التنازل من المناصب هل يجلب السلام؟

الخرطوم: هبة علي

تداولت وسائط السوشيال ميديا (بوست) زعم كاتبه (المجهول) أن أفرادا من قوي الحرية والتغيير قاموا ب(نقل) ملفات سفراء من وزارة الخارجية للجنة تضم ناشطين من الحزب الشيوعي لإعداد قوائم ل(لتطهير الوزارة).هكذا زعم كاتب البوست.(السوداني)حملت هذه المزاعم ووضعتها علي طاولة الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية السفير أبوبكر الصديق, ووعد باستجلاء الأمر من القسم الإداري(اليوم الأحد) ليمد الصحيفة بالمعلومة الصحيحة .

ما أن بدأ الحديث عن مفاوضات السلام بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة، حتى بادر عضو المجلس السيادي محمد حسن التعايشي استعداده الكامل للتنازل عن منصبه لصالح تحقيق السلام، ومع انطلاقة مفاوضات جوبا أعلن عضو المجلس السيادي محمد حمدان دقلو “حميدتي” أيضاً استعداده للتنازل عن منصبه لرئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو لأجل السلام، لكن محللين سياسيين ذهبوا إلى أن التنازلات عن المناصب ليست منهجا للوصول للسلام وطريق غير مُجْدٍ.

جزء من كل
القيادي بإعلان الحرية والتغيير كمال بولاد يذهب في حديثه لـ(السوداني) إلى التأكيد على أن عملية السلام هي عملية تحتاج لحلول جذرية، وأن الحل الرئيسي فيها يتمثل في مناقشة قضايا الحرب من الأراضي واللاجئين والنازحين وكل قضايا وآثار الحرب وتأثيرها الاجتماعي وتأثيرها على كل أشكال المجتمع طوال السنوات السابقة.
وأوضح بولاد أن عملية بهذا العمق والاتساع لا تقف على التنازل عن المناصب وتوزيعها، قاطعا بأن التنازل يعتبر جزءا من معالجة أزمة كلية، ولا نستطيع أن نقول إن التنازل عن المناصب أو تسنمها سيحقق السلام، مشددا على أن هذه الطريقة استخدمها النظام البائد كحل رئيسي ولم تُؤدِّ لنتيجة إيجابية، بل إنها لم تجد حلا جذريا يقطع الطريق أمام الحرب.

المناصب لا تحل
المحلل السياسي بروفيسور عوض السيد كرنسي، أكد في حديثه لـ(السوداني) أن قضية التنازلات عن المناصب ليست منهجا للوصول للسلام وطريق غير مُجْدٍ، موضحا أن الطريق الصحيح لتحقيق السلام يحكمه منهج واحد وهو الحكم الذاتي المتدرج لمخاطبة الأزمة من جذورها.
وقطع كرنسي بأن الحكم الذاتي المتدرج مصير كل الأقاليم السودانية، ويجب أن يطبق على كل أقاليم السودان لجهة أن القضية المطروحة اليوم ليست تحقيق السلام فقط في المناطق التي اشتعلت بها الحروب وإنما أيضا في الأماكن التي وقعت اتفاقيات ولم يأبه لها النظام السابق مثل الشرق.

حميدتي مستعد
نائب رئيس المجلس السيادي، قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أعلن استعداده للتنازل عن موقعه في المجلس السيادي لرئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال عبد العزيز الحلو من أجل تحقيق السلام، داعيا أطراف الصراع إلى تنقية القلوب وإخلاص النوايا للوصول إلى سلام.
وقال حميدتي لدى مخاطبته حفل عشاء دعا له مستشار رئيس حكومة جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك: أنا مستعد الآن قبل الغد للتنازل عن موقعي في المجلس السيادي لإخواننا في حركات الكفاح المسلح، وأضاف: سأتنازل لـ(عبد العزيز الحلو) من أجل الوصول إلى السلام وإيقاف الحرب.
ووصف دقلو الحكومة الحالية بالرشيدة، مشيرا إلى أن رئيس مجلس الوزراء د.عبد الله حمدوك وآخرين في الحكومة وطنيون، ويريدون العمل بقلب مفتوح بيد أن حمدوك ليس بيده عصا موسى لحل مشاكل السودان.
وأضاف حميدتي: التغيير الذي حدث بالسودان عظيم ورباني لجهة أن دول العالم والحركات المسلحة عجزت عن الإطاحة بنظام البشير، مؤكدا على أن التغيير كان شراكة بين الشعب والقوات النظامية ولولا الشعب والقوات النظامية لما دخل البشير السجن.

التعايشي والتنازلات
ﺃﻋﻠﻦ ﻋﻀﻮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻩ وﺁﺧﺮﻳﻦ ﻟﻠﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﻣﺎﻧﺼﺒﻬﻢ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻋﻘﺐ ﺗﻮﺻﻠﻬﺎ ﻻﺗﻔﺎق سﻼﻡ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻭﺃﻋﻠﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ على ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻁﺮﺩﻫﺎ ﺃﻭ ﻣﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺑﺎﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺭﻫﻦ ﻋﻮﺩﺗﻬﺎ ﻟﻠﺒﻼﺩ باﻁﻤﺌﻨﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮمة ﻋﻠﻰ اﺗﺒﺎﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻹﺟــﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻔﻆ ﺃﻣﻦ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
ﻭﻗال ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ ﻓﻲ ﻧـﺪﻭﺓ ﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺇﻋﻼﻣﻲ ﻭﺻﺤﻔﻴﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ سابقا: ﻭﺍﻫﻢ ﻣﻦ ﻅﻦ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻻﺕ، مشيرا إلى ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻔﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﺃﺳﻮﺓ ﺑﺎﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ، ومنوها إلى ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍن ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻣﺤﺪﺩ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.