المهدي ونداء السودان.. تأثيرات الاستقالة

الخرطوم: وجدان طلحة

في خطوة مفاجئة، دفع رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، باستقالته من رئاسة نداء السودان. عُرف التحالف بمعارضته للنظام البائد، ويضم عددا من المكونات مثل حزب الأمة القومي، وحزب المؤتمر السوداني، والحركة الشعبية شمال، وحركة تحرير السودان بقيادة مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم وقوى أخرى.
الاستقالة تركت استفهامات لدى الكثيرين، أولها هل قصد الإمام استقالة حزب الأمة من نداء السودان وبالتالي من إعلان قوى الحرية والتغيير؟ أم أنها تعني استقالة لـ(المهدي) من موقعه فقط كرئيس لنداء السودان؟

اجتماع وإجراءات
أعضاء حزب الأمة يعدُّون أنفسهم مكونا أساسيا في نداء السودان. وهم راضون عن التغيير الذي حدث، رغم مشاركتهم المتأخرة في اللحاق بثورة ديسمبر المجيدة. يعتقد البعض أن خلافات الجبهة الثورية مع قوى إعلان الحرية والتغيير أغضبت رئيس نداء السودان، لأن الثورية اتخذت منبرا آخر غير نداء السودان، وعقدت اجتماعات مع المجلس السيادي للوصول إلى اتفاق لمشاركتها في الحكومة.
آخرون لم يستبعدوا أن الاستقالة تعني خروج حزب الأمة من قوى الحرية والتغيير، ويكون بذلك قد لحق بحركة (قرفنا) التي أعلنت – قبل يومين – انسحابها منه مبررة الخطوة بوجود قيادات المجلس العسكري في قيادة الفترة الانتقالية دون محاسبة أو تحقيقات، ما أثر بشكل مباشر في تقبلهم الوجود ضمن التحالف، لافتة إلى أن ما تحقق لا يلبي طموحات الشعب السوداني.

حقيقة الخطوة
القيادي بقوي الحرية والتغيير عمر الدقير، أكد في حديثه لـ(السوداني)، أن استقالة الإمام الصادق المهدي، من رئاسة نداء السودان لا تعني بأي حال من الأحوال خروجه من الحرية والتغيير أو نداء السودان، مشيرا إلى أن نداء السودان سيعقد اجتماعا بالقاهرة يومي 27-28 الجاري وسيناقش استقالة الإمام وسيتخذ الإجراءات المناسبة.
الدقير قال إن الصادق المهدي عندما تم اختياره لرئاسة نداء السودان لم يكن موافقا إلا بعد الضغط عليه، وأضاف: رئاسة نداء السودان دوريه ولم تُحدد بشكل دقيق فترة الرئاسة، منوها إلى أن استقالة المهدي ربما لإتاحة الفرصة لغيره.

حيثيات الاستقالة
قال الإمام الصادق المهدي، إن المرحلة الحالية تتطلب مراجعات للمواقف بما في ذلك هيكل نداء السودان والتحالفات مع القوى الوطنية الأخرى، واستعدادا لهذه المرحلة أعلن استقالته من رئاسة نداء السودان.
المهدي دعا إلى اجتماع عاجل لبحث الهيكلة الجديدة والخيارات المتاحة، داعيا إلى تجنيب عملية السلام مآخذ الانتقاء والحضانة الخارجية، معتبرا أن النهج المنتظر لعملية السلام أعمق وأوسع، وأن ما جرى من لقاءات يجب اعتباره خطوة تمهيدية في الطريق لتكوين مفوضية السلام التي تضع الخطط لعقد مؤتمر السلام العادل الشامل، داعيا إلى عقد المؤتمر داخل البلاد بعد تنفيذ إجراءات بناء الثقة، وتوجيه دعوة لحضور جيران السودان والاتحاد الأفريقي والأسرة الدولية كمراقبين، وقال إن تكوين مفوضية السلام سوف يكون بالتشاور بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء، مؤكدا أنه سيساهم في إنجاز هذه المهة بتقديم مشروع كامل مقترح. ويرجى أن تعدَّ أية تفاهمات تمهيدية لتكوين المفوضية ثم مؤتمر السلام وعدم اتخاذ أية إجراءات مبتسرة تستبق وتعرقل مؤتمر السلام الجامع.

