حين نلتقي …أميمة عبد الله

هذا ليس أوانه يا عبد الحي

ماذا لو أن هناك فريقاً لكرة القدم للسيدات !
وماذا لو أن هنالك نوادي أنشئت خصيصا من أجلهن؟
وانفتحت قلوبهن للحياة كيفما رأين ذلك؟
وسائل المرح وكل أنواع النشاط الجسدي من رياضة هنا موجودة وكذلك.
مراكز الدعوة وحفظ القرآن والخلاوي الخاصة بهن أيضا متوفرة هنا وفي كل أحياء السودان، الناس ما تشاء في اختياراتها، وكل شخص يأخذ في الدنيا طريقه ويسلك دربه؟
هل سيحمل أئمة الجوامع وزر فريق كرة القدم النسائية إن كنا على خطأ، إذا أين هم ممن لم تجد لقوتها غير بيع جسدها؟!
لكنها لا تحمل وازرة وزر أخرى وكلٌّ آتيه يوم القيامة فردا.
ولو أن الناس كانت متفقة فلِمَ الرسل إذن؟! ولِمَ جعل الله الدنيا اتجاهات مختلفة؟ هل الأمر يستحق أن تُفرد له منابر الجمعة؟ وأن تُخصص له الخُطب الموغلة في الوعيد والتخويف، وهل هذا هو الخطاب الحق في قضايا المجتمع المثقل بالظلم والهموم وفجر فض الاعتصام الغادر والمفقودين والمقهورين، وأن يُرفع الصوت وأن يضخمه المكرفون؟
هل هذا أوان قضية كرة قدم لعبتها الفتيات وخصصوا لها فريقا؟
لنترك التجربة تمضي وتأخذ دورتها، هل نحن في الدنيا لغرض تصنيف الناس وجعلهم يتبعون ما نرى؟! لتفعل كل جماعة ما يناسبها فنحن لسنا آلهة لتوزيع صكوك التخوين والتكفير والتحذير.
لكنها العقلية منذ العهد الأموي، عقلية السلطان والقهر والتخويف بأن الدين في خطر، عقلية عدم ترتيب أوليات شؤون المسلمين، وهي المقولة الخالدة – أينما ذهب الفقر قال له الكفر خذني معك – والكفر هنا ليس مقصود به إنكار الله بل هو إسقاط القيم الإنسانية الحقيقة لدينا كبشر ورحمة القلوب تجاه بعضنا.
أين أئمتنا من الذين لا يعرفون من الدنيا غير ضيق الحال وضوء النهار وظلام الليل والركض خلف توفير ما يسد الرمق؟

أين هم من البوادي والقرى التي تعيش في قبور الجهل ولا تعرف من أمر دينها شيئا لا صلاة ولا فاتحة؟
الأولويات الآن ليس تكفير (الست الوزيرة)، ولا مراجعة منهج الحزب الجمهوري ولا هل محمود محمد طه على حق أم أنه على باطل فباب الاجتهاد أيضا مفتوح وسيظل.
البلاد الآن تحتاج أن تتفق لا أن نوسع دائرة اختلافها بقضايا التكفير وتحريم كرة القدم على النساء أو تحليلها .
ما هو الأثر الأوسع على المجتمع فريق كرة قدم خاص بالنساء أم انتشار المخدرات والبطالة، ومعالجة ما لحقهم من أذى نفسي نتيجة قتامة مستقبلهم، وحروب جنوب كردفان وبؤس الحياة في النيل الأزرق.
أي القضايا أولى بالمنابر؟
نحن في حاجة عاجلة لمشاريع تدعم الاستقرار والسلام والأمن وتوفير لقمة العيش، في حاجة لإعمال العقل لا إشعال الفتنة.
صحيح ليس من مهام عبد الحي البحث عن حلول، لكن لِمَ لا يعمل قدر المستطاع لجمع الناس بالمعروف ومشاركتهم أحزانهم وضنك معيشتهم؟
وإن هددوك بالسجن فهل الأمر عظيم لدرجة منبر الجمعة؟!! ولقد دخله الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان أمام المسلمين من قبل ودخله ابن تيمية شيخ الإسلام.
عالجوا قضايا الأمة الحقيقة لا القضايا الانصرافية، فأهل العلم مسؤولون عن علمهم عما فعلوا به.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.