القيادي بالثورية والعدل والمساواة د. عبدالعزيز نور عشر لـ(حوار مفتوح): (2-3) شعب السودان يرغب فى تغيير حقيقي وفي نتائج واضحة للثورة

حوار: ضياء الدين بلال

ما يزال صدى الخلافات بين الجبهة الثورية وحلفائها في قوى إعلان الحرية والتغيير يتردد.. مخاوف جمة من مستقبل بقاء الجبهة ضمن التحالف الأكبر في التاريخ السياسي السوداني.. تصريحات قيادات الثورية تتراوح ما بين التعرية والتهديد المبطن وتارة الصريح.. برنامج (حوار مفتوح) التقى بالقيادي بالثورية وحركة العدل والمساواة د.عبد العزيز نور عشر.. فماذا قال؟

  • لكنها مدعومة من خلال قطاع واسع من الشعب السوداني ؟
    القطاع الواسع من شعب السودان يرغب في تغيير حقيقي وفي نتائج واضحة للثورة في الاستقرار، في السلام، وفي ديمومة الديمقراطية.. كل هذه الأشياء لا تستطيع مجموعة أو فئة تحقيقها للشعب السوداني، وهذا مجرب من خلال الأنظمة السابقة والفترات السابقة من تاريخنا السياسي.
  • هل من ضمن خياراتكم العودة للحرب مرة أخرى ؟
    من الصعب التكهن بالمستقبل، ولكن الجبهة الثورية راغبة جداً في تحقيق السلام الشامل العادل لطي صفحة الحرب، ونستطيع بذلك بداية مشروع جديد لبناء الوطن، لذلك الآن توجد رغبة في إسقاط النظام السابق وحالياً توجد فرصة مواتية لتحقيق السلام لذلك يجب أن نرجح كفة السلام على الخيارات الأخرى.
  • هل الخيارات الأخرى وارد منها خيار استمرار الحرب؟
    طبعاً حتى الآن لم يتحقق السلام.. لم نصل إلى توقيع اتفاقية سلام، ولكن ما أراه الآن هناك ترجيح لكفة السلام أكثر من أي خيار آخر .

    • ونحن ندلف إلى الاستديو صدر بيان لحركة العدل والمساواة يتحدث عن تحريك قواتها في مسارات محددة، ويطالب السلطات بعدم التعرض لها.. كذلك هنالك تحركات لحركة مناوي في وادي هور، هل هذه كلها مناورات عسكرية للضغط على قوى الحرية والتغيير؟
      هذا بيان مدسوس لا علاقة له بالحركة وقوات الحركة لم تتحرك من أي مكان إلى آخر، وكما أسلفت الآن نحن نسعى إلى تحقيق السلام مع شركائنا جميعاً، ونجتهد بأن نعالج قضايا الوطن بالحوار والتفاوض.. وهذا أفضل خيار للجميع وإن كان النظام السابق يتخذ من السلام قضية للمناورة والمساومة مع قضايا أخرى الآن هنالك فرصة أفضل من السابق لتحقيق السلام.
  • يبدو أن حركتكم والجبهة الثورية أقرب للمجلس العسكري من قربها من كيانها الأساسي الحرية والتغيير؟
    السؤال من هي الحرية والتغيير.. الجبهة الثورية نفسها هي المكون الأساسي الذي ساهم في تأسيسها، بمعنى قيادات الجبهة الثورية هي التي وضعت الرؤية حول قضايا السلام في وثيقة إعلان الحرية والتغيير وساهمت بفاعلية في هذه الوثيقة التي وقعت قبل إسقاط النظام السابق لذلك عندما نتحدث عن الحرية والتغيير يجب أن نتحدث بصورة أوسع من المجموعة التي نصبت نفسها مسؤولاً ووصياً على الثورة ورسم الطريق نحو المرحلة القادمة. ولذلك أغلب الفاعلين والمكونات الأساسية للحرية والتغيير ليست مساهمة ومشاركة فيما يحدث الآن، وأنا أقول هذا وأعلم تماماً من هي مكونات الحرية والتغيير لذلك أحيلك إلى المكونات الأساسية للحرية سوف تجد مفارقة غريبة في هذا الأمر، لذلك عندما نتحدث عن الحرية والتغيير يجب أن نتحدث بهذا الشمول ويعني أن هناك فئة من المجموعات في الغالب من الإجماع الوطني هي التي اختطفت المشهد ولذلك يجب ألا نعطي هذا الاسم بكامله لهذه المجموعة ونحجب هذا الوصف على الآخرين والأساسيين .
