بدون ألوان/ حمدي صلاح الدين

(من يمهد للديمقراطية المرتقبة؟)

شارك الخبر

يقول بعض خبراء العلوم السياسية ان الممارسة الديمقراطية تحتاج أرضية لتجعل منها (ديمقراطية ناجحة). عدة عناصر يمكن أن تنتج تجربة ديمقراطية ناجحة وأولى تلك العناصر ان تتوفر (نسبة تعليم عالية) ذلك لان الديمقراطية ممارسة شعبية في الأساس فنسبة
التعليم مهمة جدا لأنها الطريق الى إنجاح تلكم الممارسة.
فعملية مقدرة الفرد على (تلقي المعلومة، تقييم المعلومة واتخاذ قرار سليم بشأن المعلومة) عملية مهمة جدا.
العنصر الثاني هو (نسبة وعي عالي) والوعي مربوط بعمليات كثيرة أساسها التعليم وفي ظل ثورة المعلومات
تصبح عملية نشر الوعي عملية يسيرة وسهلة جدا.
العنصر الثالث (دخل فرد متوسط الى عالي) فالاقتصاد مهم جدا في إنجاح التجارب الديمقراطية لسببين الأول:
الفقر يحصر تفكير المجتمع في توفير المعاش اليومي، والسبب الثاني ان الفقر مدخل لعمليات فساد تصاحب العمليات الانتخابية في كل أنحاء العالم.
اذا قارنا العناصر الثلاثة هذه مع الحالة السودانية نأخذ
العنصر الأول (نسبة التعليم) سنجد أن هناك إحصاءات تفيد بوجود حوالى 9 ملايين أمي في السودان، وهو رقم
كبير يجب أن يتم خفضه خلال العام الأول من الفترة الانتقالية حتى تستثمر العامين الثاني والثالث في رفع الوعي
عند هذه الفئة بعد محو أميتها.
العنصر الثاني (نسبة وعي عالية) نجد في السودان إحصاءات دولة تفيد بوجود 13 مليون مستخدم للانترنت في السودان. هذا يعني أن أكثر من 20 مليون خارج مظلة الانترنت بالتالي هذه الفئة خارج منظومات عمليات توعية
كبيرة جدا. ونحتاج أن تكون هذه الفئة داخل مظلة الانترنت قبل انتهاء العام الأول من الفترة الانتقالية حتى
نستفيد من العامين الثاني والثالث في نشر الوعي داخلها.
العنصر الثالث (دخل فرد متوسط الى مرتفع) وحديث وزير المالية الأسبوع الماضي يشير الى وجود 65٪ من
السودانيين تحت خط الفقر وهو رقم كبير جدا يجب أن تعمل الدولة على خفضه وبسرعة كبيرة لنقطف ثمار الثورة ولننتج تجربة ديمقراطية ناجحة
نحتاج جميعأ الى جهد اجتماعي موازٍ للجهد السياسي المبذول لننتقل من خانة (المتفرج) الى خانة (المشارك في
صناعة الفعل). هذا العمل يحتاج جهد المجتمع ومنظمات المجتمع المدني والدولة معاً.
لجان الأحياء تم تسجيل أغلبها بحسب قرار الوزير قبل أسابيع وهي قوة في الأحياء تحتاج مرشدا ودليلا لتوظيف
قوتها وطاقتها .
على قوى إعلان الحرية والتغيير وتجمع المهنيين السودانيين توظيف طاقات شباب لجان الأحياء لتعمل ببرنامج موحد في كل السودان بسقوفات زمنية ويشمل البرنامج :
1/ الحصر.
2/ محو الأمية الكتابية عبر برنامج موحد لكل السودان.
3/ محو الأمية التقنية عبر برنامج موحد.
على ان تقوم لجان الأحياء بتنفيذ هذه البرامج في الدور المجتمعية (مساجد، أندية، مراكز شباب، كنائس). و ثمرة
هذه البرامج إزالة الأمية عن 9 ملايين أمي في السودان وإدخال 21 مليون سوداني داخل مظلة الانترنت.
نحتاج من مجلس الوزراء الاهتمام أكثر بهذه القضايا والتقدم خطوة الى الأمام بإجراءات مثل:
1/ العمل على خفض خط الفقر الى أدنى مستوى الآن (65٪) حسب تصريح وزير المالية.
2/ فتح الوثيقة الدستورية وإنشاء وزارة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فهي وزارة مهمة جدا في الفترة الانتقالية.
3/ إلزام المشغلين الثلاثة (زين، سوداني، إم تي ان) بزيادة سرعة الانترنت وتوسيع مظلة مستخدمي الانترنت.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.