).
:: وكما تعلمون، فإن هؤلاء السادة، وغيرهم بكل ولايات السودان، فإنهم كما يقرعون الأجراس بداية العام الدراسي للتلاميذ، فإنهم يقرعون أيضاً جرس المتاعب والهموم على رؤوس أولياء أمور التلاميذ.. وكما تعلمون، وعلى عكس الدول التي شعوبها تحتفي بها، فإن بداية العام الدراسي في بلادنا موسم هم وغم للسواد الأعظم من أهل بلادنا.. وبالخرطوم، بعدم زيادة الرسوم، ثم تفوض إدارات التعليم بالمحليات – على المستويين الأساس والثانوي – باتخاذ الإجراءات المحاسبية مع المدارس المخالفة لقانون التعليم الخاص بند الرسوم الدراسية.
:: ولكن ماذا عن مدارس المغلوب على أمرهم، وهي المسماة – مجازاً – بالحكومية؟.. لم ولن يُفكر نهج النظام المخلوع – وميزانية التعليم – في الارتقاء بالمدارس العامة بحيث تكون في مستوى المدارس الخاصة من حيث الكادر والكتاب والبيئة وكل مناخ النجاح، بل يكاد يلجأ هذا النهج إلى حل ليس بحاجة إلى عبقرية، وهو تشجيع التعليم الخاص القادر على تطوير التعليم، حسب تبريرهم لفشلهم وعجزهم عن الارتقاء بالتعليم العام.. أي من استطاع منكم رسوم المدارس الخاصة وإتاوات وزارة التعليم فليتعلم، ومن لم يستطع فإن قائمة الأمية تسع المزيد، أو هكذا النهج العام، والذي لم يسقط بعد، ويجب أن يسقط سريعاً.
:: وكالعادة، اعتبارا من اليوم ولحين انتظام الدراسة، سوف تضج الصحف بمناشدات الأًسر الشاكية من الرسوم، ثم بتأكيد سلطات التعليم على مجانية التعليم، فتختل العقول لعجزها عن إستيعاب ما يحدث.. فالأُسر لا تكذب، وكذلك لا تتجمل سلطات التعليم.. وكل ما في الأمر، هكذا الواقعة: (السيد ولي أمر الطالب / المحترم.. الموضوع / مساهمة.. نرجو كريم تفضلكم المساهمة في تسيير المدرسة، لتتمكن من الآتي: 1/ أداء الامتحانات الشهرية والموحدة .. 2/ دعم الأنشطة .. 3/ دعم الخدمات الأساسية بالمدرسة .. 4/ تحفيز المعلمين.. مساهمتكم إصحاحا للبيئة ودعما لتسيير المدرسة، وشكرا.. مدير المدرسة).
:: وعندما تطلب إدارات المدارس من أولياء الأمور المساهمة في دعم الخدمات وحوافز المعلمين وغيره من بنود الصرف، فهي لا تفعل ذلك طمعا في أموال الناس ولا بحثا عن الثراء الفاحش.. مدير المدرسة لا يطلب المساهمة – مكرها – إلا لسد حاجة المدرسة.. وكذلك مكرهون أولياء الأمر على السداد.. لأن السلطة التي توجه بمجانية التعليم تتناسى (إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع).. فالتعليم كان مجانا عندما كان سادة النظام المخلوع (طلابا).. نأمل أن تُعيد هذه الثورة للتعليم العام سيرته الأولى و(مجانيته).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.