لأجل الكلمة…لينا يعقوب

لقد أبكرت يا أنس

يا الله على هذا الفقد المُفاجئ، الذي يوجع الأحياء ويؤلمهم، لقد أبكرت يا أنس.. لقد أبكرت يا رجل الرجال
وأسرجت المنون بلا سؤال … فأججت الأسى في كل قلب … وجارحة وما أبقيت سالي
خسرنا الحلم والخلق المزكّى … خسرنا هيبة الرجل المثالي … فلم أتوقع المأساة أصلاً
ولا خطرت ولا جالت ببالي … ضياعك يا صديقي كان مرّاً … أضاع النور في حلك الليالي
هو ما قاله الشاعر يا أنس.. فيا لفداحة الخبر الذي وصل إلى قبيلة الصحفيين أمس بأنك فارقت دنياهم الفانية ورحلت عنهم فجأةً بلا وداع..
غادرت بسرعة يا أنس كما أنت، خفيف الظل، أبيض القلب، نزيهاً عفيفاً كما عرفك الناس..
ما وجدنا صحفياً ما تأثر برحيلك أو عدد فضائلك ومآثرك، كنت مع الناس محباً مساعداً لا تعرف في الدنيا سوى الخير..
لقد جلست في وسط دون خصومات أو عداوات، حملت قلباً نظيفاً، فكما أحببت الناس أحبك الجميع.. 
كان أنس صحفياً ومترجماً قديراً ومؤهلاً وخلوقاً، عمل في عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية، وسافر إلى الخارج لمدة عامين، قبل أن يعود إلى وطنه طائعاً مختاراً..
أنس الباسم الوديع، إننا لا نرثيك ولا ننعيك، فأنت بإذن الله تعالى في أعلى الجنان، إنا نحن فخورون بك، بأن أنجبت الصحافة نبيلاً مثلك، لكننا أيضاً مفجوعين برحيلك المُر الذي جاء على حين غفلة، فذكرنا بالموت وكيف أن هذه الدنيا لا تساوي شيئاً..
لقد كنت يا أنس تمارس مهامك، وتقدم مواقفك النبيلة وخدماتك الجليلة دون مقابل، وقد ذكرت لجنة استعادة نقابة الصحافيين أنك كنت تترجم بياناتهم حتى آخر أيامك بدقة متناهية.
يا أنس.. إن كل عبارات الرثاء لن توفيك حقك، بعد أن غادرتنا في حادث سير أليم، لكن يكفيك الدعوات الصادقات التي رفعت إلى الله وهي تبتهل إليه، بأن يشملك بعفوه ورحمته غفرانه، وبأن يجعل مثواك في أعلى الجنان بين الصديقين والشهداء والصالحين وأن يلزم أسرتك وأصدقائك الصبر والسلوان. و(إنا لله وإنا إليه راجعون).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.