امرأة بلا قيود محاسن أحمد عبد الله

النظام العام سيئ السمعة

شارك الخبر

مَا زال الغُبن والحُزن يَسكن في مَفاصل جَسدهما، وما زالت المَغصة تعترض حلقيهما، وما زالت نظرات الاتّهام والشماتة تُلاحقهما، وما زالت سيرتهما على الألسن سيئة دُون وجه حقٍ، لم يكن حُزنهما ووجعهما خَوفاً من كلام ونَظرات الناس، لأنّ من كُن يعلمن أنّهما أكثر تأدُّباً وتربية، إلا أنّ وجعهما كان من الأيدي التي ألقت القبض عليهما من الشارع العام في وضح النهار، كان حُزنهما الأعمق من العسكري الذي أخذ هاتفيهما بالقوة (رجالة) وعبث بهما بعد أن أعطى لنفسه الحق بالتنقل في أستديو الصور والرسائل كيفما يشاء كأنّه ملكه الخاص، كان وجعهما الأكبر من المواد التي أُلصقت لهما (عمداً) مع سبق الإصرار والترصُّد وشعورهما بالمأساة من القانون الأكثر سُوءاً الذي حَاكمهما بموادٍ لا علاقة لها بكرامة وحُرية الإنسان تحت مُسمّى (زَي فاضح) من قانون النظام العام، كانت مَغصتهما وهُما يشاهدان من حولهما في الشارع ولا يحرِّكان ساكناً بعد أن تمّ إمساكهما بصُورة فيها الكثير من الإهانة و(المُرمغة) للسمعة وكأنّهما أتيا بفعلٍ فاحشٍ أو قتلا نفساً أو عاثا في الأرض فساداً!
مَضت السنوات وما زال ذلك المشهد مَحفوراً في ذاكرة الشقيقتين اللتين تعرّضتا للعُنف والمُحاكمة والضرب بسبب الزي العادي الذي كانا يرتديانه وذلك عندما قابلهما ذلك العسكري الحاقد الذي غازلهما وهُما في الشارع العام، فردتا عليه بكلمة (احترم نفسك) لتقوم الدنيا ولم تقعد، وذلك بعد شعوره للاستفزاز ورداً لكرامته المزعومة والتي تتمثل في تصفية الحسابات ليقتادهما إلى القسم بحجة أنّ زيّهما ضيِّق ومحذق ولا يُليق بالشارع العام ويخدش الحياء كما يعتقد هو!
انتهت سنوات الظلم والقهر بذهاب حكم الكيزان وانقلب السحر على الساحر بعد أن تم إلغاء ذلك القانون الجائر إلى غير رجعة، حتى يعلم من وضعوه أنّ حرية الإنسان وسلوكه الشخصي الدينمو المُحرِّك فيه هو الشخص نفسه، وليس هناك شخص رقيب على سلوك وتصرفات الغير ما لم يضبطها الشخص نفسه والرقيب هو الله تعالى.
القانون السيئ السُّمعة لم يُلاحق زوجات وأبناء المسؤولين الذين ارتدوا الضيق والمحذق و(المُلصق) في وضح النهار، ولم (يتلب) أو يقفز عسكري بحَائط مَنزل أو اِقتحام شقة يُوجد بداخلها شخصية نافذة وفتاة وهُم يُمارسـون الرذيلة.
قَانون أساء لسُمعة للكثيرين تحت مُسمّاة القَذر (النظام العام)، وبسببه تَعرّضت كَثير من الفتيات للضُّغوط من الأُسر وبسببه تفككت أُسر وسادت روح الغُبن فيها.
الذي ينظر إلى الشارع العام مُنذ العام 89 وحتى الآن هل تغيّر المشهد فيه بما يُسمى بقانون النظام العام؟ لا، لم يتغيّر لأنّ ضبط السلوك شأنٌ شخصيٌّ ما لم يتعدَ الشخص على الآخرين أو الإضرار بهم.
نتمنّى في عهد التغيير هذا أن تُعالج كثير من القوانين السيئة التي تمّ وضعها وفق المزاج أو الانتقام.
بدون قيد
أخلاقك في تعامُلك.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.