آخر مشاركة غنائية له في حفل توقيع الوثيقة الدستورية الموت يغيب أيقونة الغناء السوداني الفنان صلاح بن البادية الفنان سيف الجامعة :كان الراحل سيفي في الغناء الفنان محمد ميرغني: كان فنانا شاملا وعلاقتي به كانت مميزة

رصد :محاسن أحمد عبدالله

فُجع الوسط الفني – صباح الأمس- برحيل أيقونة الغناء السوداني الفنان القامة صلاح بن البادية، بالعاصمة الأردنية عمان، التي قصدها لمقابلة مولانا الشيخ النيل أبو قرون؛ ومنها لمقابلة الأطباء للاطمئنان على صحته التي وصفها الأطباء بالأفضل.
(1)
منذ أن وقع الخبر على مسامع أهله وأصدقاءه و زملائه بالوسط الفني، توافد الجميع وأعينهم مليئة بالدموع، صوب منزله بمدينة بحري لتقديم واجب العزاء في الرحيل المر والذي شهد جموعاغفيرة من كافة الأطراف يسبقهم حزنهم قبل أقدامهم و الحزن يغطي على ملامحهم والبكاء يسيطر على بعضهم، فيما سيطر الحزن التام على أبنائه وأحفاده الذين صدموا من هول الفاجعة.
فيما ستتم مراسم تشييع الجثمان و موارته الثرى بمنطقة أبو قرون
(2)
من جانبهم تحدث لـ(السوداني) عدد كبير من الفنانين الذين هُرعوا لأداء واجب العزاء؛ عن علاقتهم بالراحل معددين مآثره، من بينهم الفنان سيف، الذي تحدث من وسط دموعه قائلا: “كان الراحل بالنسبة لي سيفي في الغناء وأستاذي، فقد كانت بيننا محبة عظيمة، وكان عندما تكون لديه مناسبة خاصة بأسرته؛ يصر إصرارا شديدا على أن أكون فنان الحفل وذلك لحبهم لي، لقد كان عفيفا و حنينا ومتواضعا، وكثير ماكان يقال لي: “إنتو العلماء، و برحيله رحل فنان جميل بقامة الوطن وبرحيله تنطوي صفحة من صفحات العطاء، لأنه ما إن تُذكر الأغنية السودانية إلا و يذكر ابن البادية الذي تيتمت الأغنية من بعد رحيله ليترك مكانه شاغرا، كان رجلا مغرما بالتجديد في النص والموسيقى والألحان ،فهو جمع بين الفن والتصوف بجلبه كل أنواع الفنون بحضوره الطاغي، بجانب مظهره الحسن وسلوكه الراقي ووجهه المشرق”، مختتما: “لم يترك في رسالته الفنية (سطر فاضي)، رحيله رحيل حزين و مر، ندعو الله أن يتقبله قبولا حسنا ويحسن وفادته ويلهم أهله و ذويه والصبر والسلوان ويصبرنا، نحن الذين تربينا على حبه للفن، و سيفقده الشعب السوداني أجمع لحبهم له”.

(3)
تحدث أيضا للسوداني الفنان الكبير محمد ميرغني، قائلا: “لقد شاهدته للمرة الأخيرة بقاعة الصداقة إبان مشاركته بالغناء في حفل مراسم توقيع الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية، وعلاقتي به علاقة مميزة. قبل الفن تجمعنا علاقة المكان لأننا الاثنان من مدينة بحري، فقد كان فنانا شاملا مكتملا، ملحنا، مادحا، مغنيا، ممثلا… إلخ… تغني بالعامي والفصيح، لا شيء نقوله غير أن يرحمه الله رحمة واسعة و يجعل الجنة مثواه” .

(4)
الفنان عبدالقادر سالم، وصف رحيل القامة بن البادية بالمر وبعده سقط عمود من أعمدة الغناء بالسودان، موضحا علاقته القوية والمتميزة بالراحل و أسرته ،مجددا مآثره الفنية وعلاقاته الطيبة مع الزملاء بالوسط الفني ودعمه للجيل الحالي من الفنانين الشباب، داعيا ألمولي – عز وجل- أن يتغمده بواسع رحمته و يتقبله قبولا حسنا.

(5)
الفنان كمال ترباس قال: “لقد نزل علينا خبر وفاته كالصاعقة فجعلنا أكثر حزنا وألما على فراقه، لقد كان الراحل ضلعا من أضلع الغناء السوداني أعطى ما أعطى حتى جعل لنفسه قاعدة جماهيرية عريضة من المحبين و المعجبين،كان مختلفا. لا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون”.

(6)
من جانبهم، نشر عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تعازيهم الحارة في وفاة الراحل بعبارات حزينة، مرفقين معها صورا له، داعين المولى – عز وجل- له بالرحمة و المغفرة.

(7)
الجدير بالذكر أن الفنان الراحل صلاح بن البادية كان مشاركا في كل الفعاليات الفنية حتى قبيل سفره للأردن ووفاته فيها وآخر مشاركة فنية له كانت بقاعة الصداقة احتفالا بتوقيع الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية، حيث أدهش الجمهور بأدائه الجميل و المتمكن .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.