  • أريد إجابة عن قربكم من المجلس العسكري ومحاولتكم خلق تواصل خارج نطاق الحرية والتغيير ؟
    ليس هناك قرباً أو بعداً ولكن ما لاحظته أن المجلس العسكرى أكثر تفهماً لقضايا السلام، وهي قضايا بالتأكيد الجبهة الثورية لديها قدرة واستيعاب في شأن السلام أكثر من الآخرين ..لذلك المتحاربون يدركون أهمية السلام بحكم أنهم أطراف الحرب .
  • برهان وحميدتي أقرب لكم من القوى السياسية الأخرى كالحزب الشيوعي وحزب الأمة والمؤتمر السوداني؟
    لا.. المقارنة ليست بهذه الصورة.. أتحدث عن هؤلاء بأنهم أكثر تفهماً لقضايا السلام ما يعني.. لم نجد رفضاً من المجلس العسكري للورقة التي مثلاً اسميناها ورقة السلام بأديس أبابا.. أعتقد أن الفريق ياسر العطا أعلن إذا اتفقت فصائل الحرية والتغيير على قضايا السلام نحن سنوافق عليها.
  • من الذي كان لديه فيتو على الاتفاق من الذي أوقف الاتفاق في رأيك؟
    هم في الغالب مجموعة الإجماع الوطني في الحرية والتغيير، كانوا يرفضون وكان لديهم فيتو باستمرار، إذ نصبو أنفسهم بالقبول أو الرفض باستمرار.. لذلك التفاوض بشكل غريب تحول لتفاوض بين الداعمين لقضايا السلام والرافضين لها من هذه المجموعة .
  • هذا التجمع الأكثر فاعلية فيه هو الحزب الشيوعي السوداني وهو الآن خارج ملعب الحرية والتغيير هو (بين، بين) لكن من يتخذ موقف منكم من داخل التحالف؟
    الحزب الشيوعي أوكل هذه المهمة لحلفائه في الإجماع الوطني مثلاً لزملائهم في حزب البعث وهم قاموا بهذا الدور.. السنهوري ووجدي صالح والأخير كان أكثر مرونة ولكن في الآخر النتائج واضحة ولا أعلم من أين امتلكوا الفيتو ولكن هذا ما مورس في التفاوض.
  • هل تعتقدون أن للحزب الشيوعي حساسية من الجبهة الثورية أو موقف منها ؟
    لا.. المواقف التي وضحتها تؤكد بأن مجموعة الإجماع الوطني كأنها مالكة لهذه الثورة وبالتالي هي الأولى برسم المشهد القادم، ولذلك مشاركة القوى الفاعلة مثل الجبهة الثورية لربما قد تؤثر في هذا المنحى، ولذلك أعتقد بأنهم رفضوا مشاركة الثورية برفض إدخال قضايا السلام وإدراجها بعد أن اتفقنا حول هذه القضايا .
  • أيضاً هنالك من يقول إن بعض مكونات الحركات المسلحة أصبحت حركات مرتزقة عابرة للحدود تقاتل في ليبيا وجنوب السودان وتساند الحكومة التشادية كأنما أصبحت قوات غير وطنية؟
    الجبهة الثورية والعدل والمساواة تقاتل من أجل قضية وطنية ولكن كما تعلم للحرب أوضاع وجغرافية متسعة وخاصة منطقتنا الإفريقية وقضايا متداخلة لذلك ظروف الحرب قد تفرض لحركة معينة أن تنتقل من مكان لآخر ومن وضع لآخر ..هذه حرب الغوريلا المعروفة.
  • أنتم الآن تقاتلون مع السراج في ليبيا؟
    لا ..هذا غير صحيح لا نقاتل مع أي أحد، لا نقاتل مع السراج أو غيره نحن نقاتل فقط من أجل قضيتنا وقاتلنا النظام السابق وبعد إسقاطه نحن الآن نفاوض في قضايا السلام .
