أجندة ….عبدالحميد عوض

زبالة باليورو

بعد العثورعلى مبلغ نحو 7 ملايين يورو بمقر إقامته ببيت الضيافة، أقرالرئيس المعزول، عمر البشير، بأن المبلغ المضبوط، جزء من 25 مليون دولار، أرسلها له ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وأوضح البشير أنه صرف المبلغ على عدد من الجهات، منها قناة طيبة الفضائية.
بناء على طلب الدفاع، طلبت المحكمة التي تنظر قضية البشير، مثول مسؤول من القناة للإدلاء بشهادته، فبعثت الإدارة، بمديرالإدارة القانونية، مصعب بابكر، الذي أكد استلام القناة لمبلغ 100 ألف يورو من مندوب، أرسله البشير.
إذاً، نحن أمام حقيقة دامغة تفرض على رئيس مجلس إدارة القناة، الشيخ عبد الحي يوسف، تقديم حجة من الكتاب أو السنة، أباحت للقناة قبول هذا المبلغ.. حجة يطمئن الناس بعدها أن القناة المحسوبة على الدعوة، بعيدة عن أي شبهة استلام أموال بطريقة غير شرعية، ويطمئن الناس كذلك، أن دعاة القناة تتطابق أقوالهم مع أفعالهم.
تلك واحدة..!!*
أما الثانية فهي سؤال، من المفترض أن يجيب عليه الشيخ عبد الحي يوسف، مرتبط بفقه الدولة وأولوياتها، فقد استلمت القناة المبلغ في نوفمبر الماضي، ويومها كانت أزمات المعيشة في قمتها ولا تزال، ألم يكن أمام عبد الحي، المعروف بقربه من الرئيس، الاعتذار عن قبول تبرعه، ونصحه بصرف المبلغ الذي يساوي أكثر من 7مليارات جنيه بالقديم، في دعم الدواء أو زيادة نسب دعم الفقراء، بدلاً من توجيهه لقناة لها أكثر من مورد مالي، علماً بأن الشيخ انتقد في اليومين الماضيين الحكومة الحالية في عدم ترتيب أولوياتها وتجاهل برامج الرخاء الاجتماعي والإصلاح الاقتصادي، وهل بذل العملة الأجنبية لقناة يأتي ضمن برامج الرخاء والإصلاح.
من زاوية المهنية والأخلاق الصحفية، رسخ من خلال التجربة أن أي جهة تمنح صحفياً أو مؤسسة إعلامية، جنيهاً واحداً فهي بذلك، تريد شراء مواقفه وخطب صمته عن أخطائها، فهل كان مجلس إدارة قناة طيبة الفضائية، يدرك تلك الحقيقة، وهو يقبل استلام أموال باليورو؟ومن أين؟ من رئيس جمهورية، ورئيس حزب سياسي، ومرشح لانتخابات الرئاسة في 2020 ؟
لو كانت هنالك أي جهة تراقب المؤسسات الإعلامية في البلاد، لأصدرت قراراً فورياً بالتحقيق والمحاسبة مع قناة طيبة والقائمين عليها، لأنها انتهكت مبدأ جوهرياً يتعلق باستقلالية الإعلام، وفي تقديري أن ذلك التحقيق مطلوب الآن، بما يضمن على الأقل، إعادة مبلغ المئة ألف يورو للخزينة العامة، أو أي مبالغ أخرى استلمتها القناة من أي جهة حكومية، وتحويل كل المبالغ لجرعة دواء في فم طفل مريض أو لقمة في بطن امرأة جائعة.
استدراك
يطلق الصحفيون على أي مال يقدم لأي صحفي، من أي جهة أثناء عمله، مصطلح “الزبالة” لكن “زبالة” قناة طيبة باليورو …!!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.