آجندة …عبدالحميد عوض

أنس عمر .. (جا يكحلها)

كثيرون درسوا وكتبوا عن الحركات الإسلامية، بما يشمل تأثير الأيدولوجيا، والأطر التنظيمية، والقيم والمبادئ التي تحكم تلك الحركات، ولم تكن الحركة الإسلامية السودانية بعيدة عن تلك الدراسات ، سواء من كُتاب داخل السودان أم خارجه .

هناك زاوية مظلمة تتصل بالحركة الإسلامية السودانية، وتحتاج إلى من يسلط عليها الضوء بالدراسة والتحليل، وهى (الشخصانية) وأعني بها التحليل النفسي للفرد والقيادي داخل الحركة الإسلامية، وسماته، وهي مهمة تحتاج لباحثين ومختصين، يمكنهم أن يصلوا بطريقة منهجية وعلمية لحقائق مثيرة قد تجد فيها الحركة الإسلامية، قبل الآخرين، فائدة عظيمة من أجل إعادة تقييم وتقويم نفسها، إن كانت فعلاً راغبة في ذلك التوجه.

مبدئياً وكمراقب عادي للأحداث، ومن خلال نقاش يدور بيني وعدد من الإسلاميين، توصلت إلى أن الفرد في الحركة الإسلامية، لديه غرور وتعالٍ مبالغ فيهما، ويعتقد في أي لحظة بأنه في المكان والموقف الصحيح، مقابل تقليل من قيمة ووزن ومواقف الآخرين.

من الصعوبة كذلك أن تجد إسلاميا لديه قدرة على الاعتراف بخطأ أو مراجعة نفسه، مع ملكات فائقة في التبرير، و”قوة عين” منقطعة النظير في الهجوم على الآخر، لو أنه ارتكب نفس الخطأ .

الصفة الثالثة عند “الكوز” هي الاستغلالية، فلو أنك جالست واحداً منهم لساعات معدودة، يعمل جاداً خلالها على توجيهك لأجندته، وبطريقة ساذجة فيها كثير من الغباء والبلاهة.

صفة رابعة، أن غالب أعضاء الحركة يفترضون ضعف الذاكرة لدى الجميع وهذا يدفعهم إلى قول وفعل أشياء اليوم، وفي اليوم التالي وكأن شيئاً لم يكن يقول ويفعل الضد تماماً .

في عدد صحيفة الإنتباهة أمس، نموذج لحالة يمكن دراستها ضمن بحث متكامل، حيث سئل القيادي بالحركة الإسلامية، أنس عمر عن مطالبته بتمويل الحركة الإسلامية من خزينة الدولة، حسب ما جاء في تسريبات قناة العربية ، فكان رده أن حديثه مختل ومجتزأ من سياقه ، فأراد توضيحه بقوله :(أنا لا أقصد الولاة فقط، والحكومة كانت شراكة مع أحزاب سياسية وأنا أتيت لموقعي كوالٍ ليس من السوق بل ممثلاً للحركة الإسلامية في الحكومة ، وأن أقوم بدعمها وأدعو الولاة المنتمين لها بأن يدعموها، أمر طبيعي وليس به غضاضة”

تأملوا مدى إصرار أنس عمر على الخطأ وعدم الاعتراف به، وكيف يبرر له، وكيف يفترض فينا الغباء والجهل حتى نقتنع بحديثه، المخالف لأبجديات العمل السياسي والتي تفرض الفصل بين الحزب والوظيفة العامة و تُحرم استغلال أموال الدولة في غير موضعها، ولولا تلك القيم والمبادئ لما علمنا بحادثة “ووتر قيت”.

لكم أن تتوقعوا ردة فعل أنس عمر، لو ثبت له في أي لحظة أن مسئولا مواليا لتحالف الحرية والتغيير، بادر بدعم واحد من الأحزاب المكونة للتحالف، وهل سيسبقه أحد على مهاجمته ؟

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.