بعد سقوط النظام متي تتوقف دوامة العنف الطلابي؟

الخرطوم: مشاعر أحمد

أكثر من عام ونيف، أغلقت الجامعاتـ وذلك مع تصاعد الاحتجاجات بالبلاد وقادت ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام الإنقاذ؛ إلا أنه عقب تشكيل الحكومة قرر مجلس الوزراء في سبتمبر الماضي فتح الجامعات مطلع أكتوبر الجاري، والقرار جاء بعد اتخاذ عدد من الإجراءات المتعلقة بتهيئة البيئة الدراسية وإقالة مديري الجامعات وقبول استقالة من يتقدم بها وسحب الشرطة الجامعية؛ لكن، فور الاستئناف بدأ العنف الطلابي في المنابر بين طلاب الأحزاب السياسية بين مؤيدي حزب النظام البائد والمؤيدين للنظام الحالي.

أحداث جامعة الأزهري
بحسب وسائط إعلامية أن عددا من طلاب حزب المؤتمر الوطني بجامعة الزعيم الأزهري اتهموا بالاعتداء على الطلاب باستخدام الأسلحة البيضاء، مما جعل الشرطة تتدخل لفض أحداث العنف في الجامعة، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق تجمعات الطلاب.
وأعلنت قوى الحرية والتغيير في مؤتمر صحفي عقب انجلاء الأحداث عن إصابة (27) طالباً بجامعة الزعيم الأزهري، جراء هجوم بالأسلحة (الطبنجات) والسلاح الأبيض (سواطير) بواسطة طلاب يتبعون لحزب المؤتمر الوطني.
وقال عضو لجنة العمل الميداني بقوى الحرية والتغيير شريف محمد عثمان، إن لجنة المقاومة ببحري أخطرت الشرطة مساء السبت، بأن مجموعات مسلحة تتبع للنظام البائد تخطط للهجوم على الطلاب بجامعة الأزهري يوم الأحد، مشيراً إلى أن الشرطة لم تتعامل مع المعلومات بجدية، وطالب عثمان وزير الداخلية بمحاسبة الأشخاص المتورطين في التباطؤ وعدم التعامل مع الأحداث بجدية لتلافي ما حدث، وقال إن المجموعات المسلحة استخدمت السلاح و(السواطير) والغاز المسيل للدموع في مواجهة الطلاب.
وبحسب مصدر – فضل حجب اسمه – تحدث لـ(السوداني) قال إن طلاب النظام السابق كانوا قد أعلنوا عن منبر لحزبهم المؤتمر الوطني قبل أربعة أيام ماضية، وعندما بدأوا في التحدث، بدأ الطلاب المؤيدون للحكومة الانتقالية في قمعهم عبر الهتافات ضد (كيزان وأي كوز ندوسو دوس)، و(أي كوز يطلع برا) وأن عليهم ترك المنبر وفض المخاطبة، الأمر الذي أثار غضب بعض الطلاب الذين خرجوا من حرم الجامعة وعادوا مرة أخرى، ومعهم عددٌ كبيرٌ من المناصرين لهم، وبدأوا استخدام الأسلحة البيضاء .
ونفى مدير جامعة الزعيم الأزهري وجود أي اتجاه لتعليق الدراسة، بسبب الأحداث التي وقعت بين طلاب الوطني ومناصري التجمع بالجامعة.

الحل الجذري
ومطلع الشهر الجاري أصدر المجلس السيادي قراراً بإلغاء الوحدات الجهادية وحلها والتحفظ على مقارها وتوجيه الحرس الجامعي بوضع يده على مباني وسجلات الوحدات الجهادية، والتي صرح بها عضو مجلس السيادة والمتحدث الرسمي باسمه محمد الفكي سليمان عقب انتهاء اجتماع للمجلس السيادي، الأمر الذي أفرز حالة من الارتياح في الشارع العام لجهة أنها تنهي الوجود الأمني والعسكري الفعلي لعناصر لا تعرف عن الحياة الجامعية سوى القتل والعنف والإرهاب.
وفي ذلك يذهب عضو لجنة العمل الميداني بقوى الحرية والتغيير شريف محمد عثمان، في حديثه لـ(السوداني) إلى أن في الأمر مستويين للمعالجة أولها أن يكون هناك تدريب واسع ونقاش عميق للعنف، مشيراً إلى أن العنف يضر بالعملية التعليمية ككل، وأن أحد أدبيات الثورة هي السلمية، مؤكداً أن التعامل قانوني مع الذين يسوقون للعنف والفكر الداعم له أحد الحلول.
وأشار شريف إلى أن الإجراءات التي يجب أن تتبعها أي جامعة هي هيكلة الحرس الجامعي والوحدات الجهادية، فضلاً عن الإصلاح الإداري داخل الجامعات ككل، مضيفاً: يجب أن تتم التوعية بأهداف الثورة وقبول رأي الآخر .
وشدد شريف على أنه يجب أن تتم توعية الطلاب بحرية التعبير وممارسة العمل السياسي طالما لم يتم حظر حزب بشكل قانوني، مشيراً إلى أنه يجب أن لا يستمر مناصرو النظام السابق وأعوانه في ممارسة العنف، مؤكداً أنهم من الذين انتهجوا دخول أدوات العنف داخل الجامعات وأن ما يفعلونه موروثات الحركة الإسلامية.
مطالباً بمحاسبة الذين يسمحون للطلاب بحمل الأسلحة داخل الجامعات حتى تختفي المظاهر السالبة ومحاربة العنف، وأن تكون هناك إجراءات عقابية ضد الطلاب الذين يحملون اسلحة داخل الجامعات وأن يحاسب بالقانون الجنائي .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.