الطريق الثالث – بكري المدني



مع قوش2

شارك الخبر



* سبق ونشرت قبل أيام حديثاً بيني وبين الفريق أول صلاح قوش المدير العام السابق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني (المخابرات العامة حاليا) تحت العنوان (مع قوش)، وها أنذا أنشر الحديث التالي أيضا بيننا للصالح العام.

* صبيحة الجمعة (أول أمس) خرجت صحيفة (التيار) التي كانت قد استضافت الدكتور محمد ناجي الأصم في دارها خرجت الصحيفة بعنوان عريض يقول فيه الأصم (لا دور لقوش في نجاح مليونية 6 أبريل).


* كانت قناعتي وما زالت أن للفريق صلاح قوش دورا كبيرا في إسقاط الرئيس البشير وقناعتي هذه قامت على الموقع الذي كان يشغله الرجل وعلاقته بالأحداث والأشخاص وما سمعته عنه قبيل التغيير بأيام والبلد في قمة أزمتها وأعني قوله (إن الحل سياسي)، وهذا يعني أن الحلول الأمنية التي كان يصر عليها البشير لن تنجح والحل السياسي الوحيد المطروح وقتها، كان ذهاب البشير بعد أن جربت كل حلول حل وتعيين الحكومات بواسطته.

* لست وحدي طبعا، فالكثيرون لديهم قناعة بدور ما للفريق أول صلاح قوش في التغيير الذي تم وإن اختلفوا في توصيف هذا الدور وعلى المستوى الصحفي المهني لست معنيا بتوصيف وتصنيف ما قام به قوش بقدر ما أني أسعى للحقيقة المجردة وتمليكها للرأي العام. 

بعد حديث الدكتور الأصم لـ(التيار) تحدثت إلى الفريق أول صلاح قوش الذي كان -كعادته- ممانعا في البداية في الحديث  ومتحفظا من بعد ذلك في الاسترسال ولكني نجحت من بعد في الظفر ببعض الإفادات منه دون أن يغفل معاتبتي على حمله للحديث في وقت لا يراه مناسباً.
تعليقاً على تصريح الأصم لصحيفة التيار قال لي قوش: (الأصم كان معتقلا وخرج من السجن بعد ١١ أبريل)، وقوش يعنى ببساطة أن من كان معتقلا قبل 6 أبريل وحتى إلى ما بعد 11 أبريل لا يمكن أن يكون ملما أو مشاركا في مليونية 6 أبريل حتى يعرف دور الآخرين فيها من عدمه!

* إذا لماذا قال الأصم ما قال للتيار؟! براي قوش والكلام له: (أفتكر الأصم منفعل بالهجوم عليه وتسريبات الواتساب وواضح من نفيه اللقاء بي داخل السجن وبعد خروجه)، طبعا أي زميل صحفي سوف يفترض أن سؤالي التالي لقوش يُفترض أن يكون حول صحة تلك التسريبات، ولكني أحجمت لأسباب كثيرة عن هذا السؤال، أدناها ألا ينهي الرجل المحادثة بيننا وقدرت المضي لما هو  أهم!

حاول قوش بلطف إنهاء الحديث لكن تحت إلحاحي قال: (عندما أتحدث سأقول الحقائق، معظم ما هو متداول هي آراء لقائليها ولكنها ليست الحقائق). حسناً ولكني أريد بعض الحقائق ولو إشارات لها؟! فرد عليّ قوش: (الحقائق يعرفها الفاعلون الحقيقيون في الحراك على الأرض وهؤلاء جنود مجهولون الآن من لجان المقاومة في الأحياء  وعدد محدود من الفاعلين السياسيين)!

عندما قال قوش عبارة (وعدد محدود من الفاعلين السياسيين)، تذكرت تصريحات الأستاذ محمد وداعة حول تواصله مع قوش لإحداث التغيير فسألته حول صحة ذلك فقال: (نعم هذا صحيح وآخرين).

* قلت للفريق قوش متعجبا: لكنك تركت ما صنعته وغادرت، فرد
(لم نصنعه لأشخاصنا ولا طمعا في سلطة كما يشيع الكثيرون أردنا أن نُرسي أدبا جديدا وحتى تعبر الفترة الانتقالية بسلام ونجاح وكانت قناعتنا أن يتم كل ذلك بسلام دون توترات، وقبلي خرج عوض ابنعوف بذات الفهم، وهو من قاد التغيير كرئيس للجنة الأمنية)، وأضاف: (ثقتي كانت كبيرة في البرهان وحميدتي وياسر العطا)-كانت؟! ماذا يعني هذا؟! عند هذه الإشارة الحساسة صرف قوش وجهة الحديث بالقول: (اصبر ما تستعجل خلي الأمور تروق وتسلك عشان نعبر لي بر الأمان. أي إثارة الآن ضارة عاوزين الأمور تستقر وتسلك بعدين نتكلم)!

* حاولت استنطاق الرجل في محور آخر عن مستقبل البلد، وإن كان يشفق عليها فقال: (نعم، مشفقون على مستقبل البلد وعلى الرغم من الجهد المبذول من الإخوة إلا أن التحديات كبيرة، وحتى نصل للحلول علينا أن نمحص الفرضيات التي نبني عليها التحليل وتشخيص القضايا ووضع المعالجات).


* بذكاء وأدب شديد أنهى الرجل الحديث بالقول: إنني صحفي شاطر لأني انتزعت منه  هذه الإفادات ولم يعدني بالمزيد ولكني -أعدكم سادتي القراء بالكثير- إن مد الله في الآجال على قول أستاذنا أحمد البلال!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.