ببساطة د/ عادل عبد العزيز الفكي

توجيه نشاط الشباب

شارك الخبر

السودان دولة شابة لأن عدد السكان في الفئة العمرية من 15 إلى 49 سنة هم 16476000 نسمة بنسبة 49% من العدد الكلي لسكان السودان. الشباب هم من صنعوا الثورة وجعلوا التغيير ممكنا، فكيف نستفيد من طاقاتهم الهائلة؟ وحماسهم الرائع تجاه تنمية بلادهم ورفاهية أهلهم؟
إن آمال وتطلعات الشباب تتضمن السعي نحو العمل المستقر بدخل جيد، تحسين المستوى المعيشي للأسرة، الزواج، المساهمة في نهضة الوطن.
الفئة الشبابية وبحكم السن نظرتها للحياة مثالية، تحب الطهر والنقاء والبراءة، وفئة الشباب تريد أن تسند أمور الدولة للأنقياء الأطهار وأن يعاقب المفسدون.
قد يكون من المناسب أن تسعى أجهزة الدولة للاستفادة من طاقات الشباب من خلال قطاعين اقتصاديين الأول قطاع التعاون، والثاني قطاع التشاركية.
تتضمن مبادئ التعاون: باب العضوية المفتوح، الحقوق المتساوية، العائد على المعاملات، نشر المعرفة والقيم الحميدة، التنسيق فيما بين هياكل التعاون لتحقيق أهدافه، السيطرة على التجارة في المواد الغذائية الرئيسة، تطبيق الديمقراطية الشعبية، رفع مستوى وعي الجماهير.
في بريطانيا 7226 جمعية تعاونية، ويبلغ عدد السكان المنضوين تحت جمعيات تعاونية13.1 مليون نسمة بما يعادل خمس عدد السكان، ويبلغ حجم التعاملات السنوية لهذه الجمعيات36.1 بليون جنيه إسترليني.
الجمعية التعاونية تتيح لأعضائها: التفاوض الجماعي مع الموردين، التكاليف المنضبطة، التسعير المناسب، العائد على المعاملات، وتتمتع الجمعيات التعاونية بعدد من الامتيازات يمنحها لها قانون التعاون مثل الإعفاء من الضرائب، والحصول على أولوية في توريد الاحتياجات لأجهزة الدولة وتقديم الخدمات المختلفة للمكاتب الحكومية. تحتاج الجمعيات التعاونية التي يؤسسها الشباب للاحتضان من قبل حاضنات تؤسسها الدولة، وتعمل الحاضنات على تدريب وتمويل وتشبيك الشباب مع شركات القطاع الخاص والجمعيات الأخرى، ونقل المعرفة لهم من داخل وخارج السودان.
أما التشاركية كنمط اقتصادي جديد يمكن من خلاله استيعاب نشاط الشباب وقدراتهم الفائقة في استخدام وسائط الاتصال الحديثة فقد عرفها بول رومر، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد 2018 بأنها (سعي شخص أو مجموعة لعمل منتوج غير تزاحمي، قابل للاستبعاد). وأبرز الأمثلة لهذا النوع من التشاركية عندنا في السودان شركة أو تطبيق ترحال. في هذا المثال نجد عددا محدودا من الشباب يديرون تطبيقا تشاركيا يضم آلاف الشباب (الرحالين) لا يعرفون بعضهم بعضا، فهم يعملون من خلال تطبيق (غير تزاحمي) أي أنه غير قابل للنفاد مثل أي سلعة، وفي نفس الوقت فإن التطبيق (قابل للاستبعاد) بمعنى أن من لا يلتزم بشروطه لا يستفيد منه. ومن ضمن الشروط في مثال ترحال سداد مبلغ اشتراك لا يكون في العادة كبيرا، ثم الالتزام بمستوى معين لتقديم الخدمة.
بقليل من التشجيع يمكن للشباب ابتكار وتنفيذ المئات من التطبيقات التشاركية تحقق لهم الدخل الشخصي من ناحية، وتفيد الاقتصاد من الناحية الأخرى. والله الموفق.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.