الشربكا يحلها || أحمد دندش

(أقلع) وانت ساكت!!

شارك الخبر

في مُجتمعنا السوداني تنتشر وبصُورةٍ كَبيرةٍ ثقافة (القلع)، تلك الثقافة التي نجدها مُتوفِّرة في الكثير من الشخوص الذين يتبوأون مقاعدَ (أوسع) بكثيرٍ من قُدراتهم المُتواضعة، مُتزوِّدين بالكثير من (العلاقات والواسطات) وبالقليل جداً من (الإمكانَات)!!
مهنٌ عديدةٌ داخل هذا المُجتمع السوداني قام البعض بـ(اقتلاعها) والاستحواذ عليها دُون أن يمتلكوا القليل من المُؤهِّلات اللازمة لها، الأمر الذي أسهم ولدرجةٍ كبيرةٍ في توقُّف عجلة التّطوُّر بالبلاد، وبالتالي المَزيد من (الإخفاقات) في الكَثير من المجالات.
الوسط الإعلامي هو أحد الأوساط التي تَنتشر فيها وبشكلٍ مُخيفٍ ثقافة (القلع)، خُصُوصاً الإعلام المرئي والمسموع، حيث يُمكن أن نجد مُنتجاً (مَغموراً) يَتَحَكّم في دورة برامجية كاملة لقناة فضائية، أو مُذيعة (فاشلة) لا تمل على الإطلاق من الظُهُور المُتكرِّر و(الأخطاء المُتكرِّرة) كذلك، فيما يسأل المُشاهد بشيءٍ من الدّهشة: (طيِّب ناس القناة ديل صابرين عليها لحدي هسي ليه)..؟
لديّ تجربة شخصية في مجال الإعلام المرئي – لم يحن الوقت بعد لسردها – لَكنّني خلالها تَعَرّفت وعن قُربٍ وبصُورةٍ واضحةٍ للغاية على شُخُوص يُجيدون وبامتياز تطبيق ثقافة (القلع)، أولئك الذين يعتمدون وبشكلٍ كبيرٍ على اقتلاع المساحات من ذوي الموهبة وَضَمِّها إلى الفدادين (البُور) في مُشوارهم الإعلامي!!
عشرات الموهوبين داخل القنوات الفضائية – وحتى الإذاعات – تركوا مهنتهم (مُحبطين) مِمّا يحدث حولهم، بعضهم هاجر الى خارج البلاد والبعض الآخر ظلّ يُراقب المشهد سَاخِرَاً، بينما تَمدّدَ مُجِيدو ثقافة (القلع) داخل تلك المُؤسّسات، ووصل الأمر ببعضهم لأكثر من ذلك، وصاروا – ولسُخرية القدر – يُقيِّمونَ تجارب الآخرين، مع أنّ تجاربهم نفسها تحتاج لمن يُقيِّمها ويُعيد صياغتها من جديدٍ!!
جدعة:
لن ألوم بكل صدقٍ مُدمني ثقافة (القلع) داخل القنوات، بقدر ما ألوم المسؤولين عن إدارة تلك القنوات، فهم بصمتهم عن تلك (الفضائح) يرسِّخون لقاعدتين لا ثالث لهما، أولهما أنهم مُستفيدون مِمّا يحدث بشكلٍ أو بآخر، وثانيهما أنّهم أيضاً ألقت بهم رياح (الصدفة) في تلك المقاعد ورسّختهم أكثر ذَات الثقافة التي نحكي عنها وهي ثقافة (القلع)!!
شربكة أخيرة:
الغَريب أنّ بعض أطباء الأسنان أنفسهم لا يُجيدون (قلع الضرس) بذات المهارة التي يُطَبِّقها أولئك في قلع (الفُرص) هذا بالطبع مع مُراعاة فروق (البنج)..!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.