العروة الوثقي د.أحمد التجاني محمد

جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحج

شارك الخبر

وضعت المملكة العربية السعودية كافة استعداداتها المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن. ويلاحظ الحاج التسهيلات الواضحة من الوهلة الأولى لدى وصوله مطار الملك عبد العزيز الدولي ما يلي الإجراءات فضلاً عن التوسعة المهولة التي صاحبت المسجد الحرام والمسجد النبوي وتحسين الخدمات وتطوير وسائل النقل وتأهيل مؤسسات الطوافة والخدمات اللوجستية.
وما يلفت الانتباه النقلة النوعية لتحسين الخدمات بالمشاعر المقدسة وما كشفت عنها السلطات السعوديةعن إزالة جبل شرق ربوة منى بالكامل، وبناء مخيمات مجهزة بكافة الخدمات في إطار مشروع زيادة الطاقة الاستيعابية، وهناك العديد من حالات التطور والازدهار والتميز صاحبت مسيرة الحج خلال الأعوام الماضية وترسخت تجربتها وأصبحت تقليداً لعدد من الدول في إدارة الحشود، وأكبر دليل على هذه الطفرة ما تم طرحه خلال هذا الموسم الذي دشن فيه وزير الحج والعمرة محمد صالح بن طاهر حزمة من المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى تطوير الخدمات المقدمة خلال هذا الموسم بما يتواءم مع رؤية المملكة 2030 م.
وزير الحج السعودي كشف عن أنَّ بلاده أصدرت مليوني تأشيرة إلكترونياً لموسم حج هذا العام 1440هـ، لافتاً إلى أنَّ معظم التأشيرات التي صدرت هذا العام أنجزت إلكترونياً ودون الحاجة إلى مراجعة أي سفارة إلا في بعض الحالات البسيطة التي تقتضي ذلك. وأوضح أنَّ كل تأشيرة يتم إصدارها تتضمَّن مساراً إلكترونياً للحاج يحدد وسيلة نقله إلى المملكة، ومقر سكنه، وتنقلاته بين مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وتاريخ مغادرته إلى بلاده. وأشار الوزير إلى أن جميع الحافلات المستخدمة لنقل الحجاج هذا العام، مزودة بأجهزة تتبع تحدد مسارها، وما يطرأ عليها من أعطال، مبيناً أنَّ تفويج الحجاج من مخيماتهم في المشاعر المقدسة إلى الحرم والجمرات يخضع لجداول دقيقة أعدت بالتعاون مع سائر الجهات الحكومية، داعياً الحجاج إلى الالتزام بهذه الجداول.
مكرمة خادم الحرمين الشريفين لأهل السودان تفصح عن مدى العناية والاهتمام لدى الحكومة السعودية، ولا شك أن المشاركة الواسعة للرموز والفعاليات المجتمعية من زعماء الإدارات الأهلية والطرق الصوفية والإعلاميين والفنانين والرياضيين مع أسر الشهداء ستعضد من متانة العلاقات بين البلدين وهي خطوة إيجابية لتعزيز دور الدبلوماسية الشعبية التي شرع أبوابها سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان علي بن حسن جعفر واصطباغها بصبغة اجتماعية محضة وقد تعاظمت سعادتنا بالتشريف بهذه المكرمة وخدماتها المتميزة التي تفوق الخيال.
تعزيز العلاقات وتطويرها رغبة صادقة لدى قيادة المملكة العربية السعودية وبصدد هذا التحول الكبير الذي طرأ على السياسة السودانية بعد الحراك الثوري ودخول السودان مرحلة جديدة نتوقع تدفق المستثمرين السعوديين للاستثمار في السودان في كل المجالات خاصة الشركات العاملة في مجال الحج والعمرة ومؤسسات الطوافة التي أصبحت تجربتها أكثر رسوخاً لإقامة شراكات مع الجانب السوداني حتى تتمكن الدولة من الخروج من أعمال الحج نهائياً ويتحمل القطاع الخاص مسؤولياتها كاملة مع سن القوانين والضوابط الخاصة بذلك وهو نظام معمول به في معظم الدول الإسلامية، فلا يعقل أن تتكفل الدولة بدفع 60 مليون دولار للحج العام ثم يتبين لاحقاً أن حج الخدمات الخاصة (السياحية) التي لم تلتزم الدولة بتحويلاتها المالية بالسعر التحفيزي أقل تكلفة من الحج العام التي تلتزم الدولة بتحويلاتها وسوف يساهم الاستثمار السعودي بكل أنواعه في معالجة العديد من المشاكل التي تواجه السودان وتحقيق التنمية المتوازنة بين الريف والحضر، ومعالجة المشاكل الاجتماعية الناتجة عن البطالة ومشاكل الفقر وزيادة الدخل القومي.
أخيراً التحية للمملكة العربية السعودية ملكاً وولي عهده وحكومته وشعبه على الجهود والخدمات التي تبذل من أجل راحة ضيوف الرحمن وجعل كل موسم حج أفضل من سابقه ولا يفوتني الإشادة بالجهود الحثيثة التي يبذلها سفير خادم الحرمين لدى الخرطوم علي بن حسن جعفر بما يرسخ ويعضد من لحمة الشعبين الشقيقين.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.