“مخابرات ومندسون”.. من يتربص بـ”الدعم السريع”؟

الخرطوم: إيمان كمال الدين

لم يكن حديث نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان “حميدتي” أمس الأول عن وجود جهات تعمل على تشويه صورة الدعم السريع –لم يكن- الأول من نوعه، لطالما تحدث “حمديتي” عقب وقوع أحداثٍ دامية عن مندسين يعملون على تشويه صورة الدعم السريع، هذه المرة لم تكن الإشارة إلى أنهم مندسون، إذ اتهم أجهزة مخابرات –لم يسمها- باختراق الدعم السريع معتبرًا أن تسريب الفيديوهات أكبر دليل إلى جانب وجود مندسين قاموا بتسريبها لتشويه صورة قواته، فمن اخترق الدعم السريع؟
بطبيعة الحال مع تكرر الحديث عن وجود جهات تهدف لتشويه الدعم السريع يظل السؤال الأبرز: من الذي يسعى لذلك؟ تنوعت الاتهامات وتعددت من انتحال صفة أفراد الدعم السريع وارتداء زيهم الرسمي إلى اختراق وأجهزة مخابرات، ولكن دون أن تُسمى تلك الجهات، البعض يشير بأصابع الاتهام إلى النظام السابق وأجهزته وما يسمى بكتائب الظل، التي لم تُعرف ماهيتها هي الأُخرى لدى كثيرين، ويستند من يتهم النظام السابق بذلك إلى أن حمديتي كان لهُ دورٌ بارز في خلع النظام السابق ورمزه، فيما يُقلل آخرون من صحة تلك الفرضية وأن القول بوجود مندسين هو محاولة لتبرئة قوات الدعم السريع من تهمٍ لطالما ظلت تلاحقها وأنها وجه النظام السابق الحقيقي.
حميدتي أشار هو الآخر في خطابه أمس الأول إلى أن (قوات الدعم السريع ليسوا ملائكة) وأنهم بشر يُمكن أن يخطئوا مؤكدًا أن القانون سيطال كلُ من يرتكب جُرمًا من قواته.

أحداث دامية
ضحايا كُثر سقطوا إبان فترة الاعتصام بالقيادة العامة للقوات المسلحة خلال شهر رمضان في واقعة وصفت بالمجزرة، إلى ذلك كانت الـ29 من رمضان أيضًا تاريخًا فارقًا في ذاكرة الثورة السودانية نتيجة لما حدث من تفريق الاعتصام. أصابع الاتهام في كل الأحداث كانت مصوبة نحو الدعم السريع وذلك عبر مقاطع فيديوهات تظهر أفرادًا بزي الدعم السريع، وعلى الرغم من أن شهود عيان قالوا إن هؤلاء يتبعون للدعم السريع إلا أن نائب رئيس المجلس العسكري أشار إلى وجود أفراد يرتدون زي الدعم السريع هم وراء تلك الأحداث.

من هم؟
وبالعودة بذاكرة الأحداث للوراء قليلًا، ضجت شوارع الخرطوم باستنكارٍ حاد لما وُصِفَ وقتها بالتجاوز على إثر حملات لحلاقة شعر بعض الشباب بالخرطوم اتجهت فيها أصابع الاتهام للدعم للسريع، فيما نفت قوات الدعم السريع ذلك وأعلنت عن ضبط خلايا إجرامية تنتحل صفة أفراد (قوات الدعم السريع) وترتكب ممارسات منافية للقانون.
يُذكر أن المرة الوحيدة التي كُشف فيها الغطاء عن أحد مشوهي صورة الدعم السريع، جاءت وقتها على لسان حميدتي في لقاء تلفزيوني حيثُ اتهم والي ولاية كردفان وقتها أحمد هارون بشن حملة منظمة لاستهداف قواته وتشويه صورتها بالتزامن مع جهات معارضة في الخارج. وقال حمديتي وقتها إن هارون أكثر من ساهم في رسم صورة ذهنية سالبة عن قواته وإن مكانهُ السجن وليس واليًا.

منظمات وناشطون
وحول أجهزة المخابرات والدول التي تقف وراءها أو الجهات أشار الفريق حنفي عبد الله في حديثه لـ(السوداني) أمس إلى أن حديث حمديتي مبني على معلومات وهو صحيح، ولكن لا يُمكن الكشف عن هوية هؤلاء، وأضاف: هذا ليس بالحديث الذي يُنشر في الصحف وهناك جهات منذُ وقتٍ طويل تتربص بالدعم السريع وتصفها بالمليشيا وأنها تنتهك حقوق الإنسان.
تساؤلٌ آخر إن كان هناك مندسون وسط قوات الدعم السريع فلماذا لم يتم إلقاء القبض عليهم أو تقديمهم لمحاكمات؟
من جانبه سبق وأن أعلن المجلس العسكري الانتقالي عن القبض على من قتلوا المعتصمين في الثامن من رمضان وأنهم سجلوا اعترافات بذلك، كما تم عرضهم على تلفزيون السودان.
في ذات السياق، مضى حنفي عبد الله في حديثه لـ(السوداني) إلى وجود من يرتدي زي الدعم السريع لأجل تشويه صورته، مشيرًا إلى أنها حدثت في فترة التظاهرات.

بقايا النظام
من جهته رجح المحلل السياسي عبده مختار في حديثه لـ(السوداني) أن يكون “حميدتي” يقصد بالمندسين منسوبي الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، مشيرًا إلى أنهُ لا توجد جهة أُخرى يُمكن أن تكون متضررة ويكون لها رد فعل سواهم، مبررًا ذلك أن الحركة الإسلامية لا تحتمل أن تكون خارج السلطة وستظل تسعى للعودة إليها.
ويحمل مختار الخطأ الاستراتيجي فيما حدث على حد تعبيره للمجلس العسكري الذي يعتبر أنهُ من قام بفض الاعتصام وكان ينبغي أن ينتهج طرقًا أُخرى لذلك، وأن الدعم السريع ضالع فيما حدث كونهُ جزءا من المجلس العسكري.
في ذات السياق، اعتبر الفريق حنفي عبد الله أن هناك تحريضا لضعاف النفوس وعمليات استفزازية تحدث، لافتًا إلى محاكمة من ثبت تورطهم وطردهم من الخدمة، وأضاف: هناك حالات فردية كالأفراد الذين اعتدوا على طبيب بالمستشفى وتمت محاكمتهم بسبع وثماني سنوات، وأن أيّ تجاوزات ستتم ملاحقتها بالقانون. ويرى حنفي أن المجتمع الدولي ينظر نظرة إيجابية لدور الدعم السريع لافتًا إلى أنهُ لا يمكن حلهُ إلا عن طريق الجهات الرسمية، وأضاف: الدعم السريع جزء أصيل من القوات المسلحة وانحازت للشعب، سيستمر تشويه الدعم السريع الذي قادتهُ منظمات وناشطون في الغرب.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.