الناطق باسم القوات المسلحة عميد عامر محمد الحسن لـ(السوداني): خسائر مشاركتنا في إعادة الشرعية في اليمن قليلة جدًا

حوار: إيمان كمال الدين- تصوير: نزار عباس

حداثٌ كثيرة اكتنفت الساحة السياسية مؤخرًا، بدءاً بالقرارات القاضية بإجراء تغييرات على هيكلة القوات المسلحة التي ألغي بموجبها نظام رئاسة الأركان المشتركة واعتماد العمل بنظام هيئة الأركان، إلى جانب إعلان الحوثيين عن إجمالي خسائر الجيش السوداني منذ بداية حرب اليمن يتجاوز ثمانية آلاف قتيل ومصاب ومفقود، (السوداني) طرحت الأسئلة التالية على الناطق باسم القوات المسلحة العميد ركن عامر محمد الحسن.

أعلن الحوثيون أن إجمالي خسائر الجيش السوداني منذ بداية حرب اليمن يتجاوز ثمانية آلاف قتيل ومصاب ومفقود، ما حجم الخسائر؟
الخسائر لأيّ قوات تخوض حربًا شيء طبيعي وتختلف فقط في نسبة حدوثها فخسائر مشاركتنا في إعادة الشرعية فى اليمن بدون ذكر أرقام قليلة جدًا مقارنة لما حققته قواتنا من مجهود حربي مميز تجاه المهام العملياتية المكلفة بها من قبل التحالف.
* كم يبلغ عدد القتلى والأسرى؟
السؤال عن الشهداء والأسرى والمصابين يندرج ضمن عبارة الخسائر وهذه معلومات غير متاحة للنشر في الوقت الراهن نسبة لاستمرارية العمليات ودخول أيّ قوات للحرب يتعذر أن تعلن عن حقيقة خسائرها بما فيها قوات المدعو الحوثي.
* هل من مساعٍ لإطلاق سراح الأسرى؟
إطلاق سراح الأسرى ترتيبات تُعنى بها القيادة المشتركة للتحالف ومتروكة للموقف العملياتي بصفة عامة.
* هناك فيديو متداول يظهر فيه أسر لقوات سودانية؟
هو عبارة عن حرب نفسية لا تنطلي علينا مقصود بها المجتمع السوداني، وهذا جهل عميق من الحوثيين بطبيعة السودانيين وتاريخهم التليد في الصبر والجلد وفهم مثل هذه المقاطع والتمثيل “الممجوج” الذي يمكن أن تأتيه أيّ قوات تخوض حرباً، فالأفلام التي عُرضت تمثل دعاية كاذبة ومضللة للحوثيين.
* مؤخرًا صدرت قرارات بإجراء تغييرات على هيكلة الجيش، فلماذا؟
القرارات التي صدرت مؤخرًا المقصود بها تسهيل عمل القوات المسلحة وتقليل الظل الإداري وتسيير دولاب العمل، ونظام هيئة الأركان يُسهل جدًا على القوات المسلحة وجُرب من قبل، وهي رغبات لها أمد طويل في القوات المسلحة بعد تجربة تنظيم رئاسة الأركان المشتركة، وهو كتنظيم كان به تطويل لكثير من الإجراءات واتخاذ القرارات.
* على أيّ أساس تم اتخاذ القرار بالعمل بنظام هيئة الأركان؟
القرار أُتخذ بعد دراسات مستفيضة وسمنار امتد لقرابة الأسبوع وكانت الإشادة بهذا النظام والخروج بتوصيات، لذا هو قرار أتى بعد دراسة وتأني.
متى تم التفكير في العودة لنظام هيئة الأركان؟
بعد الثورة، قبل الثورة كان التمسك برئاسة الأركان المشتركة باعتبارها خيار للنظام السابق، أن يكون محتفظًا برئاسة الأركان المشتركة لجهة كثرة الوظائف، إذ كان هناك جانب استرضاء، الجيش بعيد منه.
استرضاء لمن؟
استرضاء بعض القيادات وتوازنات كان يراها النظام السابق.
ما موقف القوات المسلحة؟
نحن كقوات مسلحة احترافية ننظر دائمًا لمصلحة القوات المسلحة بما يُحقق الاحترافية، ونظام هيئة الأركان يحقق ذلك.
