رجاء حمزة النيل

أُعجوبة.. الاستغفار

شارك الخبر

الاستغفار عبادة مهمة لها من الأهمية مالها بمكان.. وهي تعتبر من أكبر الحسنات.. لما لها من تداعياتها الإيجابية والمفرحة والمبشرة والمطمئنة على حياتنا بل كل تفاصيل حياتنا ((على المدى القريب والبعيد)) ولكن كثيراً ما نغفل عنها؟!! ولا نستشعر عظمتها وأهميتها وفعاليتها في حياتنا!! وانطلاقاً من هذه المفاهيم العظيمة والمهمة والمفرحة تعالوا مع بعض.. أعزائي وإخوتي نتفا كر في هذه الآيات والأحاديث والأقوال المبشرة والمطمئنة في هذا السياق ((الاستغفار)).
قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) (سورة نوح 10ــ 12).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (والله إني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة).
فإذا كان هذا حال رسولنا صلى الله عليه وسلم في الاستغفار رغم أنه غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.. فمن نحن حتى لا نستغفر فمن باب أولى أن نستغفر نحنُ أضعافاً مضاعفة لهذه الثقافة المحمدية في الاستغفار إن جاز التعبير ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا السياق أيضاً(طوبى لمن وجدت صحيفته مليئة بالاستغفار) وطوبى بمعنى بشرى كما فسرها العلماء.. تخيل شعورك كيف وأنت يبشرك الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك !! فهذا بالتأكيد كرم عظيم.. له مدلولاته.. وأبعاده.. المفرحة والمطمئنة.. لقلوبنا ويقول ابن تيمية رحمه الله (والاستغفار من أكبر الحسنات.. وفيه الشفاء إذا كان بصدق وإخلاص) فمن أحس بالتقصير فليستغفر؟! وطبعاً يا أعزائي مهما علا سقف عبادتنا لله وعظم وكثر فنحن بدون أدنى شك مقصرون.. لأننا لا نستطيع أن نُوفي الشكر والثناء لله عز وجل على فضله ونعمه علينا التي لا تحصى ولا تُعد, (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل 18) وعبادة الاستغفار أقسم فيها الله عز وجل وقال (وعزتي وجلالي لأغفرن لهم ما داموا يستغفرونني) وماذا بعد أن أقسم الله لنفسه, أي الكلام وصل (حدو) أو وصل أعلى سقف.. بالتالي لا يراودنا أدنى شك ولو عرضاً في أهمية الاستغفار وعظمته ومكانته العالية مما ذُكر آنفاً، وقال أيضاً عز وجل (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الأنفال 33) والله إنه من أجمل ما سمعت وسعدت به أذناي وأين نحن يا ترى من كل هذه النفحات. والبشريات، إذن يا إخوتي أكثروا من الاستغفار وداوموا عليه وأكثروا أيضاً من قول (رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات) فقد قال صلى الله عليه وسلم ومن استغفر للمؤمنين والمؤمنات.. كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة!! (صححه الألباني) يا سبحان الله تأملوا معي هذا الكرم وهذا الفضل والرحمة الواسعة (حسنات لا يمكن لأي مخلوق يحصيها ويعدها)!!.
وأيضاً هناك حديث للنبي صلى الله عليه وسلم عظيم ومهم في هذا السياق (الاستغفار) سماه سيد (الاستغفار) أرجو أعزائي أن تحفظوه وترددوه وتداوموا عليه لأهميته(لا تسعني المساحة لذكره) (فهو يضمن لك الجنة) وبالمجان؟!! فنحن يا إخوتي وأحبتي الجنة بالمجان ولا نشتريها؟!!.. بينما النار بالمال ونشتريها؟!! فنشتري التبغ بكل أنواعه ومسمياته والمسكرات التي تغيب العقل؟!!, ونشتري الملابس التي نظهر بها في الخارج (الشارع) والتي فيها تشبيه للنساء بالرجال.. وللرجال بالنساء وقس على ذلك بقية الأشياء من هذا القبيل (والمصيبة نعرف أن هذا خطأ ونفعله).
ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي فيما رواه عن رب العزة” يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي.. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك” ما أكرمك وما أعظمك يا ربي؟!! إن الله يتودد إلينا بعطائه ونعمه ورحمته وفضله!! ونحنُ لا نُبالي؟!!
وفي الختام يا إخوتي أكثروا من الاستغفار واجعلوا منه ورداً يومياً ورطبوا لسانكم دوماً به (لأهميته وعظمته) كما اتضح لنا آنفاً.. ولا تفكروا كثيراً بل استغفروا كثيراً فإن الله يفتح بالاستغفار أبواباً لا تفتح بالتفكير!!, سبحان الله كل هذا يفعله الاستغفار!! إنه حقاً أعجوبة ألا يستحق أن يكون أعجوبة!!.. ولو كنت حاكماً.. أو مسؤولاً في أي منحى من مناحي الحياة لجعلت من الاستغفار شعيرة وشعاراً مرفوعاً في كل المؤسسات والبيوتات يلزم تأديته لكل إنسان بالكيفية والآلية التي تناسب كل حالة “لكل مقام مقال” مثل أن يُردد في طابور الصباح في كل المدارس, ولجعلت من الاستغفار اسماً مكملاً لكل اسم يوقع صاحبه في دفتر الحضور في أي مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني!!. مقابل غرامة مالية لكل من لم يلتزم بذلك. ولو التزمنا بذلك وطبقناه لكانت البشريات تتنزل وتتوالى علينا (نصراً وأمناً وسخاءً ورخاءً) وتفريج لكل همومنا ومعاناتنا.. فجميع ما أصابنا من مصائب الدنيا إنما هو بذنوبنا فاستغفروا الله وأكثروا من الاستغفار أعزائي وأحبتي لتزول عنا هذه المصائب والمحن.. وابشروا بعدها بالفرج.
ختاماً…
طاب يومكم وكل أيامكم بكثرة الاستغفار والشكر لرب العباد.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.