المهدي موجود
القيادي بحزب الأمة فضل الله برمة أكد في حديثه لـ(السوداني) أن المهدي موجود ضمن نداء السودان، وأضاف: هذا حلفنا ولن نتركه والمهدي موجود كعضو، معتبرا أن الاستقالة بها مرونة للعمل وإعطاء مكونات نداء السودان فرصة لمناقشة قضاياهم التي من أجلها حملوا السلاح، وأضاف: حان الوقت لتحقيق السلام عبر التفاوض بدون بندقية، قاطعا بأنه لا خلاف بين المهدي والجبهة الثورية ويعملون معا من أجل تحقيق السلام.
برمة أكد أن استقالة المهدي لن تؤثر على وجوده ضمن قوى الحرية والتغيير، وأضاف: السودان انتقل إلى مرحلة السلام وتحقيق الديمقراطية، منوها إلى أن المناخ حاليا يختلف عن الذي تم فيه تكوين نداء السودان، مشيرا إلى أن نداء السودان تكون في ظروف مقاومة النظام البائد الذي دون ضده 10 بلاغات 5 منها عقوبتها الإعدام.
فيما أكد القيادي بحزب الأمة عبدالرسول النور لـ(السوداني) أن استقالة المهدي مؤشر إلى أن البرامج المتفق عليها إذا كانت سياسية أو غيرها في التحالف لا تسير بالصورة المطلوبة، قاطعا بأن الاستقالة سيكون لها أثر على نداء السودان ، مستدركا: المهدي سيظل في التحالف بصفته عضوا.

رئاسة دورية
رئاسة نداء السودان دورية، عندما تمت هيكلة نداء السودان اتفقت المكونات على ذلك وتم اختيار الإمام الصادق المهدي. تقدم السيد الصادق رئيسا له بالإجماع تقديرا لدوره السياسي وأنه آخر رئيس وزراء منتخب فضلا عن خبرته السياسية.
المحلل السياسي ماهر أبو الجوخ أكد في حديثه لـ(السوداني) أن، فترة رئاسته انتهت منذ وقت طويل، لكن التطورات التي شهدتها البلاد خاصة السياسية وسقوط النظام والتفاوض كلها مثلت حيثيات ضرورية لاستمراره في موقعه، وقال: المهدي في تقديره أن الوقت قد حان لإخلاء منصبه، قاطعا بأنه بادر بالاستقالته أكثر من مرة، لكن يتم صرفه عنها للتطورات السياسية.
أبوالجوخ أكد أن أهمية الخطوة تتمثل في فتح الباب أمام إعادة التشكيل القيادي لنداء السودان واستصحاب الخلافات الأخيرة بين الجبهة الثورية ونداء السودان، وأضاف: هذا يمكن أن يساهم في رتق الخلاف بين مكونات نداء السودان باعتبار أن تسمية رئيس جديد للنداء من ضمن كتلة الجبهة الثورية سيساعد في تقليل حدة الخلافات.
وأشار إلى جانب آخر وهو ذاتي وشخصي للمهدي أن الاستقالة ستجعله يقوم بطرح مواقفه بعيدا عن أي ضغط إعلامي أو إسفيري يربط بين موقفه وموقعه كرئيس لنداء السودان، وقال: الاستقالة ستقفل باب اللبس. قاطعا بأن الاستقالة لا تعني التباين في المواقف السياسية أو خلافا في القضايا والرؤى؛ بقدر ماهي إكمال لمدة زمنية وتطبيق لعدم احتكار المواقع، مشيرا إلى أن التحدي لنداء السودان ليس في من يرأسه، لكن في قدرة الكتلة على تقديم نفسها بشكل جماهيري وسياسي وإعلامي يتجاوز الصورة النمطية التي باتت تصور مكوناتها أنهم جميعا وقلوبهم شتى.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.