الشربكا يحلها || احمد دندش

اعتزال (البندول) .!

شارك الخبر

قبل عامين، ظهر الشاب أحمد فتح الله في فيديوهات اصابت الكثيرين باستياء بالغ، خصوصا وهو يستعرض خلال بعض تلك الفيديوهات علاقاته و(نسبه) واحيانا (سفته الدقار)، تلك الفيديوهات التي انتشرت كما النار في الهشيم، وصنعت من ذلك الفتى في يومين فقط إلهاً للجدل ومعلما من معالم (قلة الادب) في ساحة فنية كانت ولا ستظل عنوانا عريضا للاخلاق والادب الرفيع.

وكما الناس، تلقف جوالي في ذلك الوقت بضعة فيديوهات من تلك الشاكلة، لكن استقبالي لها كان مختلفا عن البقية، فقد خمنت فورا أن الفتي صاحب الصوت القوي والاحساس الجميل فقد الثقة في امكانياته، وقرر أن يلفت الانظار بـ(فيديوهاته)، لأكتب فورا وفي ذلك التوقيت مقالا بعنوان (قاطعوا أحمد فتح الله)، ذلك المقال الذي قررت خلاله أن اقود حملة لمقاطعة فيديوهات واخباره، وذلك حتى لا يجد ضالته ويتسلق قمة الشهرة عبر سرادق الجدل، والذي انسل منه العديد من الفنانين الشباب، والذين صاروا اليوم وللغرابة نجوما يشار اليه بالبنان.!

بعد المقال، تلقيت اتصالا كريما من والد أحمد فتح الله، ذلك الرجل المثقف والوقور، والذي لامني على قيادة حملة مقاطعة لنجله، مؤكدا لي أن نجله ليس بذلك السوء الذي اضمرته بين ثنايا مقالي، طالبا مني أن اصوبه وأقومه بدلا من (تدميره)، مؤكدا لي أن ابنه يحمل قلبا نظيفا ودواخلَ نقية ونزعة صوفية، واصدقكم القول، انني تعاملت مع حديث العم فتح الله آنذاك بشيء من اللامبالاة وقليل من السخرية، ولم المس صدق ذلك الحديث الا وانا ادير حلقة من برنامج (الصندوق) مع أحمد فتح الله، تلك الحلقة التي كشفت لي عن حقيقة ذلك الشاب وعن تهذيبه الجم وثقافته الواسعة، كما كشفت لي ايضا عن شجاعته وهو يقول لي وبثبات: (لو عاد بي الزمن لن اسجل تلك الفيديوهات لانها خصمت مني الكثير).

عقب الحلقة قررت أن انظر لـ(البندول) من زاوية اخرى، فظللت اتابع اخباره من على البعد لاكتشف أن الشاب لم يكن يكذب او يتجمل في البرنامج، بل فتح لي قلبه وباح بما في داخله، لاتأكد تماما أن الساحة الفنية كسبت فنانا شابا بـ(روح جديدة)، تلك الروح التي ظهرت في اغنياته الخاصة وفي حفلاته الجماهيرية، حتي في (ملامحه) التي اكتسبت الوداعة والوقار بعد أن كانت قبل عامين ملامح يطل منها الشر والكراهية، واعتقد أن هذا التحول الكبير في شخصية الفتى هو ما جعل البعض يتنبأ مؤخرا باقتراب اعتزاله الغناء، وهو التنبؤ الخاطئ، فـ(البندول) لم يعتزل الغناء ولن يعتزل، ببساطة لانه بدأ حاليا في السير في الطريق الصحيح، وتحول اليوم الى احد اهم الفنانين الشباب اصحاب الحفلات الجماهيرية الناجحة جدا، ودونكم حفله الاخير بليالي البروف، ذلك الحفل الذي اثبت بما لايدع مجالا للشك أن (البندول) قرر فعليا مقاطعة كل ما يثير الجدل، والعمل بجهد واجتهاد لتحقيق كل مايثير الاعجاب.

قبيل الختام:
شخصيا، سأظل من الداعمين لأحمد فتح الله طالما اختار طريق النجاح وسلك جادة الصواب، فهو موهوب ويستحق الدعم والمؤازرة، فقط يبقى الخوف كل الخوف من اي انتكاسة قادمة قد تحدث، واتمنى الا تحدث، لان التاريخ لن يرحمه، و… لا نحن كذلك.

شربكة أخيرة:
(اثارة الجدل) مرآة مكسورة، كلما نظرت فيها وجدت جزءاً من ملامحك مفقودة.!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.