مركز شباب بحري… من منارة فنية ثقافية الى (حمامات عامة).!

تقرير: مواقع

خرج من رحمه الموسيقيون، الفنانون، والدراميون، عمره تجاوز الخمسين عاماً، ظل على مدار كل هذه السنوات يُسهم بصورة مباشرة وغير مباشرة في تفويج النجوم من أبناء بحري وغيرهم.

(١)
نتحدث عن المنارة الفنية والثقافية (مركز شباب بحري) هذا الصرح العظيم، الذي طُمست ملامحه وهويته مؤخراً، حيث لن تحس بوجوده لو لا هذه اللافتة الصغيرة والخجولة، التي تذكرك بهذه المنارة الفنية والثقافية، التي ظلت تعمل ولسنوات طوال في مختلف مجالات الفنون بالبلاد، قبل أن يتراجع دوره تدريجياً بسبب الإهمال.

(٢)
المركز الآن يعاني على كل الأصعدة، كما ذكر المشرف العام على المركز المخرج حسين شانتير لـ(خرطوم ستار) بغضب شديد قائلاً:” نريد حلاً لأزمة المركز، فهناك من يسعى جاهداً لتحويل المركز لـ(حمامات عامة) “ وأضاف:” لا بد للجميع أن يعلم أن مركز شباب بحري يُعتبر نافذة مهمة للثقافة والفنون بمدينة بحري، كما أوضح أن المركز له العديد من المشاركات الخارجية التي تدل على تاريخه وعراقته “.

(٣)
ويضيف شانتير:” أن مشاكل المركز عديدة يمكن تلخيصها في تردي الخدمات لدرجة أن وصلت لانعدام الكراسي، وغيرها من المعينات”، كما أوضح شانتير انه نكما إلى أسماعهم بأن هناك جهات أيضاً تسعى إلى هدم المركز وتشييد برج استثماري على أن يتم تخصيص جزء من البرج للمركز ليُمارس فيه أنشطته الثقافية والفنية، مشيراً إلى تحويلهم في الفترة السابقة إلى مركز شباب الشعبية، حيث ذكر أنهم وجدوا أسوأ معاملة هناك حتى تم طردهم من مركز شباب الشعبية.

(٤)
ولأهمية القضية، جلس (خرطوم ستار) كذلك للأستاذ المحامي عضو اللجان الإدارية بالمركز حسين صديق إبراهيم وهو يعتبر أحد الأعضاء الفاعلين، فقد أوضح من خلال حديثه أن قضية المركز من القضايا المهمة التي لا تقل أهمية عن قضايا الوطن، خاصة وأن مركز شباب بحري يعتبر “شيخ” مراكز الشباب في السودان، مشيراً إلى أن المركز ظل يرفد الساحة الفنية والثقافية بمبدعين أثروا ساحة الغناء السوداني، منهم على سبيل المثال، الفنان الراحل صلاح بن البادية، والفنان محمد ميرغني والنور الجيلاني، والأسطورة محمود عبد العزيز وغيرهم .

(٥)
وأضاف :” إن المركز تعرض لإهمال متعمد من قبل حكومات النظام البائد، على مدار “30” عاماً، وتجاهلت وزارة الشباب والرياضة هذا الصرح الجميل، إلا أن إيمان الشباب بأهمية ودور المركز جعلنا نصمد ونقاوم كل محاولات ترحيله وتجفيفه للاستفادة من موقعه المميز لاستثمارات لا طائل منها تندرج في إطار التخريب الممنهج لحكومات النظام البائد”، واستطرد صديق:” توجد دكاكين تابعة للمركز يبلغ إيجارها (72) ألف جنيه، لم يستفد منها المركز في مرحلة من مراحله، حتى أصبحت عقبة قانونية لم تستطع الإدارة القانونية للوزارة التخلص من المستأجرين بعقودات طويلة الأجل بأجر شبه مجاناً “، وتساءل:” ألا يندرج ذلك ضمن الفساد الذي يستوجب المحاسبة؟، طارحاً سؤالاً آخر، من هو الشخص الذي يتخبط ويطرح خططا مثل استثمار جزء من أرضية المركز كحمامات للعامة، ؟ من المسؤول عن كل هذا الهراء؟ “.

(٦)
يواصل صديق حديثه متسائلاً مرة أخرى:” لماذا مركز شباب بحري؟”، ليجيب على السؤال بنفسه:” لموقعه المميز وطمع وزراء العهد البائد ومحلية بحري في الموقع المميز “، وزاد:” تم الاتصال على عضو المجلس السيادي محمد حسن التعايشي لزيارة المركز، ووعد بزيارته إلا أن الوعد أصبح سراباً وكان أمراً محبطاً ومخجلاً لا يشبه أحد الذين يمثلون الثوار في المجلس السيادي “، ويؤكد في ختام حديثه لـ(خرطوم ستار) بقوله:” أن عضوية المركز قررت المزيد من التصعيد حتى تتحقق مطالبهم التي وصفها بالعادلة والمشروعة، في تأسيس بنى تحتية للمركز وإعادة تأهيله وحمايته من تعدي الحكومات المحلية ووزاراتها المهترئه “، باعثاً برسالة للوزيرة ولاء البوشي بضرورة الالتفات إلى هذه الأصوات التي “بحت” من “العويل” و”النواح” على حد تعبيره، مشيراً إلى أن التصعيد قادم ومتدرج من حوارات صحفية ومنابر إعلامية مختلفة، مروراً بالمخاطبات والقنوات والأسافير، وصولاً إلى الوقفات الاحتجاجية بالتضامن مع كل لجان أحياء ومقاومة بحري.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.