  • تقارير المنظمات الدولية تحدثت عن مشاركة العدل والمساواة في الحرب الليبية؟
    ليست صحيحة.. في ليبيا بسبب العمليات الجريئة التي قامت بها الحركة في إنقاذ رئيسها السابق الشهيد د.خليل أثناء سقوط نظام القذافي، وكان مفروضاً عليه إقامة جبرية وسط طرابلس .. زحفت الحركة لحوالي 2000كيلو وقاتلت كل هذه الفصائل وبما في ذلك التي ذكرتها وخرجت برئيس الحركة من هناك ولذلك في ليبيا أي شخص غير ليبي من أي منطقة إفريقية يسمى بالعدل والمساواة حتى لو جيوش تابعة لدول إفريقية يطلقون عليها العدل والمساواة.
  • حتى في الصحافة حركتكم تقاتل مع السراج وحركة مناوي تقاتل مع حفتر؟
    من أين تستقون معلوماتكم ؟؟
  • من تقارير المنظمات لحقوق الإنسان وتقارير سياسية وصحفية كثيرة تتحدث عن هذه الازدواجية.. أنتم حلفاء في السودان وتتقاتلون ضد بعضكم فى ليبيا؟
    لا هذا ليس صحيحاً لا يمكن أن تكونوا حلفاء ويقاتل بعضكم البعض بمعنى لا يوجد أي قتال بيننا وحركة مناوي في أي مكان .
  • ولا أنتم ولا مناوي؟
    أنا أؤكد لك بأن العدل والمساواة لا تقاتل أي حركة أخرى.
  • قاتلتم فى جنوب السودان؟
    الحركة كانت تدافع عن نفسها.. تم هجوم على مناطق الحركة وكانت في منطقة حدودية من قبل مجموعات من جنوب السودان ومن الجيش السوداني أيضاً، الحركة دافعت عن نفسها وهذا حق مشروع .
  • لم تدافعوا عن النظام ضد مشار في جنوب السودان؟
    الحركة دافعت عن نفسها ..الغرض كان هذه الحركة كما أسلفت، هنالك دائماً عمليات نوعية تتم في مواجهة العدل والمساواة بشكل خاص هذا معلوم لذلك الحركة ظلت تواجه وترد على هذه العمليات النوعية التي تتم من قبل النظام السابق.
  • بمعنى لم تساندوا الرئيس سلفاكير ضد مشار؟
    حسب علمي لم نكن مع طرف ضد آخر لكن الحركة كانت تدافع عن نفسها.
  • في تشاد الحركة كانت تساند ديبي في حروبه الداخلية ؟
    لا أبداً الذي حدث كالآتي هنالك ترتيب تم من قبل النظام السابق لتغيير نظام الرئيس ديبي في تشاد وتنصيب رئيس يتبع للنظام السابق لحسم قضية الحرب في دارفور من خلال هذه العملية.. هذه الخطة كانت واضحة بالنسبة لنا ولذلك سعينا لإفشالها وهذا ما تم في نهاية المطاف يعني أفشلنا خطة الاستيلاء على السلطة في إنجمينا لفرض أمر واقع بين السودان وتشاد وهذه منطقة عملياتنا وسيطرتنا.
  • الناس تعتقد أنه بعد معركة قوز دنقو انتهت القوة العسكرية للعدل والمساواة ؟
    أنا لست بصدد الحديث عن القوة العسكرية للحركة.. المقام لا يسمح بذلك ولا الوقت، نحن نتحدث عن السلام وهذه أيضاً من شاكلة الاتهامات التي سيقت خلال الفترة السابقة وللنظام السابق ودائماً يتحدث عن نهاية الحركة ولديها 10أو5عربات وكذا وبالتالي هذه اتهامات تحدث ولكن العمليات العسكرية خلال الثورة في الفترة السابقة هنالك تقدم وتأرجح في مسار العمليات العسكرية ولذلك لا يمكن أن تقيس القوى العسكرية للحركة بمعركة واحدة وهي ليست معركة وإنما عملية اختراق وتخاذل من بعض المجموعات أو الأفراد وكذا ولكن على كل حال لا تستطيع أن تقيس مدى قوة الحركة التي تضم قوى واسعة ومعتبرة وموجودة في أماكن كثيرة بمعركة واحدة .
