تهديد وابتزاز.. صور الفتيات الخاصة بمواقع التواصل!!

الخرطوم: محاسن أحمد عبد الله

حذّر عدد كبير من الشباب “مُرتادي” مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، الفتيات اللائي يقمن بنشر صورهن الخاصة على “فيسبوك” أو قروبات “واتساب” بعدم نشرها حتى لا يتعرّضن للمُعاكسات والابتزاز من ذوي ضعاف النفوس من الشباب الذين يقومون بسحب تلك الصور واستخدامها استخداماً سيئاً، خاصّةً الصور التي يتم تبادُلها مع أشخاصٍ غير موثوق فيهم ليستخدمونها كورقة ضغط على صاحبة الصور.
(1)
أوضح البعض منهم أنّهم كشباب مُرتادين ومتابعين لتلك المواقع، يشاهدون كثيراً من صور الفتيات غير اللائق نشرها في مواقع التواصُل والتي غالباً ما تكون لفتياتٍ حاسرات الرأس وداخل غُرفهن الخَاصّة، وأُخريات يستعرضن أجسادهن بطريقة أشبه بالإغراء، وصُور بعضهن في مُناسبات أسريةٍ مُختلفةٍ.
حول الموضوع كشفت فتيات تعرّضن لمثل تلك المشاكل والمواقف، عن مدى الضرر الذي حاق بهن بسبب نشرهن لصورهن الخاصة، ليصل الأمر للتدخل الأسري.
من بين المتضرِّرات الشاعرة (ت. ك) تحدثت لـ(كوكتيل) قائلة: (ربطتني علاقة عاطفية مع شخصٍ يعمل بإحدى الدول الأوروبية لم نتعارف إلا عبر “فيسبوك” وتطوّرت لمرحلة الخطوبة، ولثقتي الكبيرة به بعثت له بعددٍ من صُوري الخاصّة التي ألحّ عليها بشدة، بحجّة أنه يُريد أن يتبيّن ملامحي أكثر وأنا داخل المنزل أو في غُرفتي الخاصّة، لافتةً: (بالفعل نفّذت ما طلب مني، فكانت الطامة الكبرى عندما انقطعت علاقتي به نهائياً، أصبح يُهدِّدني بنشر صُوري الخَاصّة التي أرسلتها له إن لم أعد علاقتي به، وبالفعل نَفّذ تهديده بنشر بعض الصور لأصدقائي ومَعارفي، الأمر الذي أدخلني في إحراجٍ شديدٍ ومُشكلة كبيرة كادت أن تؤدي بنا إلى القضاء لولا تدخُّل عددٍ من أصدقائه).
(2)
فيما كان وقع الضرر الأكبر على إعلاميةٍ معروفةٍ تعمل بإحدى الإذاعات، وذلك بعد تداوُل صورها الخاصة مع إحدى زميلاتها عبر “واتساب”، لتقوم بتسربيها لصديقةٍ أُخرى مُقرّبة منها، والصديقة الأخرى ترسلها إلى شخصٍ ذات صلة بها، ليقوم الأخير بنشرها بالصدفة في قُروب يتواجد فيه شقيق الإعلامية، لتشتعل بعدها نيران الغضب بينهما عبر الإساءات والألفاظ النابية!
من جانبها، واصلت الإعلامية قَائلةً: (بعد وصول الصور لشقيقي عبر قروب يجمعه بأصدقائه، أول ما قام به هو تهديد الشخص الذي قام بإرسال الصور للقروب بالقتل، ثم قام بعدها بمنعني من العمل والوصول إلى صديقاتي بالقروب، وبث سموم غضبه فيهم، وتطوّر الأمر للضرب بينه والشخص المعني لتتدخّل الشرطة ويتم تحويلهما الى القضاء، واستمرت المُشكلة في ردهات المَحاكم قرابة العام، ليتدخّل بعدها الأجاويد لحلها، ومنذ ذلك الوقت وعيت الدرس تماماً بعدم إرسال صوري لأيِّ شخصٍ مهما توطّدت علاقتي به)!
(3)
الطالبة دعاء والمهندسة ريحانة تعرّضتا لعملية ابتزاز من قِبل مجموعة عندما قامتا بنشر صورهما أثناء حفل زفاف خاص بالأسرة على “فيسبوك” وهُما يرتديان ملابس عارية، ليتم اقتصاص صورهما وتداولها على أوسع نطاقٍ من قبل بعض الأشخاص قبل أن يقوما بحذفها، وهو الأمر الذي أحدث مُشكلة كبيرةً بين الأهل عندما بدأ أولئك الشباب بالتواصل معهما في الخاص وابتزازهما بمبالغ مالية بحذفها وعدم نشرها نهائياً، وأدّى ذلك الى تدخل الأهل والأصدقاء الذين رموا باللائمة على الفتاتين، وتم الاتصال بنيابة المعلوماتية التي لاحقت الشباب ومُثولهم للقضاء ثم مُعاقبتهم ولكن بعد شعور الفتاتين بالندم الشديد!
(4)
من جانبهم، أكّد أطباء علم النفس أنّ خُطُورة وسائل التواصُل الاجتماعي تتمثل في التفكُّك الأسري والعائلي بتباعدها وتشتتها داخل البيت الواحد، وأن أغلب الذين يقومون بسحب صور الفتيات وابتزازهن، يُعانون من خلل نفسي سببه الرئيسي التربية غير السليمة وغياب الرقابة، إذ لم يعد أفراد الأسرة الواحدة ينعمون بتلك الاجتماعات المطولة وما يتخلّلها من تبادُل الآراء والتشاوُر ممّا أسهم في أن يتدني أخلاق البعض لتكون سيئة لعدم التواجُد مع من ينبِّههم عند وقوع الخطأ حتى لا يتمادون فيه، بجانب تراجع وتدني مُستوى التحصيل والتخلي عن المُطالعة لدى البعض وتجاهُل قيمة الكتب والاكتفاء بالتطفل والتصفح على الصور والفيديوهات الإباحية، مُوضِّحين (أنّ لجوء بعضهم على إدمان مُشاهدة المواقع الإباحية أثّر على القيم والأخلاق وتسبّب في تزايُد الصراعات بين الأشخاص وانتشار أفكار جديدة، من بينها اقتناص الفرص ممن يقمن بنشر الفيديوهات والصور إن كانت بصورة عفوية أو مُتعمِّدة وعرض البعض لأجسادهن مثل “الموديل”، وغالباً من يقمن بمثل هذه التصرُّفات فتيات يردن لفت الأنظار إليهن وحصد عدد كبير من الإعجابات لنقص يُعانين منه، مُطالبين الأُسر بالانتباه والمُراقبة قبل استفحال المُشكلة وفوات الأوان).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.