قراءة بين ثورتين.. محاولة وضع خارطة طريق

الخرطوم: القسم السياسي

في قراءة لثورتي أكتوبر 1964، وديسمبر 2018م، طالب أكاديميون وسياسيون بضرورة الاتفاق على ميثاق شرف سياسي بين مكونات المجتمع السوداني للعبور بالفترة الانتقالية إلى بر الأمان بالإضافة للدعم الكامل لحكومة رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك لعدم الوقوع في الأخطاء التي أدت لوأد الديمقراطيات في البلاد وأكدوا خلال حديثهم في برنامج (حوار المستقبل) الذي يقدمه الإعلامي محمد عبد القادر بقناة النيل الأزرق أن طلائع الطلاب قادت الحراك لنجاح ثورة أكتوبر المجيدة معتبرين ثورة ديسمبر امتداداً للرصيد النضالي التراكمى ضد الدكتاتوريات مشيدين بالوعي الجماهيري الذي ابتدع السلمية لاقتلاع نظام الإنقاذ الذي بقي على سدة حكم السودان لثلاثة عقود.

 وقال القيادي بحزب البعث وقوى الحرية والتغيير المهندس عادل خلف الله إن ثورة أكتوبر منعطف ثوري كبير في المحيط الإقليمي للبلاد مبينًا أن ثورة ديسمبر عالجت بعض نواقص أكتوبر على حد وصفه وعزا ذلك إلى ارتباك القوى السياسية واكتنافها الغموض والارتباك بعدم اتخاذ موقف حازم إبان ثورة أكتوبر بخلاف موقف الطلاب الثابت برفضهم للحل العسكري لازمة جنوب السودان حينها والمطالبة بإيقاف الحرب بالإضافة لانتقاد الرق ورفض فرض العروبة والإسلام على شعب جنوب السودان مشيدًا بثورة ديسمبر لطرحها أهمية السلمية.
ويرى عادل أن الأزمة الاقتصادية من الأسباب التي أدت إلى ثورتي أكتوبر وديسمبر مشيرًا إلى أن موقف الأحزاب السياسية والحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني والمهنيين تطور خلال ثورة ديسمبر وقال إن متطلبات الفترة الانتقالية وفقًا للوثيقة الدستورية بناء سلام شامل كامل بالبلاد وتصفية النظام السابق بتاسيس دولة مدنية يتساوى فيها جميع السودانيين.

ثورة طلابية
في ذات السياق وصفت نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي سهير أحمد صلاح ثورة أكتوبر بالطلابية البحتة واستدلت بأحداث طلاب جامعة الخرطوم ورفعهم لمذكرة للرئيس حينها برفض الانقلاب ومطالبة العسكر بالرجوع إلى ثكناتهم .
وترى سهير أن تناقض الأحزاب من أسباب فشل الديمقراطية بالبلاد مطالبة بوضع ميثاق يؤمن على ضرورة مستقبل السودان أولًا مشيرةً إلى أن إقصاء الحزب الشيوعي من أسباب فشل أكتوبر وحذرت من تكرار الأخطاء وإقصاء المؤتمر الوطني مشددة على ضرورة محاسبة المفسدين وعزلهم ومحاربة الفساد بالإضافة إلى إعادة الأموال المنهوبة وزادت إذا أقصينا طرف سنخسر وسنعيد الانقلابات العسكرية.
وطالبت سهير باتفاق القوى السياسية على حد أدنى مشيرة إلى ميثاق الشرف المطروح من قبل تنسيقية قوى الحرية والتغيير ورسمت خريطة لنجاح ثورة ديسمبر تقوم على التوازن مابين الوطني والإقليمي والدولي .
من جانبها قالت رئيس جبهة الاتحاديين الديمقراطية إشراقة سيد محمود إن جوهر ثورة أكتوبر الحراك الطلابي معتبرةً أن من أسباب نجاح ثورة ديسمبر انحياز الجيش لحراك الطلاب والمهنيين واعتبرتها ثورة تراكمية مطلبية بمساندة القوى السياسية منذ انقلاب الإنقاذ وطالبت بعدم تكرار أخطاء ثورة أكتوبر بمحاولة إدعاء الواجهات المهنية بصنع الثورة واحتكار صكوك الوطنية من قبيل التنافس السياسي.

أجندة المعارضة
القيادية بحزب الأمة رباح الصادق المهدي أكدت لدى حديثها بالبرنامج عدم وجود علاقة لحزب الأمة بانقلاب عبود  وأضافت: أظهر رفضه منذُ الوهلة الأولى بتقديم الإمام الصديق مذكرة تطالب الجيش بالعودة إلى الثكنات والدعوة لاستقلالية الجامعات واعتبرته نظاماً قاسياً واستدلت باعتقال السياسيين وتعذيبهم بالإضافة لأحداث المولد عام 1961م وأشارت إلى أن الطلاب كسروا الإضراب وعادوا إلى مقاعد الدراسة في العام الأول لعهد عبود وقالت إن نظام الإنقاذ استمر لثلاثة عقود باستخدام المكر وتبني أجندة المعارضة وتوقيع الاتفاقيات وحملت المؤتمر الوطني مسؤولية وأد الديمقراطيات في البلاد عبر مسمياته المختلفة مشيرةً إلى أنهُ لايزال متمكنًا في مفاصل الدولة السودانية عبر سياسته التي وصفتها بالشيطانية. ودعت إلى ضرورة الاتفاق على دولة ديمقراطية توافقية متوازنة بعدم فرض رؤية فصيل على الآخرين  وحثت رباح دول الخليج  بعدم جر البلاد إلى محاورها داعية المجتمع الدولي لعقد مؤتمر لدعم السودان مشددة على ضرورة تحقيق العدالة الانتقالية لكل المظالم بما فيها أحداث فض اعتصام القيادة العامة.

تناقض مواقف
 الصحفي المعاصر لثورة أكتوبر ومدير تحرير صحيفة سودان فيشن الولا برهي كيداني قال إن زيادة وتيرة الحرب في جنوب السودان كانت سببًا لاندلاع ثورة أكتوبر ضد نظام عبود القمعي مشيرًا إلى تناقض مواقف الأحزاب السياسية التي تذبذبت مع تطور الأحداث إبان الثورة وعزا ذلك لنشأتها غير الديمقراطية واستنادها على الطائفية والعقائدية مبينًا أن نظام الإنقاذ استطاع استنساخ عدة أحزاب من حزب واحد وأضاف: الشباب قادوا ثورة ديسمبر وإذا قادت الثورة الأحزاب السياسية لما نجحت.
وأشاد كيداني بقيادة تجمع المهنيين مشددًا على ضرورة ممارسة الأحزاب للديمقراطية في داخلها واتفاقها على ميثاق شرف.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.