السفير السويدي في الخرطوم هانس هينريك ليندكويست لـ(السوداني): الثورة السودانية لا تقارن

حوار: محمد عبد العزيز

يبدأ وزير الدولة للتعاون الدولي السويدي بير أولسون الثلاثاء المقبل زيارة للخرطوم تستغرق يومين، تتصل برغبة ستوكهولم في تطوير التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين. السفير السويدي في الخرطوم الذي قضى ثلاث سنوات تابع من خلالها تطورات الأوضاع في السودان التي أفضت للإطاحة بالرئيس عمر البشير بعد ثلاثة عقود في الحكم، وبدء عصر جديد بعد الاتفاق بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، يبدو متفائلا بإمكانية تعزيز التعاون بين البلدين في العديد من المجالات. في هذه المساحة يكشف تفاصيل الزيارة المرتقبة بجانب العديد من القضايا التي تتصل بالعلاقات بين الخرطوم واستوكهولم:

•   ما هي أجندة زيارة وزير الدولة للتعاون الدولي السويدي للخرطوم؟

يبدأ وزير الدولة للتعاون الدولي السويدي بير أولسون فريده على رأس وفد سويدي كبير خلال يومي الثلاثاء والأربعاء زيارة للخرطوم، وبطبيعة الحال ستكون فرصة طيبة لإجراء مباحثات مع الحكومة المدنية الانتقالية لتقييم الاوضاع ومعرفة اولويات واحتياجات الحكومة في هذه الفترة الانتقالية، بجانب ذلك ستكون هناك لقاءات مع القيادات المدنية خاصة المجموعات الشبابية والنسوية، وأعتقد أن هذه القطاعات قامت بأدوار عظيمة خلال الشهور الماضية لإنجاح الثورة، لذلك تحتاج لأن تمثل ويُسمع صوتها، لهذا نركز على ضرورة الاستماع إليهم، كما سيكون هناك اجتماع بوكالات الأمم المتحدة باعتبارها لاعبا فاعلا في العملية التنموية والمساعدات الإنسانية في السودان، وظلت السويد لسنوات طويلة تقدم الدعم التنموي والإنساني وهذه فرصة جيدة لتقييم دورنا في السودان وكيف يمكن أن نكيف الدعم الذي نقدمه وفقا للمطلوبات الحالية في السودان.
• كيف تُقيّمون الأوضاع في السودان بعد نجاح الثورة؟
نحن هنا منذ وقت طويل ولدينا برامج تنموية مستمرة، ولكن سيكون من المهم الاستماع لاحتياجات الحكومة الجديدة وأولوياتها، والتأكد من أن عملنا يصب في ذات اتجاه احتياجاتها، ومن المهم هنا أن يتم تنسيق أممي لهذا الدعم خاصة في هذا الشهر الحرج من عمر الحكومة، لذلك نعلق أهمية كبرى على اجتماعنا بوكالات الأمم المتحدة والمانحين الآخرين بجانب القطاع الخاص.
• كيف تقيمون علاقاتكم بالخرطوم في السابق وما الذي يمكن أن تقدموه مستقبلا؟
كما أشرت لك، لدينا تاريخ طويل من دعم السودان، وحان الآن الوقت لتعميق التعاون والتوسع فيه، خاصة مع اتجاه السودان نحو التحول الديمقراطي، ولهذا نحن هنا الآن لمعرفة الأدوار الفعالة التي ينبغي أن نقوم بها لدعم السودان في هذا المسار من خلال لقاءات وزير الدولة للتعاون الدولي مع الأطراف الحكومية والمجتمع المدني.
• قد يبدو واضحا للكثيرين أن التحدي الأساسي أمام الحكومة الانتقالية هو تجاوز الأزمة الاقتصادية، كيف يمكن للسويد دعم السودان في هذا الشأن؟
يمكن من خلال تنسيق الدعم التنموي الذي نقدمه بجانب المانحين الآخرين، وهذا هو الوقت المناسب لتقديم ما يلزم من دعم اقتصادي للسودان، خاصة فيما يلي برامج رفع القدرات، والتعاون الفني في مختلف المجالات، إلا أن استمرار وضع من قبل الولايات المتحدة في لائحة الدول الراعية للإرهاب يمثل عقبة رئيسية وهو ما يستدعي من الحكومة السودانية إجراء حوار مع الولايات المتحدة بهذا الشأن، والسويد على رأس العديد من الدول التي ستدعم هذه المساعي ولن تدخر جهدا في سبيل رفع السودان من لائحة الإرهاب، وأعتقد أن هذه الجهود ستكون في سياق المساعي الدولية.
• هل لديكم تصور محددة لكيفية رفع السودان من لائحة الإرهاب؟
أعتقد أن هذا السؤال يجب أن يُوجّه للولايات المتحدة، ولكننا بشكل عام ندرك أهمية إزالة السودان من لائحة الإرهاب وإعفائه من العقوبات المتصلة بذلك لتسهيل إجراءات وصول الدعم الذي يحتاج إليه من مؤسسات التمويل العالمية.
• رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أعلن عن مساعٍ للتواصل مع واشنطن لرفع السودان من لائحة الإرهاب، كيف يمكن للسويد دعم هذه المساعي؟
نحتاج في البدء للجلوس للحكومة الجديدة ومعرفة الدور الذي يمكن أن تؤديه السويد في هذا الشأن، ومن المهم بالنسبة لنا الاستماع للحكومة السودانية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وتحديد ملامح ما يمكن تقديمه.
• بالعودة لمسألة الإنعاش الاقتصادي، كيف يمكن أن تساعد السويد فيما يلي مسألة إعفاء الديون الخارجية؟
نحن جزء من الاتحاد الأوروبي، ومن المهم أن يتم طرح هذا الموضوع بشكل جماعي على دول الاتحاد الأوروبي، ومعالجة الموضوع في هذا السياق.
• للسويد تجربة مميزة في مجالات التعليم والتنمية البشرية وحماية البيئة، هل من تعاون لنقْل هذه التجارب للسودان؟
نعم يمكن ذلك، ونحن هنا لعرض خبراتنا ومعرفتنا للمساعدة تبعا لحاجة السودان، خاصة فيما يلي قضايا البيئة والتغيير المناخي، وهي قضايا من الأهمية بمكان لدولة مثل السودان تتأثر بارتفاع درجات الحرارة بسبب التغييرات المناخية، وهناك العديد من المؤشرات على العلاقة الوثيقة بين تغيير المناخ والنزاعات، وأيضا يمكن العمل من خلال الحلول المستدامة في مجالات موارد الطاقة النظيفة. أعتقد أن السويد تمتلك خبرات كبيرة في هذا المجال، وتضع الحكومة السويدية قضايا التعامل مع التغيير المناخي كأولوية ونحرص عليها في دعمنا لمجالات التعاون التنموي، كما يمكن لنا أن نعمل أيضا مع شركاء في مجالات التغيير المناخي وبناء القدرات.
• وماذا عن مجال التعاون الأكاديمي والمنح الدراسية؟
منذ سنوات لدينا برامج للمنح الدراسية تدار عبر المعهد السويدي، وهناك منح سنوية للطلاب السودانيين ونتطلع لزيادتها سنويا، ويسعدني أن أقول إن عدد السودانيين الحاصلين على هذه المنح مقارنة بالإقليم يبدو عاليا بالنظر إلى أن هذه المنح تُطرح كمنافسة عالمية دون تخصيص لبلد بعينه، وهذا أمر واعد.
• بالنظر لمطالبة المحكمة الجنائية الدولية بعدد من الأشخاص على رأسهم رأس النظام السابق بجانب العقوبات الأمريكية، هل تعتقد أن السودان بات مهيأً حالياً للعودة بشكل فاعل للمجتمع الدولي؟
بالنظر لما تم في الشهور الأخيرة، أعتقد أننا فعليا بدأنا نشهد هذه العملية، وأعتقد أن السودان يمضي في الطريق الصحيح الآن، خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء الأخيرة لمدينة جوبا وبدء مشاورات لإطلاق عملية السلام، فضلا عن مجهوداته لتجاوز الأزمة الاقتصادية، أعتقد أنه من المهم دعم هذه الجهود لدعم أولويات الحكومة الانتقالية.
• هناك مخاوف من أن تفشل الثورة في السودان كما حدث في عدد من دول الربيع العربي أم أن التجربة السودانية لديها القدرة على تجاوز هذا المصير المظلم؟
بالنظر لما حدث في الشهور الأخيرة، أعتقد أن الثورة السودانية تجربة فريدة، ومن الصعب أن تقارنها بما حدث في أي مكان آخر.
• ما الذي يجعلها مميزة عن غيرها من الثورات؟
أولا السودانيون يرفضون أن تُقارَن ثورتهم بما حدث في الربيع العربي، ما حدث في السودان لم يكن محصورا في العاصمة فقط فقد عم كل السودان مدنا وقرى، وشاركت فيه قطاعات اجتماعية واسعة شباب ونساء، متجاوزين اختلافاتهم وتمايزاتهم السياسية والاجتماعية، وتوحدوا من أجل نجاح ثورتهم، لذلك من الصعب أن تقارن ما حدث في السودان بما حدث في أي مكان في العالم.
• هناك تعاون سابق بين الخرطوم والاتحاد الأوروبي فيما يلي قضايا الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب، هل هناك ترتيبات لتعزيز هذا التعاون؟
تظل هذه من القضايا المهمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وهناك تعاون بينه والعديد من الدول حول العالم والسودان من بينها، ومن الممكن تعزيز هذا التعاون وفقا لتقديرات الجانبين.
• ماذا عن هجرة السودانيين للسويد؟
عدد المهاجرين السودانيين في السويد ليس كبيرا مقارنة بأعدادهم في الدول الأوروبية الأخرى، وأنا أحرص على أن أتواصل معهم عندما أكون في السويد.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.