ما هي سلبيات نظام هيئة الأركان المشتركة؟
طول إجراءات اتخاذ القرار، وجود منظومات ضمن التنظيم بصورة عامة أغلب مهامهما “فارغة”، ولم تكن تعمل وتؤدي للقوات المسلحة، بل كانت عبارة عن تضخم وتعقيد للإجراءات، أما نظام هيئة الأركان فهو نظام سهل فيه يسر كبير في تمرير المعلومة، والقوات المسلحة لا بد أن تكون في مصاف القوات الأخرى في الإقليم، فلا بد أن يكون جمع المعلومة واتخاذ القرار فيها سريعاً، خاصة فيما يتعلق بمتطلبات العمليات والتدريب.
ما هو التغيير على المستوى التنظيمي في الجيش؟
التغيير حتى الآن تم على المستوى الاستراتيجي، تكوين هيئة الأركان، رئيس الأركان ونوابه، المفتش العام، ثم قادة القوات المختلفة والإدارات، وترتيب المؤسسات والوحدات سيتم فيما بعد.
النظام الجديد هل يسمح بوزير دفاع مدني؟
طبعًا، يجوز بعد الفترة الانتقالية، أو حتى في الفترة الانتقالية، حسب التوافق إذا رأت الجهات السيادية والتنفيذية ذلك، فلا حرج.
الهيكلة هل ستطال الدعم السريع؟
الدعم السريع ليست قوات غريبة عن القوات المسلحة لأيّ متابع ومراقب لشأن القوات المسلحة، الدعم السريع تكون على حجر أساس أسمهُ قوات حرس الحدود، وهي قوات عريقة في القوات المسلحة وكانت جزءاً من تنظيمها، وطبيعتها كانت خاصة، ينظمها قانون القوات المسلحة، وبنفس القدر الآن هذه القوات تم ترفيعها، وبقوة تنظيمها تؤدي أدواراً أكبر لمصلحة القوات المسلحة، تمت ترقية حرس الحدود للدعم السريع، وهي قوة ضاربة أكدت وجودها في الفترة السابقة مؤديةً دورًا كبيرًا أثناء تحول البلاد من الحكم السابق لعهد الثورة، وهذا الأداء ما زال مستمرًا وانجازاته واضحة، أما تبعيتها، فهي تبعية واضحة ومنظمة بقانون القوات المسلحة وتتبع للقائد العام، وما زالت تعمل حسب خطط ولوائح القوات المسلحة وليس كما يقال إنها قوات مستقلة لوحدها ويحاول البعض أن يصور أنها بمعزل عن القوات المسلحة.
وفيما يتعلق بالهيكلة؟
هي الآن إحدى القوات التابعة للقائد العام، عندما يرى القائد العام ـ تنظيمها من جديد هو أمر متروك لتقديرات القادة.
يُنظر لقوات الدعم السريع أنها قوة موازية داخل الجيش؟
المقارنات في حد ذاتها ليست مطلوبة هي جزء من القوات المسلحة، وتسليحها وتدريبها تم بإرادة القوات المسلحة وفقًاً لآلياتها في التسليح والتنظيم وتدريبها تم في كل المعاهد والكليات العسكرية المعروفة ومسألة المقارنة أقوى في العتاد والإمكانات هو أمر غير وارد، القوات المسلحة لا تعلمون أين مكامن قوتها، نحن لم نظهر بعتادنا.
كيف تنظر لدور قوات الدعم السريع؟
قوات الدعم السريع عملت خلال الفترة السابقة ضمن منظومة عمليات الأمن الداخلي وظهر للشعب باعتبار أنها القوة الأعظم والأقوى وهذا فخر بالنسبة لنا، الدعم السريع قوة ضاربة قوية واستطاعت أن تنجز في مناطق العمليات وأن تغلق الجبهة الداخلية، لكن إمكانات القوات المسلحة أكبر من ذلك بكثير.
بمعنى؟
إذا أجرينا مقارنة بسيطة إمكانات القوات المسلحة أكبر مما ترون، والدليل البسيط هو عظم انتشارها في السودان، والقوات الاحتياطية الموجودة تمتلك عدداً كبيراً من الألوية.
الحديث ليس في إطار المقارنة بل في تمدد وسيطرة الدعم السريع على الجيش؟
هذا غير وارد وننفيه جملةً وتفصيلاً وأيّ إدعاء من هذا الحديث نعتبرهُ وقيعة بين القوات المسلحة والدعم السريع، ونؤكد أن الدعم السريع جزء من آليات القوات المسلحة، ولو كانت القوات المسلحة ستفقد السيطرة لكانت فقدتها خلال فترة التحول التي كان فيها اختبار كبير للقوات المسلحة، هذه النظرة والمقارنة للدعم السريع خاطئة.
