إليكم …………… الطاهر ساتي

(تشرفت)
:: عقب اللقاء بوفدهن، كتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك – في صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي – بالنص: تشرفت بلقاء وفد من الاتحاد التعاوني النسوي، برئاسة واحدة من أكثر النساء السودانيات شجاعة، السيدة/عوضية محمود كوكو، لقد ناقشنا المشكلات التي تواجه بائعات الشاي والأطعمة، واستمعت إلى مخاوفهن، وأكدت عزم الحكومة الانتقالية على تحسين حياة العاملات، وتزويدهن بالدعم المناسب، ليعشن حياة كريمة، حيث يسهل عليهن تلقي التعليم والرعاية الصحية وتحسين بيئة العمل ..!!
:: شكراً لرئيس الوزراء، لقد أحسن عملاً بهذا اللقاء.. فمن تشرف بلقائهن رئيس الوزراء ما هن إلا بعض سبايا محليات النظام المخلوع.. فالشاهد، طوال عقود النظام المخلوع، بائعة الشاي والطعام لم تكن في أمان، بل كانت تتعرض للابتزاز وتقاوم المخاطر وتكظم الأحزان.. فالسواد الأعظم من المجتمع السوداني لا يحمل لهن غير (التقدير) و(العطف).. ولكن، سلطات النظام المخلوع، بقوانينها الولائية والمحلية، ظلت ترهق هذه الفئات لحد (الاسترقاق).
:: نعم، بائعة الشاي كانت – في نظر السلطات – إما متهمة حتى تُثبت براءتها أو سبية حتى تدفع الجزية للمحليات.. ومن منا لم يشاهد المشاهد المحزنة؟.. يأتيها موظف المحلية متأبطا شرطياً يفرغ فيها كل طاقاته ومهاراته وخبراته العسكرية، لأن جريمتها الوحيدة هي فقط أنها تريد أن (تعيش بالحلال).. يطاردها ويصادر عدتها بحجة (تنظيم المدينة)، وهي كلمة حق مراد بها (تغريم المسكينة)، وتحقيق الربط المقدر لخزانة المحلية.. لم يكن تنظيماً تلك المطاردة، بل كانوا يكشفون حال النساء ليستروا – بالمقابل – حال الخزائن ..!!
:: ولم يكن تنظيماً للمدينة أن يحطم موظف المحلية وعسسها (كبابيها) ويصادر (صوانيها) مع أول الصباح، ثم يُعيدونها قبل الضحى مقابل (دفع الغرامة).. هكذا كان حال سبايا النظام المخلوع.. ما هكذا تنظم السلطات والقوانين المدائن والمجتمعات بحيث يسود الأمان والاستقرار.. فما يحدث لهن لم يكن (تنظيماً)، بل كانت آلية (جباية)، لتحقيق (الربط المقدر).. فالربط المقدر لم يكن يتحقق – لخزائن الكسالى – إلا بمطاردة إماء الله اللائي خرجن من بيوتهن ليكسبن حلالاً..!!
:: ومن يتشرف بهن رئيس الوزراء اليوم هن من كان يصفهن البعض – في وسائل الإعلام – بأنهن يُقبّحن وجه العاصمة الحضارية بمنظرهن (غير اللائق)، وكأن اللائق هو حبسهن لحين الموت جوعاً.. ويتهمهن البعض بترويج المخدرات والرذيلة، وكأن الرذيلة تُمارَس تحت سمع وبصر الناس في الشوارع، وليست في البنايات الفارهة وبالأحياء المسماة بالراقية.. أو كأن بائعات الشاي هن من يستوردن المخدرات بالحاويات عبر ميناء بورتسودان، ثم يهربن من العدالة ..!!
:: هكذا كان يحاكم البعض الساذج بائعات الشاي بعاصمة مسماة – شعاراً – بالحضارية، وكأن الحضارة هي أن يتم دفن آبار العامة المعطلة تحت قصور الفئة المشيدة بالحرام .. وبالأحكام الظنية – الجائرة – اضطهدوا نساءً رمتهن ظروف الحرب والنزوح وقسوة الحياة في قارعة الطريق ليبحثن عن العيش الكريم والرزق الحلال.. فالمجتمعات تكون أكثر استقراراً وازدهاراً وأماناً عندما تكون النساء في أمان، فلنجتهد – حكومة وشعباً – في توفير الأمان للمرأة العاملة ..!!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.