اقاصي الدنيا ||محمد محمد خير

الشفيع خضر الذي أعرفه

شارك الخبر

يسود انطباع قوي بأن الدكتور الشفيع خضر هو المرشد العام لحكومة الثورة التي تحكم الآن بيد انها لا تتحكم، فالحكومات اذا لم تحكم وثاقها تصبح عرضة للرياح .
عرفت الشفيع في سجن كوبر عام 83 بعد أن امضي اربع سنوات في سجن شالا واذكر أن المعتقلين استقبلوه بنشيد :
ودانا لي شالا
شالا نحنا ما رجالا
نحن البلد خيرا
ومستقبل اجيالا
وكان الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي نافذا في ذلك الاوان وكذلك اتحادات العمال القوية وتنظيمات الشبيبة وأشعار توفيق زياد واصداء ناظم حكمت وتسيد مسرح بروتولد بريخت واليمن الجنوبي ومنغستو وأحجية (عنبر جودة) وطريق التطور الاشتراكي واضح المعالم وكاسترو واوغستينو نيتو وبروق الواقعية الاشتراكية التي طال نقدها حتى الطيب صالح عرفته في ذلك الاوان قبل البروسترويكا والانهيار الهائل والسند الاممي لكافة الاحزاب الشيوعية في العالم الثالث. كان اهم ما يميزه هو الصمت .
اذكر أن بعضا من المعتقلين الذين امضوا سنوات طويلة اصيبوا بالارق وكان الشفيع يمنحهم بعض العقاقير الطبية التي تساعد علي النوم .عرفت منه بعد مضي سنوات طويلة في القاهرة في غداء دبجه لي الراحل التجاني الطيب الذي تربطني به علاقة لا يعرفها الا الله أن تلك العقاقير لم تكن سوى (سلفا) .
ارى أن الشفيع يقود الآن تيارا تجولت عيناه كثيرا في الزمن مرفود بمواعظ تتجلى للمرة الاولى في سبيل أن نرى سودانا نتنماه فقد دللت كل محطات الانعطافات الحادة أن الدورات الخبيثة تتولد من خلافات الايديلوجيا وشهواتها المدمرة وخطابها الهتافي الحاد ونحن الآن في قلبها النابض بكل ذلك التشاحن والتباغض الذي سيقضي على كل شيء ويجعل كل نهر النيل ملء الزجاجة.!!
سبق لدكتور الشفيع اطفاء نار كادت أن تقضي على المعارضة في الخارج بسبب تمسك الحزب الشيوعي باقصاء مبارك المهدي قبيل مؤتمر اسمرا وكنت انا صدى لتلك الدعوة فنثرت المقالات وصممت النكات حتي كدت أن اصبح مركزا وليس صدى لكن الحزب الشيوعي وعلى لسان الشفيع خضر رشح مبارك المهدي امينا عاما للتجمع فكانت تلك الوحدة التي انجحت في اسمرا مؤتمر القضايا المصيرية وجعل الحركة الشعبية في حلف مع الاحزاب الشمالية لاول مرة في تاريخ العمل السياسي المشترك .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.