احتفال السودان بالمدنية.. لمن توجه الدعوات؟

الخرطوم: وجدان طلحة

فرح كبير يُنتظر اكتماله نهاية الأسبوع الجاري بالتوقيع على اتفاق تسليم الحكم في السودان إلى حكومة مدنية بعد انقلاب نظام الرئيس المخلوع عمر البشير الذي استمر لـ30 عاما، واقتلعته ثورة ديسمبر المجيدة بطريقة وصفها العالم بالحضارية وتستحق أن تُدرس وأنها لن تتكرر، مشيرين إلى أن الشباب الذين قابلوا الرصاص بصدورهم من أجل تحقيق شعارها (حرية، سلام، عدالة).
يتساءل كثيرون عن من هم الأحق بأن يكونوا ضيوفا في الفرح السوداني الكبير إقليميا ودوليا؟ وهل يستجيب الشريكان لمطالبات الشارع السوداني بضرورة تكريم خاص لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد؟

كل الأصدقاء
الاتفاق بين الحرية والتغيير والمجلس العسكري على الوثيقة الدستورية فجر أمس، دمع الدموع والزغاريد إلى أن تكون حاضرة داخل قاعة الصداقة أثناء المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه الوسيط الإفريقي محمد حسن لبات أن الإرادة السودانية انتصرت، وهي نفس الصورة بمدن وأرياف السودان، إضافة إلى قرع طبول الفرح وترديد الأغاني الوطنية.
كثيرون اعتبروا أن الدعوات الخارجية للضيوف كان يجب أن تُؤجل إلى ما بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة المدنية، وأن تُقدم لكل دول الجوار وللاتحاد الأوروبي وأمريكا لأنها ستُعلن مباشرة عن تقديم مساعدات للسودان. فأمريكا بحسب المحللين يمكنها أن تحدد فترة لرفع الحصار الذي تعلم أن المتضرر الوحيد منه المواطن وليس حكومة النظام البائد وستلتزم بذلك لأنها تعلم أن الحكومة المدنية هي خيار الشعب.
أما الاتحاد الأوروبي الذي أكد في وقت سابق أنه لن يتعامل مع السودان إلا في ظل حكومة مدنية، فإنه وفقا للقراءات الأولية سيتحمس للمشاركة في هذا الاحتفال وسيقدم خبرا سارا بعد تشكيل الحكومة.
توقعات وضيوف
القيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير محمد ضياء الدين، أكد في حديثه لـ(السوداني) أمس، أنه تم تقديم الدعوات لحضور حفل التوقيع إلى الأصدقاء دول ومنظمات على الصعيدين الإقليمي والدولي وعلى رأسهم الاتحاد الإفريقي الذي باشر عملية الوساطة بين الفرقاء السودانيين.

آبي أوّلاً
عقب إعلان الاتفاق السياسي راجت أخبار عن حضور رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لحضور حفل التوقيع، لكن تم التوقيع بحضور الوسيط الإفريقي والإثيوبي. ورجح البعض أنه تم تأجيل الدعوة إلى حفل التوقيع النهائي.
آبي أحمد يظهر اهتمامه الكبير جدا بالسودان، وعلق على الاتفاق الذي تم الإعلان الدستوري، بأنه متفائل بنجاحها نتيجة للجهود الكبيرة التي بُذلت، محذرا في الوقت ذاته من مخاطر التدخلات الخارجية، وأضاف: عندما تضعف الدول تقوم الدول الأخرى التي لديها أطماع توسعية بالتدخل في شؤونها.
مواطنون تحدثوا لـ(السوداني) بضرورة أن يتم توجيه دعوات الحضور لحفل التوقيع لكل من ساعدوا في تحقيق الحكومة المدنية، والدعوة الأولى تكون لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.

تقديم مساعدات
المحلل السياسي الحاج حمد قال في حديثه لـ(السوداني) أمس: “يجب أن تقدم الدعوة للاتحاد الإفريقي والأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وكل الدول التي (خرب) النظام البائد علاقة السودان معها”، وأضاف: “من مصلحة السودان أن يكون له ضيوف في حفل التوقيع، ويمكن أن يساهم ذلك في رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب”، مستدركا: “كان الأفضل أن يتم الاحتفال بعد تشكيل الحكومة المدنية لأنه يمكن أن تنهال المساعدات على السودان وتُشطب الديون”.
من جانبه أكد الخبير القانوني المعز حضرة في حديثه لـ(السوداني) أمس، أن أولى الدعوات، وأهمها يجب أن تكون لرئيس الوزراء الإثيوبي لأن موقفه كان واضحا مثل الشمس من الثورة السودانية، وأضاف: “وقف مع الثورة بقلب نقي”، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يمكن أن يُمثل عبر سفاراته بالخرطوم إضافة إلى رؤساء دول الجوار.
حضرة قال إن الثورة السودانية حققت مقاصدها دون زيف أو (شو) إعلامي، وقال: “هي ثورة شبابية لكن قُتل فيها مواطنون بمختلف أعمارهم من أجل واقع أفضل للبلاد”.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.