أجندة عبد الحميد عوض

صدمة حمدوك

شارك الخبر

*ذهب رئيس مجلس السيادة،الفريق أول،عبد الفتاح البرهان،لمدينة عنتبي الأوغندية،اﻻثنين الماضي،متخفياً وراء الستارودون استشارة أقرب المقربين إليه بمن في ذلك أعضاء مجلس السيادة،وهناك، التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي،بنيامين نتنياهو،في لقاء يمهد لخطوات التطبيع مع إسرائيل،مما أثار جدالاً واسعاً في الشارع السوداني،تستمر تداعياته حتى يومنا هذا، سوف تستمر لأيام قادمات.
*وبعيداً من جدوى الخطوة،أو عدم جدواها،وبعيداً عن مبدئية عدم التطبيع مع إسرائيل،يبقى الأمر برمته،مؤشراً خطيراً على تجاوز المؤسسية من جهة،وعلى اللاشفافية من جهة أخرى،وانفراد كامل بالقرار في أمور مصيرية مهمة، كان ينبغي أن يوضع الخبراء والمختصون والشعب عامة في صورتها قبل المغامرة بها،وما كان التعامل مع الشعب كأنه في حكم العدم،وما يؤسف له أكثر أن الشعب (المسكين) لم يسمع باللقاء إلا من خلال وسائل الإعلام اﻹسرائيلية،في حين لم تكن رغبة البرهان حاضرة،لإصدار بيان أو تصريح يبرر لشعبه ما قام به،لولا الضغوطات التي مورست عليه من جانب الحكومة ودفعته لإصدار بيان اعتذاري مقتضب .
*الأعجب ثم الأعجب،أن حكومة رئيس الوزراء،عبد الله حمدوك،كانت في خط المعارضة ﻻجتماع عنتبي لأنها غيبت عنه ولم تتم استشارتها فيه،مع تأكيد منها أن مثل تلك القرارات المصيرية،ليست من مهامها،ولا يمكن لها التقرير فيها،هذا غير مبرر اعتراضي آخر يتعلق بمبدأ المواقف السودانية المشهودة الداعمة للقضية الفسلطينية .
*لكن وآه من لكن، قبل أن نستفيق من صدمة لقاء عنتبي،ها هو عبد الله حمدوك،يكررالخطأ البرهاني بمفاجئة السودانيين بخطاب وجهه للأمم المتحدة يطلب منها إنشاء بعثة أممية على نطاق السودان، للمساهمة في حفظ السلام ومراقبة تنفيذ الوثيقة الدستورية واﻹشراف على الدعم الاقتصادي الدولي للسودان ومهام أخرى حددها الطلب الذي لم تكن مفاجئته وصدمته، لدى الكثيرين،أقل من صدمة لقاء البرهان وحميدتي،وأسوأ مافيه،هو تغييب الشعب وعدم إستشارته،وإجباره على سماع خبره من وسائل إعلامية خارجية .
*الحدث مثله ومثل لقاء عنتبي،قد يختلف الناس في مواقفهم حولها،لكنهما عندي في مقام واحد لأنهما يمثلان قمة اﻻستخفاف بالشعب السوداني وتعمد مع سبق الإصرار والترصد على تهميشه،وجرأة عالية على اﻻنفراد بالقرارات المهمة،وهو أمر لم يكن لأكثر المتشائمين تصورحدوثه مابعد ثورة ديسمبر التي لم يستشهد أبطالها ودفع الآلاف أثمانها الأخرى،إلا من أجل إنهاء مثل هذا السلوك السياسي المتعجرف،بالتالي من يعتقد أن الذين خرجوا على النظام البائد،يمكن أن يصمتواعلى تلك “الخرمجة المؤسسة” يكونوا واهمين،فحناجر الثوار لا تزال للهتاف،وفي القلوب جذوة الثورة على اتقادها،وبعض من التروس على مقربة من شارع الجامعة، والوصول إلى مقر اﻻعتصام ليس من المستحيلات .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.