كيف هي العلاقة بين القوات النظامية والمؤسسة العسكرية؟
التعاون والتنسيق كبير جداً وفقًا للآليات التي تجمع هذه القيادات، القوات المسلحة لديها دور فيما يلي القوات الأخرى يتمثل في الدعم عندما يُطلب منها التدخل، فالجبهة الداخلية معنية بها الشرطة، والمخابرات ومسؤولة مسؤولية كاملة عنها، نحن كقوات مسلحة مهامنا الأساسية تأمين الحدود وأن لا يؤتى السودان من أيّ قوة مسلحة داخلية أو خارجية، هذا هو الهم الرئيسي للقوات المسلحة، والتنسيق مع القوات المسلحة حتى في الحدود حسب طبيعة المهام، أما المهام التي تجمعنا مع القوات بصورة أكبر، بالتاكيد هي محاربة الإرهاب، تهريب البشر، والتهريب بشكل عام لدول الجوار، فهناك سلع كبيرة تهرب عبر الثغرات في منافذ الحدود، وتعمل القوات المسلحة بما فيها الدعم السريع على مكافحة هذه الظواهر.
كيف هو الوضع الأمني بالبلاد؟
الوضع مستتب، الحدود والجبهات آمنة خاصة بعد بدء المحادثات الأخيرة وتجديد القوات المسلحة لإيقاف إطلاق الناروفقًا لقرار القائد العام، خلال الفترة السابق كانت هناك انتهاكات لإيقاف إطلاق النار في بعض المناطق في جبل مرة وندعو حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد بالرضوخ للسلام ما أمكن وأبسط الأشياء أن تحقق رغبة الشعب السوداني بتحقيق الأمن واحترام إيقاف إطلاق النار.
ما هي مهددات الاستقرار؟
أكبر مهدد هو عدم الوصول لسلام مع الحركات المسلحة، فكل ما خطط لما بعد الثورة من قبل الجهات التنفيذية والسيادية ينبني على السلام، فمسألة الوصول لسلام هو هدف استراتيجي، وهو الضامن الأساسي.
وفيما يتعلق بحدود السودان مع دول الجوار؟
هناك قوات مشتركة تعمل مع بعضها، قوات مشتركة مع تشاد، إفريقيا الوسطى، القوات المشتركة الليبية وكان لها دور كبير إلا أن الأوضاع في ليبيا أثرت على أدائها، نتمنى بعد الزيارات الأخيرة لمسؤولين من ليبيا أن تعود لسابق عهدها، أما حدودنا مع مصر هناك نقاط متقابلة تحرس الحدود، وهناك عمل للارتقاء لمستوى قوات مشتركة، المباحثات مستمرة في هذا الشأن، وكذلك مع إثيوبيا إذ هناك قلق من حركة الرعاة والزراع في هذه المنطقة، أما جنوب السودان فالإجراءات والتنسيق مستمر.
إن كان الوضع مستتب كما أسلفت ما الذي يبرر تجديد حالة الطوارئ؟
تجديد حالة الطوارئ شأن سيادي، يطرح السؤال فيه لأصحاب الشأن، لكن حالة الطوارئ قد تساعد الآن على فرض السيطرة على الجبهة الداخلية باعتبار أن بعض المناطق تشهد انفلاتاً خاصاً بإجرام وليس عمليات منظمة لحركات مسلحة، كتهريب البشر، وحتى تحسم بالكلية قد تحتاج فعلاً لقانون الطوارئ، تقديرات فرض حالة الطوارئ خاصة بالجهات السيادية.
ما صحة بدء سحب القوات السودانية من اليمن؟
الأقاويل كثيرة، وهذا شأن عسكري، حركة القوات وبقائها منشأهُ من تقديرات القادة في الميدان ومن توجيهات القيادات في كل البلدان التي ما زالت تمارس دورها ضمن إعادة الشرعية في اليمن هذا اتفاق وبروتوكول انعقد بين جهات سيادية في الدول وتنفيذه أوكل للجهات العسكرية، تقديرات سحب القوات السودانية من اليمن أو البقاء أو الدعم والتعزيز مسألة مستمرة حسب وضعية الجبهات وليس غريباً أن يكون هناك انسحاب أو تعزيز قوات.
هناك حديث عن البدء بسحب عشرة آلاف دون تعزيزها بأخرى؟
ليس بهذا الحجم، يمكن أن أسحب عدداً كبيراً جدًا من أيّ جبهة، لكن هناك تهويلاً للمعلومة، قد يكون هناك انسحاب، لكن اسحب وأعزز في جهات معينة، أيّ إعادة تموضع للقوات، هذه من ضمن الخطط العسكرية غير المصرح بالحديث عنها، وقد تأثر في الموقف الميداني، ونحن لا نلجأ للتصريح في مثل هذه المسائل التي تعتبر من القضايا المهمة.
