قيل – والله أعلم- إن إنتاج برنامج (الأسرار الكبرى) الذي تبثه قناة العربية هذي الأيام عن تجربة حكم الإسلاميين في السودان، قد كلف القناة المذكورة مبلغ مليون دولار، وليس اليوم سؤال في أذهان الإسلاميين ولا على ألسنتهم غير من باع لـ(العربية) التسجيلات التي تعتمد عليها في البرنامج المعني؟!
قد يقول قائل – وهو محق في بعض قوله – أن ليس في التسجيلات جديد ولكن الوضع مختلف بالنسبة للإعلام والذي من وسائل تحقيق رسائله طريقة (العرض والطرق).
مهما اختلف الناس حول تسجيلات قناة العربية من حيث الجدة أو القدم لكن المؤكد أن كلفتها السياسية باهظة جدا بالنسبة إلى جماعة شعارها (علانية الدعوة وسرية التنظيم)!
إن بث تسجيلات العربية يجيء في وقت سيئ جداً بالنسبة للإسلاميين، إذ يتزامن مع فقدان الحركة للسلطة ويضاف إلى حملة تكسير ما تبقى من سمعة الحركة الإسلامية سواء بالنسبة للرأي العام المعبأ للآخر ضدها أو بالنسبة لقواعدها التي لم تر قياداتها في موقف مماثل!
الأستاذة لينا يعقوب الزميلة بقناة العربية لم تأخذها رأفة بالجماعة التي سرب إليها بعض أفرادها تسجيلات البرنامج، وإنما شكت بسنة قلمها قلب الجماعة وسارت بكعب حاد على جسد الحركة المملوء بالطعنات من الخلف ومن الأمام معاً وهي تقول إن إسلاميين هم من سرب تلك التسجيلات وباع القضية!
فى مجال الإعلام الذي يحترم المنافسة الشريفة ليس أمامنا إلا أن نخلع أغطية الأقلام احتراماً للزميلة لينا يعقوب ورفاقها في قناة العربية، فلقد حققوا بالعرض والطرق والسبق في بعض الإفادات عملا كبيرا سوف يشغل الناس طويلاً.
ربما -مع الأيام – وصل الإسلاميون إلى اسم من سرب تسجيلات اجتماعات التنظيم الخاصة لقناة العربية ووسموه بالخيانة، ولكن هل يكترث من قام ببيع أسرار التنظيم لوصف وهو يرى أن غيره قد باع القضية أو كما قالت لينا؟!