  • أنتم تريدون أن تحتكروا هذا الملف في السلام دون أن تعطوا قوة عبد العزيز الحلو اعتباراً في هذا الملف وقوة عبدالواحد الذي يسيطر على معسكرات النازحين واللاجئين بخطابه وتأييده بشكل كبير هذه قوة مركزية سيتم التفاوض معكم ثم يتم الانتقال للتفاوض مع قوة مركزية أخرى أعتقد أننا سنعود لذات المربع القديم للمفاوضات الدائرية مع حركات دارفور المسلحة هذا تخوف كبير من قطاعات واسعة من الشعب السوداني ومن الفاعلين فى الوسط السياسي؟
    القائد عبد العزيز الحلو كان جزءاً من مكونات الجبهة الثورية وحدثت تطورات لم يواصل مع بقية مكونات الجبهة الثورية فى الفترة الأخيرة لكن قضية السلام في جبال النوبة والنيل الأزرق من اهتمامات الثورية وهناك اتصالات وتواصل والآن الأخ الحلو في جوبا مع قادة آخرين في الثورية والقوى المسلحة الأخرى التي حتى لم تنضوِ تحت الثورية.
  • يعنى هنالك حوار بين الحلو والجبهة الثورية الآن؟
    هناك حضور لجميعهم فى جوبا الآن وهنالك بحث عن قضايا السلام يجري الآن فى جوبا للأطر التنظيمية.
    • هل هناك احتمال لقاعدة مشتركة بين هذه الحركات ؟
    نعم هنالك احتمال ولذلك نحن لم نسقط الحلو ولا عبد الواحد، إنما الجبهة الثورية تطرح رؤية شاملة وهي إحدى الأطروحات الأساسية بأن يكون السلام شاملاً في موضوعاته وفي أطرافه أيضاً.
  • أنتم بعد ملاحظاتكم الكثيرة جداً على قوى الحرية والتغيير موجودون بداخلها وتهاجمونها في نفس الوقت، فلما لا يكون لكم منبر آخر؟
    إذا سألت من هي الحرية والتغيير، نحن نمثل الجزء الأساسي بالحرية والتغيير وصنعنا كل هذه الثورة بنضالاتنا ومشاركاتنا الشعبية والجماهيرية والعسكرية.. ومن الذي أضعف النظام السابق والذي أوصله إلى الحصار إلى المحكمة الجنائية الدولية من فعل كل ذلك من يملك من هذه القوى أو يتحدث عن 4 ملايين نازح في المعسكرات عن قضايا القوات التي تحمل السلاح حتى الآن.. ومن يتحدث عن مئات الأسرى والمفقودين وحتى الآن الموجودين فى ظل الوضع الحالي. نحن عندنا أكثر من 400 مفقود ومعتقل حتى الآن لم يطلق سراحهم، اليوم لدينا محكومون بالإعدام في سجن الهدى وهم أسرى ..هذه قضايا أساسية، لا بد أن نتحدث بشكل واضح أننا لا بد أن ننتقل إلى مرحلة جديدة.. الثورة إن لم نستطع إحداث تغيير يجب ألا نتحدث عن الثورة يجب أن نتحدث عن أي شيء آخر تداول سلطة، صراع حول سلطة أي شيء آخر. إذن عندما نتحدث عن الثورة يجب الحديث عن تغيير المفاهيم والأوضاع للأفضل عن الاستيعاب للقضايا الأساسية التي قاتل شعبنا من أجلها .
  • هذه ليست قضايا سياسية وإنما جنائية .. (الأسرى والمحكومين)؟
    هذه محاكم سياسية هؤلاء تمت محاكمتهم فى محاكم خاصة سياسية كانت تتبع للنظام السابق هذا معروف، وتابعتم أنتم ذلك في الصحافة.. لذلك كان من الأجدى لزملائنا فى الحرية والتغيير أن يسرعوا في إجراءات إطلاق سراح هؤلاء وهم مناضلون.
  • لكنهم مازالوا خارج السلطة ؟
    حتى مطالبة بإطلاق سراحهم.
  • هذا موجود في الوثيقة؟
    أريد القول لو الحرية والتغيير طالبت بإيقاف المفاوضات مع المجلس العسكري لإطلاق سراح فلان وفلان بسجن كوبر كان من باب أولى هذه القوى ذاتها تطالب بإطلاق سراح المحكومين بالإعدام الذين حوكموا بسبب مشاركتهم في إسقاط النظام السابق ..هذه مفارقة.
شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.