هل رصدتم أيّ دخول لجماعات كبوكو حرام؟
لم ترد لنا معلومة بهذا الشأن عن وجود جماعة بوكو حرام، وحسب علمي هناك تعاون كبير بين الأجهزة الأمنية لمعرفة صحة المعلومة، ونعد الرأي العام متى ما اتضحت المعلومة أنها ستكون متاحة.
هل يواجه السودان خطر التنظيمات الإرهابية؟
بالتأكيد، طالما لديها وجود في الإقليم وهي حركات تتعامل بنظام الخلايا، السودان قد يكون مستهدفاً، فهذه الحركات لها تصنيفاتها لمواقف الدول وقد نكون أحد مواطن العداء بالنسبة لها، وقد تحدثنا عن إحكام مراقبة الحدود ودخولها خطر جدًا لشعب متسامح لا علاقة له بالعمل الإرهابي.
الحاج وراق تحدث عن فرص وقوع انقلابين؟
يسأل الحاج وراق، ليس لدينا علم بذلك.
ألم ترصدوا أيّ تحركات؟
أبدًا.
ما هو وضع الإسلاميين داخل الجيش؟
لا توجد لدينا تصنيفات الآن في القوات المسلحة، فهي قوات قومية موحدة تعمل لبناء الوطن وتأمينه، أّي انتماءات سياسية غير مرغوب فيها في القوات المسلحة، نتعامل معها بالحسم اللازم، الفرد لا بد أن يكون متحللاً من أيّ انحيازات سياسية، إثنيات، حزبيات أو نشاط مدني يخرج من إطار القوات المسلحة وقوانينها وعملها، القوات المسلحة مبرأة من الانتماءات هي للشعب السوداني وحمايته.
فض اعتصام القيادة العامة خلق صورة سالبة عن القوات المسلحة؟
أيّ انسان يفهم أداء الجيش ومساراته ومهامه وكان من المراقبين غير المتحيزين يفهم أن الدعاية والإشاعة باتهام الجيش بالفض عارٍ من الصحة ولو كانت القوات المسلحة تقف موقفاً سلبياً لما بقي المعتصمون كل ذاك الوقت في أسوارها أمناء فالجيش ليس من شيمه الضيق من شعبه وقد أوضحت الجهات المختصة حقيقة فض الاعتصام في بيان المجلس العسكري الانتقالي السابق بعد انتهاء التحقيق  الذي أجري حينها ومؤخراً أصدر مجلس الوزراء لجنة تحقيق في الأمر من جديد فلا نسبق نتائجها ولننتظر وسوف تتضح الأمور.
ما هي نتائج التحقيق مع المتهمين في المحاولة الانقلابية؟
المحاكمات ما زالت جارية سُتعلن في حينها، فأيّ حديث الآن يأثر على سير العدالة.
كيف تضررت القوات المسلحة من النظام السابق؟
ما يلي جانب الفرد والمعدات والتطوير بصورة عامة في القوات المسلحة هذه المسائل كان فيها تردٍ.
التردي على أيّ مستوى؟
على صعيد الفرد ومعينات العمل، لم تكن بالمستوى المطلوب، وعلى صعيد الدخل الشخصي للفرد فما يناله نهاية كل شهر لا يفي الوضع المعيشي، فالفرد في القوات المسلحة ينبغي أن لا يكلف بدور إضافي لتحسين وضعه المعيشي، وأن يكون متفرغًا لمهامه.
كيف كانت العلاقة بين القوات المسلحة والنظام السابق؟
المؤسسة العسكرية العلاقة بينها وبين أيّ نظام أيًّا كان حتى النظام القائم الآن تحدده القوانين والدساتير القائمة، دستور البلاد بالإضافة للقوانين، وقانون القوات المسلحة يحدد العلاقة بيننا وبين الجانب السياسي سواء كان سيادياً أو تنفيذياً، عبر وزير الدفاع، وفيما يلي المسائل الاحترافية يمثلها رئيس الأركان وما دونه من القيادات، أما العلاقة بينها وبين الجانب السياسي التنفيذي تحكمها لوائح قوانين، واحتياجات.
كيف تجري الإصلاحات في المؤسسة العسكرية؟
هناك وعود طيبة، إدخال التقنيات الحديثة في التدريب، العمليات، وأعتقد أن انتعاش البلاد اقتصاديًا سيساعد كثيرًا، أيضًا التبادل المشترك بين الدول الأخرى إضافة حقيقية، وتحسين أوضاع القوات المسلحة، عمومًا نحن موعودون بتطور.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.