إليكم… الطاهر ساتي

القطع الجائر!!

:: وظيفياً يمكن تعريف السيرة الذاتية بأنها عبارة عن تقرير تسويقي تعرض فيه مهارات وإنجازات وخبرات العامل بأسلوب واقعي وشيق وجاذب.. وبهذا التعريف يُمكن التأكد من أن رئيس الوزراء قد وضع الوزير المناسب في الوزارة المناسبة، ما عدا وزير الصناعة والتجارة مدني عباس مدني، والذي تخلو سيرته الذاتية من المحطات ذات الصلة بالصناعة والتجارة.. وبغض النظر عن ملابسات اختياره، ومع تجاوز هذه الملابسات ومساجلاتها، فإن مدني عباس – حسب سيرته الذاتية – رجل مناسب في موقع غير مناسب.
:: ولكن ربما يخذل مدني عباس الرافضين لمشاركته في الحكومة، وكذلك يتغلب على خلو سيرته من الخبرة والتخصص، ثم ينجح.. ومع تأكيد الموقف الرافض لمشاركته في الحكومة، والموثق بهذه الزاوية، نتمنى أن ينجح مدني عباس في وزارة الصناعة والتجارة.. وبالتأكيد هذا حال كل الذين انتقدوا مشاركته في الحكومة.. نعم، كل الذين انتقدوا مشاركته في الحكومة – لحزمة أسباب موضوعية – سوف يسعدهم نجاحه، لأن نجاح الوزير مدني عباس جزء من نجاح حكومة الثورة.
:: وعليه أن يبدأ عمله باسترداد سلطات وزارته.. فالشاهد، منذ حكومة نيفاشا فإن وزارة التجارة والصناعة مجرد جدران.. ومن أشهر التظلمات في عهد المخلوع، تظلم وزير التجارة في عهد حكومة نيفاشا، بحيث ظل يشكو التهميش لطوب الأرض، ويتظلم في الصحف بعبارته الشهيرة: (وزارتي شلعوها).. ومنذ ذاك العهد، وحتى يوم مدني هذا، تسربت من وزارة الصناعة والتجارة كل السلطات ذات الصلة بحركة التجارة الخارجية.. كالمواصفات والمقاييس وغيرها، وصار كل وزير يأتي إلى هذا الموقع بلا سلطات.
:: والتحدي الآخر الذي يواجه مدني هو أن وزارته إحدى بؤر الفساد التي يجب تدميرها بكل قوة ونزاهة.. وعلى سبيل المثال، قولدن كول شركة عربية تعلن عن نفسها في مواقع التواصل بأنها تعمل في مجال تصدير (فحم الطلح)، وربما هناك شركات أخرى يعملن في هذا الاستثمار بلا ترويج.. والشاهد، في أكتوبر العام الفائت، طلب بعض المستثمرين النظام المخلوع بفك حظر تصدير الفحم النباتي.. ويومها ناشدنا سلطات النظام المخلوع أن هذا الطلب (خطير)، ويجب اليقظة حتى لا يستغل البعض أزمة البلد الاقتصادية استغلالاً خبيثاً باسم الاستثمار، ويكون الحصاد خراب البلد.
:: ولكن سلطات النظام المخلوع – كالعادة – لم تسمع المناشدة، فحدث ما يحدث حالياً من قطع جائر للأشجار لحد الترويج بتصدير الفحم، وعلى الوزير مدني أن يضرب أوكار هذا الفساد بلا رحمة.. فالسلطات الفاسدة كانت تعلم بأن حال الغطاء النباتي في بلادنا لايسمح بقطع الأشجار.. والمؤسف، خلال التسع سنوات الأخيرة، تحولت أكثر من 12 مليون فدان من الأرض الخصبة إلى (فيافي جرداء)، وأن معدل التصحر قد تسارع – خلال تلك الفترة – لحد تقلص مساحة الغابات بحيث تصبح فقط (10%) من مساحة البلاد، حسب تقرير هيئة الغابات.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.