الشربكا يحلها || أحمد دندش

ستموت في (ملتقى النيلين).!

شارك الخبر

مبدئيا، دعونا نمنح فيلم (ستموت في العشرين) حقه ومستحقه كمنتوج إبداعي سينمائي (سوداني خالص) استطاع ان يفرض نفسه ويحصد الجوائز العالمية، لكننا بالمقابل، سنقتطع من ذات الإشادة اعلاه جزئية معينة ((هتكتمع))؟؟ الاسف نسيج النجاح اعلاه، وهذه الجزئية التي اعنيها تتمثل في عبارة (منتوج سوداني خالص)، فنحن يجب ان نتفق ان اي منتوج سوداني خالص لا بد ان يخضع للعديد من الفلاتر المجتمعية الصارمة، والتي تعتبر من صميم اساسيات مجتمعنا السوداني، بحيث لا يمكن تجاوزها او القفز فوق اسوارها حتى ب(زانة النجاح المزعوم) .
المشهد الذي تسرب من الفيلم والذي يظهر بطل الفيلم (مزمل) وهو يخلع سرواله تاكيدا على (رجولته)، هو مشهد لا يشبه باي حال من الاحوال قوالب إبداعنا السوداني في اي مجال سواء الغناء او التمثيل او الشعر او حتى (الفكاهة)، فالبعض يتلفت يمنه ويسرى قبل ان يروي لاصدقائه (طرفة جنسية)، فما بالكم بمشهد جنسي كامل داخل فيلم يتم عرضه في صالات السينما..؟
الامر الآخر الذي ادهشني واصابني بالحيرة هو (قوة عين) عدد من افراد اسرة الفيلم، سواء البطل او المخرج او حتى حمور زيادة صاحب قصة الفيلم الاساسية، فاولئك جميعهم اتفقوا على ان لا شيء معيب في الامر، مطالبين المجتمع بالابتعاد عن (العُقد) واستقبال ذلك المشهد بالترحاب ونبذ (النظرة الضيقة) ـ او كما اسموها_.!
لو كنت مكان اسرة الفيلم لفكرت الف مرة قبل ان ارد على اي انتقادات (مشروعة)، ولابتعدت وبكل ما استطيع عن (استفزاز) الناس وتصوير ذلك المشهد وكأنه بعض من (والت ديزني) وشيء من (دكين)، ولا اعترفت وبكل شجاعة بان ذلك المشهد لا يشبهنا كسودانيين، وان هذا الشعب يستحق منهم على الاقل مجرد (اعتذار) على ذلك التجاوز الذي اسرفوا فيه.
اعتقد ان الفرصة ما زالت مواتية لضم ذلك الفيلم ك(مولود شرعي) لمكتبة الابداع السودان، وذلك في حال استجابة اسرة الفيلم لصوت العقل والضمير، وحذف ذلك المشهد الجنسي بالاضافة لمقطع الممثل السراج وهو يطلق (لفظا نابئا) دون التريث او النظر لتاريخه الفني العريض.
قبيل الختام:
اذا رفضت اسرة الفيلم مقترح الحذف وواصلت في (ركوب الرأس) فلن يموت بطل الفيلم في العشرين، بل سيموت كل الفيلم في (ارض النيلين).
شربكة اخيرة:
غدا احدثكم عن التجاهل (المقزز) للصحافة الفنية خلال فعاليات الجمعية العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية والتي يستضيفها السودان هذه الايام… انتظرونا.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.