لجان المقاومة بالأحياء: محاولات الاختراق.. إلى أين؟

الخرطوم: تسنيم عبد السيد

لجان المقاومة التي كانت بمثابة “كلمة السر” في إسقاط النظام السابق وجذوة الثورة باتت الآن محل استقطاب بين بعض القوى السياسية، التذمر كان قيد المجالس لكنهُ سرعان ما خرج للعلن عبر لقاء لبعض لجان المقاومة بنائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان، ثم ردة فعل تجمع المهنيين حول تعرض لجان المقاومة لمحاولات استدراج وإفساد، تارة بالاستقطاب من قَبل جهات في الحكومة وتارة أخرى ببذل الأموال لهم لإغرائهم.
ذلك الحديث استنكره البعض واعتبره تضخيماً للأحداث، في مقابل كثيرين يرونه واقعاً يحتاج الوقوف عنده بحزم، وما فعله التجمع أنه فقط أزاح الستار وكشف المشهد على حقيقته للجميع، “الـسوداني” بحثت في الأمر مع ذوي الشأن لمعرفة ما يدور داخل تجمعات المقاومة وإمكانية الاختراق وأيّ الأحزاب تحاول استمالة أفراد المقاومة.

كشفت لجان مقاومة الأحياء عن محاولات اختراق من أحزاب داخل قوى الحرية والتغيير لغرض استمالتهم وضمهم لتلك الأحزاب، وقال القيادي بلجان مقاومة أم درمان نادر موتا في حديثه لـ( السوداني) أمس إن محاولات الاستدراج ليست من الدعم السريع وجهاز الأمن فقط، وإنما من أحزاب داخل التحالف، مؤكداً على أنهم يتحدثون معهم دائماً حول ضرورة انتمائهم لأحزاب سياسية، ويلفت موتا إلى أن كل تلك المحاولات لغرض كسب مقاعد أكثر في المجالس التشريعية لصالح تلك الأحزاب، بعد أن تفوقت لجان المقاومة على عضوية الأحزاب بالأحياء والمدن.

ميثاق الحسم
وأكد نادر في حديثه لـ( السوداني) على أن هذه المشكلة تم رفعها إلى تجمع المهنيين في مذكرة رسمية من قبل لجان مقاومة الأحياء، وكان رد التجمع بأنه سيدافع عن اللجان، ويدفع عنهم محاولات الاستقطاب من أحزاب التحالف، وذلك بالتوقيع على ميثاق شرف بين كل مكونات قوى الحرية والتغيير الحزبية وتحذيرهم بعدم التعرض للجان المقاومة أو محاولة استمالتهم. وشدد نادر على قدرتهم على رد كل محاولات التسييس والاختراق، وأكد على أن أفراد المقاومة يدركون المطلوب منهم تماماً ويعلمون أن تبعيتهم لأيّ واجهة حزبية تعني وأد الثورة وإهدار لدماء الشباب الذين بذلوا أرواحهم لأجلها.

الاختراق
يبدو أن تجمع المهنيين السودانيين قد قرر الإعلان رسمياً عما كان يدور الحديث عنه بالغرف المغلقة حول جهات تعمل على استدراج لجان المقاومة ” وقود الثورة”، الأمر بالنسبة للتجمع كان محدداً وقال إن الاستقطاب تم من قَبل رئيس جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول أبوبكر دمبلاب، ونائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان حميدتي، وقال إنهم قاموا بمحاولة اختراق لجان المقاومة في الأحياء ولدى التجمع إثباتاته على ذلك وفقاً لأفراد اللجان أنفسهم.
وشدد القيادي بتجمع المهنيين محمد ناجي الأصم في مؤتمر صحفي ” الإثنين” على أن تجمع المهنيين لديه معلومات برصد تمويل دولي لاختراق وإغراء أعضاء لجان المقاومة مشدداً على أن اللجان لن ترضخ لهذه الإغراءات لأنها مهتمة بمشروع التغيير في السودان، وأضاف بأن التجمع يُحكم التنسيق مع لجان المقاومة في الأحياء ويعرف أفرادها بـ” الاسم”.

قوى الثورة
لجان المقاومة بحسب حديث القيادي بلجنة جنوب الحزام محمد إحيمر لـ( السوداني) تتعرض لضغوط واختراق من ثلاثة اتجاهات أولها بقايا حزب المؤتمر الوطني، وثانيها أحزاب قوى الحرية والتغيير، والثالث جهاز الأمن والدعم السريع، وأكد إحيمر أن لجان المقاومة دورها أكبر من الأحزاب وأنهم يمارسون الرقابة على أداء الحكومة وسط المجتمع لذلك فهم الأقرب للمواطن من رأس الحكومة.
وقطع إحيمر بأن العلاقة بينهم وتجمع المهنيين علاقة تنسيق فقط وأن لجان المقاومة ليست جزءاً من أجسام التجمع، وأكد أن الحكومة وقوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة كلها تمثل قوى الثورة وتلتقي في الأهداف وتتفق في البرامج عبر تنسيق مستمر.
الدعم السريع
وتأتي تصريحات الأصم رداً على بيان من لجان مقاومة الخرطوم التي أعلنت تعرضها للخداع والاستدراج للقاء رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، لكنها فوجئت بعدم وجود حمدوك وأنها استدرجت لمقابلة حميدتي ودمبلاب الأسبوع الماضي في منزل أحد رجال الأعمال.
وكان حميدتي بحسب البيان نقل لأعضاء لجان المقاومة عدم تورط قواته في فض الاعتصام في الثالث من يونيو كما طالب حميدتي لجان المقاومة عدم الاعتراف بقوى التغيير وتجمع المهنيين قائلا للنشطاء من قوى المقاومة إنهما ” سرقا الثورة الشعبية”.

محاولات بائسة
حزب الأمة يُشكل أحد أكبر مكونات التحالف الحاكم الحرية والتغيير، أكد على أنه لا توجد جهة مهما كانت سطوتها وقدرتها تنجح في استقطاب لجان المقاومة واستدراجها، وأرجع الأمين السياسي للحزب محمد المهدي الأسباب إلى أن أفراد المقاومة شباب يتسمون بقدر عالٍ من الوعي اتجاه قضيتهم، وأضاف في حديثه لـ( السوداني) أنهم قدموا رفاقهم شهداء في سبيل التغيير وعازمون على المسير في ذات الدرب مشدداً على أنهم لن يخونوا تلك الدماء مهما كانت المغريات.

وقود الثورة
وفيما يتعلق بمبررات الجهات التي تحاول الاستقطاب يؤكد حزب الأمة على أنها محاولات بائسة لن تجدي نفعاً، وأكد القيادي بالحزب محمد المهدي أن تلك الجهات من حقها أن تفعل ذلك وتحاول استمالة من يرون فيه النفع والنصر، لكن يبقى الحسم والرد لأفراد المقاومة أنفسهم، وقطع المهدي بأن لجان المقاومة ستبقى وقوداً للثورة لن ينطفئ، وتمارس دورها الرقابي في الحفاظ على مكتسبات الثورة وإيصالها إلى نهاياتها.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.