الطريق الثالث… بكري المدنى

نعم لمستر (نو )!

منذ أن خرج – كيفما خرج – الأستاذ عبد الواحد محمد نور رئيس حركة جيش تحرير السودان والرجل يصر على قول (لا) أمام أي اتفاق عقد في مفاوضات خارجية بين النظام السابق والحركات المسلحة بدءا من أبوجا أقصى الغرب الإفريقي وانتهاءً بجوبا عاصمة جنوب السودان مرورا بدوحة العرب

ظل عبدالواحد محمد نور يقول (لا) حتى لقب بمستر (نو) وكان اول سياسي سودانى يزور تل ابيب جهارا نهارا مؤكدا بيانا بالعمل إلى أين يمكن أن يصل بالرفض وبالتمرد على الدولة التي خرج عليها!

خاض عبد الواحد حروبا شرسة ضد القوات النظامية ممثلة في الجيش والدعم السريع والشرطة والأمن طوال السنين الماضية ولم يحقق فيها انتصارات كبيرة لكن الحقيقة انه لم يهزم وحتى عندما انتزعت منه القوات الحكومية منطقة (سورنق) الاستراتيجية التي تعد الموقع قبل الأخير لقواته في جبل مرة لم ينكسر الرجل واستقبل وفدنا الإعلامي الذي زار (سورنق) بمناسبة التحرير بالرصاص الحي وكاد لولا تدخل الطيران الحربي يومها أن يستعيد (سورنق) ومعها عشرة من رؤساء التحرير وابرز كتاب الصحف السودانية!

فقد عبد الواحد محمد نور في الحرب الطويلة أساطير المعارك في دارفور من قيادات الحركة العسكرية سواء بالقتل او توقيع اتفاق مع الحكومة ومن أبرز هذى الاسماء (قدورة) و (الأمين تورو) ومع ذلك ظل نور يحارب من أعلى الجبل ويشكل حضورا في العمل السياسي الداخلى عبر طلاب الحركة بالجامعات وبالتحكم في المعسكرات!

عندما انتصرت ثورة الشعب السودانى في 11 ابريل سارع عبد الواحد محمد نور لقول (لا) في وجه المجلس العسكري و (لا) عالية من بعد على مسامع حكومة قوى الحرية والتغيير ولعلها اللحظة التاريخية التي بدأ فيها الجميع يتساءل -ماذا يريد عبد الواحد محمد نور بالضبط ؟!

للرجل رؤية ورأي وهو ينادي بما يسميه بـ(الدولة العلمانية الفدرالية) وهو طرح قد لا يوافقه عليه كل سكان منطقة (طور) التي ينحدر منها ناهيك عن باقي دارفور او جميع السودان ولكن –

لكن بعيدا عن الوصفة الجاهزة (الدولة العلمانية الفدرالية ) فإن النهج الذي يقول به السيد عبد الواحد محمد نور اليوم هو الأصح – في تقديري -في مخاطبة الأزمة السودانية واعنى دعوته للحوار الشامل بالداخل وطرح كل القضايا في حزمة واحدة.

قرأت في أحد المنشورات أن عبد الواحد نور اقترح منطقة الشيخ الياقوت (وسط السودان) مكانا للحوار وهذي إشارة جيدة بدلالاتها الصوفية لأنها تناسب المزاج السوداني وأعتقد انه الوقت المناسب لقول (نعم) اخيرا لمن قال (لا) طويلا وذلك لمناقشة كل قضايا البلد في حزمة واحدة بالداخل.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.