لأجل الكلمة || لينا يعقوب

التغيير.. حكومة ومعارضة

شارك الخبر

إحدى البنود التي استغرقت قرابة شهر للاتفاق عليها بين المجلس العسكري وقوى التغيير “الفترة الانتقالية”.
كان العسكر يطالبون بسنتين فيما تصر قوى التغيير على أربع سنوات..
الأوائل يرون أنها مجرد فترة انتقالية تُمهد لانتخابات حرة ونزيهة تشارك فيها مختلف القوى السياسية، فيما ترى الثانية أنها غير كافية لتفكيك الدولة العميقة واتخاذ قرارات إصلاحية في هياكل ومؤسسات الدولة.

توافق الطرفان بعد ذلك على ثلاث سنوات، لتبدأ منذ 17 أغسطس الماضي، رحلة العمل في تفكيك الدولة القديمة وبناء الجديدة.
لكن مما وضح خلال الأيام الماضية، أن البعض يريد من الحكومة التنفيذية الانتهاء من برنامج الثلاث سنوات خلال أسبوع أو أقل قليلاً!


انتقادات تعرض لها وزير الصحة لعدم إصدار قرارات حول أيلولة المستشفيات وإلغاء قرارات وزير الصحة السابق.
وهجوم غير مبرر بات يلاحق وزير الإعلام لعدم إقالته مدير التلفزيون واستنكار مدهش للتبرير الذي ساقه بأن لا صلاحية له إلا بتغيير القانون أو بكتابة توصية إلى رئيس الوزراء.
وهناك مواكب تُسَيَّر نحو القصر الجمهوري للمطالبة بتعيين رئيس القضاء والنائب عام، قبل حل نصوص الوثيقة الدستورية التي منعت التعيين عبر المجلس السيادي.
الوزراء الذين تعرضوا إلى ضغوط لجأوا إلى الانخراط في التبرير والتوضيح وهو ما يستهلك الطاقات في غير موضعها.
تقول دراسة منشورة، إن التعرّض الدائم للتوتر يجعل الشخص في كل مرّة يتعرّض لنقص في طاقته وأدائه ويجعله مهدداً بالانهيار أو السقوط في الاكتئاب. وتشير الدراسة إلى أن التوتر يستنزف نظام الإنسان الداخلي الذي يسعى جاهداً في كل مرّة للتأقلم مع المحيط وتجاوز مصدر التوتر، كما أن زيادة الضغط تؤدي إلى انخفاض قدرة الشخص على التركيز وعلى الإبداع والإنتاج.
بلا شك أن المواطنين غير معنيين بتوفير “مزاج جيد” للوزراء على العمل، لكن الصبر المعقول يعد ميزة لكلا الطرفين، أن يصبر الشارع على حكومته قليلاً والعكس.
من صاغت الوثيقة الدستورية ووقعت عليها هي قوى التغيير، ومن اختارت رئيس الوزراء قوى التغيير، ومن رشح أسماء الوزراء كذلك قوى التغيير، فلماذا تعمل بـ”شريحتين” في هاتف واحد؟
من الغريب أن تعمل جهة واحدة متحدة في الحكومة والمعارضة، وفي المعارضة لا تؤدي دوراً نقدياً إنما تقفز إلى نمرة 10؟
المطالب التي ينادي بها الشارع مبررة ومنطقية، لكن لجوء قيادة التغيير للشارع قد يُسبب ربكة وعدم استقرار سياسي!
تحتاج قوى التغيير إلى اجتماعات هادئة لتحدد أي طريق عليها سلوكه.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.