الشربكا يحلها…أحمد دندش

قناة الشروق.. (الزومي متضايقة)!!

عندما يأتي الحديث عن سعادة الفريق السر أحمد عمر، فلن يجد أحدٌ سوى عبارات الإطراء والغزل والإشادة بذلك الرجل، فهو اجتماعيٌّ من الطراز الرفيع وصاحب قلب أبيض ورؤية ثاقبة وفكر مُتّسع، ولعلّ كل تلك الصفات جعلت الكثيرين يشفقون كثيراً على الرجل وهو يقبل بالجلوس على مقعد مدير قناة الشروق قبيل أكثر من عامين تقريباً، تلك القناة التي نزفت الكثير من (دماء القبول) عند المُشاهدين منذ رحيل عرابها ومُؤسّسها الباشمهندس محمد خير، والذي كانت القناة في عهده بكامل روعتها وبهائها ومهنيتها و(جاذبيتها)، ليأتي الفريق السر – في وقتٍ صعبٍ – ويجد نفسه في امتحانٍ حقيقي لمُواصلة طريق النجاح الذي اختطه سلفه.!
السؤال هو: لماذا لم ينجح الفريق السر في مُواصلة طريق النجاحات وصَارت القناة في عهده عبارة عن (مَسخٍ مُشوّهٍ)..؟ وللإجابة على هذا السؤال، دعوني أكشف عن معلومة خطيرة للغاية عايشتها قبل سنوات إبان عملي في تلك القناة، حيث اكتشفت أنّ تلك القناة ما هي إلا عبارة عن (تقاطُعات وشلليات)، تلك (التقاطُعات والشلليات) التي كان الباشمهندس محمد خير يجيد التّعامُل معها، بحيث يفهم نفسيات كل العاملين، ويتعامل مع كل منهم بحسب ما لديه من معلوماتٍ حول شخصيته، وأعتقد أنّ الباشمهندس نفسه أخطأ خطأً كبيراً في ذلك الأمر، فتعامله ذاك، جعل الكثير من مَعدومي الموهبة وأنصاف المُبدعين يتمدّدون بشكل غير عادي، وذلك بعد أن ظنوا أنّ الباشمهندس (ضعيف الشخصية)، وما علموا أن الرجل يُحاول أن يُحافظ على استقرار القناة حتى لو أدى ذلك إلى تقديمه تنازُلات على (حسابه الشخصي).
مَرّت السنوات، وتولّى الفريق السر المُهمّة، وهنا حدثت الكارثة، فالفريق مَعروفٌ عنه الانضباط والجدية في العمل – استناداً على خلفيته الميري -، وأعتقد أنّ هذا لم يعجب (الشلليات المُدَلّلَة القديمة) والتي بدأت فعلياً في تنفيذ مُخَطّط التّدمير الشّامل للقناة، ليجد الفريق نفسه في مَأزقٍ حقيقي، فهو مُطالبٌ بقيادة القناة لمَصَاف نجاحات أوسع، وفي ذات التوقيت مُضطرٌ لأن يُواجه تلك (الشلليات) ويُكافحها، وللأسف، فشل الفريق في تحقيق أيٍّ من الهدفين، وصارت القناة في عهده (أسوأ) قناة سودانية يُمكن أن يتابعها أيِّ مُشاهد.
مُؤخّراً، تابعت بعض التسريبات عن اتّجاه الكاردينال لشراء الشروق، وتلك تسريبات لا أظنها حقيقية ولو بنسبةٍ ضئيلةٍ، فما الذي يدفع الكاردينال لشراء (قناة ميتة إكلينيكيّاً)..؟ اللهم إلا إذا كان يُريد أن يثبت ولاءه لحزب المؤتمر الوطني – مُؤسِّس تلك القناة – وذلك أيضاً أمرٌ مُستبعدٌ، فذلك الحزب مُؤخّراً بَاتَ يفر منه (الأجرب والصحيح)، ولا أظن أنّ الكاردينال – صاحب العقلية التجارية – سيُجازف باسمه وإنجازاته في نادي الهلال من أجل ذلك الحزب (حتى وإن كان أحد أغصان الشجرة).!
أخيراً… لو كُنت مكان الفريق السر، لقدّمت استقالتي فوراً من تلك القناة قبل (الطوفان) القادم، على الأقل للحفاظ على تاريخه المشرف سواء في الشرطة أو في الإعلام، أما إذا أصرّ سعادة الفريق على المُواصلة، فهنا يجب عليه أن يدرك جيداً أنه سيكون مُطالباً بتحقيق عشرات الأهداف (المُستحيلة)، أولها أن يفك ارتباط تلك القناة بالمُؤتمر الوطني، وثانيها أن يفكك كل تلك الشلليات، وثالثها أن يُعيد تقييم بعض الكوادر المُميّزة داخل الشروق، تلك الكوادر التي ظُلمت ظلم الحسن والحسين، وآن الأوان لكي تجد القليل من الإنصاف.!
و…(أحدِّثكم خلال الأيام القادمة عن تلك الكوادر المظلومة… وأحدِّثكم أيضاً عن كوادر أخرى استفادت من تلك القناة لمصالحها الشخصية وأسهمت بشكلٍ كبيرٍ في الانتكاسة التي حدثت لتلك القناة… و… (كلو بالأسماء)، فكما يقولون (زمن الغتغتة والدسديس انتهى).
شربكة أخيرة:
قناة الشروق… (الزومي مُتضايقة).!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.